fiogf49gjkf0d

طيب!!!

عين القط الإيراني
  .. «الإخوان» الأعزاء.. لم نطلب مستحيلا.. فقط بعض الشفافية.. وقليلاً من المصارحة.. والمشاركة، حتى لا نستقي المعلومات من صحيفة «التايمز» البريطانية التي كشفت عن زيارة «قاسمي سليماني» رئيس جهاز المخابرات الايراني لمصر بشكل سري منذ أيام، ولقائه مع «عصام الحداد» مستشار الرئيس المنتخب د.محمد مرسي للشؤون الخارجية، ومسؤولين رفيعي المستوى في الدولة، وداخل الجماعة.قبل الخوض في الموضوع انتظرت يومين لعل رئاسة الجمهورية تصدر نفياً للزيارة، أو توضيحاً للاتصال، أو شرحاً لطبيعة المباحثات التي جرت، أو تكذيباً لصحيفة «التايمز» البريطانية العريقة.. ومازلت انتظر من منطلق حق الصحفي في الحصول على المعلومة من مصادرها وليس من «التايمز».. وشبيهاتها.وهذا هو ما أعنيه بضرورة المكاشفة والشفافية والمصارحة التي نتمنى ان يضعها «أولو الأمر» في اعتبارهم، وخاصة ان «لا شيء سري في قاهرة المعز».. التي اصبحت مرتعا لكل اجهزة مخابرات الدنيا!.ماعلينا.. نعود إلى التايمز «مضطرين» - والتي تقول إن زيارة سليماني – الملقب بعين القط الإيراني – جاءت بناء على دعوة رسمية من الرئيس مرسي، وإن رجل إيران الاقوى ورئيس مخابراتها بحث دعم الحكومة المصرية في مجال بناء جهازها الأمني والاستخباري، ونسبت «التايمز» لأحد أعضاء مكتب الإرشاد قوله إن الحكومة طلبت لقاء على مستوى رفيع مع المسؤولين الإيرانيين، وكان الهدف إرسال رسالة إلى أمريكا لتتوقف عن ممارسة الضغط على الحكومة، وأن مصر يمكن أن تكون لها تحالفات أخرى.لمن لا يعرف من هو «قاسمي سليماني» فهو الرجل الأكثر قوة ونفوذاً في طهران، ويقال إن نفوذه يقارب أو يتجاوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد نفسه، وهو يلقب «بعين القط» لحدة ذكائه ويرأس جهاز المخابرات الإيراني، ويشرف على «الحرس الثوري»، وكل نشاط الميليشيات المسلحة المحسوبة على إيران، مثل «حزب الله»، وحماس، اضافة إلى العمل السري في الخارج، وهو ايضاً قائد «فيلق القدس» الثوري.
 
أرجو أن أكون واضحاً في أنني لست ضد أن يمارس الرئيس مرسي وحكومة الإخوان لعبة السياسة، فهذا أصل عملهم، وأساس الحكم، فربما كان الهدف كما قال عضو مكتب الإرشاد للتايمز: «ارسال رسالة لواشنطن» وأزيد عليه: وربما كانت رسالة لدول الخليج العربية التي لم تدعم «حكم الإخوان» مالياً حتى الآن بالشكل المنتظر – وإن كانت قطر والسعودية قد تحركتا إيجابياً قبل أيام – ولم نشهد مشروع «مارشال» خليجي حقيقي لإنقاذ الاقتصاد المصري، وبالتأكيد لن تسمح دول الخليج بوقوع «مصر» في أحضان «القط» الإيراني!
 
وربما كانت رسالة لدولة الإمارات التي تحتضن المعارضة المصرية ممثلة في «الشفيق فريق»، وتقود تيار التشدد الخليجي ضد «الإخوان المسلمين»، ولا ننسى أن الإمارات هي المتضرر الخليجي الأكبر من إيران التي استولت غصباً على ثلاث جزر إماراتية كاملة.أقول لن «أحلل» رسائل الحكومة السياسية في الخارج، ولكن إذا كان «التفاهم» مع إيران «حقيقياً»، ويتعلق بالتدخل لإعادة بناء جهاز مصر الأمني والمخابراتي، فهنا لابد من إطلاق صافرة إنذار عالية مدوية.. كمصري أحب بلدي، وأعرف يقينا خطورة الأطماع الإيرانية على عالمي العربي، وعلى مصر المحروسة، وأقرأ «تاريخاً» مزعجاً من محاولات التدخل الإيراني في الشأن العربي.كما أعلم أن مصلحة مصر، على كل الصعد هي في استمرار علاقات الأخوة مع شقيقاتها دول الخليج «العربية» مهما مرت «سحابات الصيف» بهذه العلاقة.وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. حسام فتحي
hossam@alwatan.com
.kwtwitter@hossamfathy66