fiogf49gjkf0d
طيب!!! عودة «الأمن» الضال
 كان الله في عون وزير الداخلية الجديد الذي ورث وضعا امنيا مأساويا، لا يسر عدوا ولا حبيباً.والمطلوب منه ان يحقق المعجزة التي عجز كل من سبقوه عن تحقيقها ألا وهي إعادة مصر لما عرفت به طوال تاريخها الحديث.. كنانة الله في الأرض.. وبلد الامن والامان، ومنبع «الجدعنة» والشهامة والذود عن العرض، وحماية الضعيف..نتفق جميعا على تردي الوضع الامني، وتراجع الاحساس بالوجود الشرطي في الشارع المصري، اضافة لما «أحدثته» حالة الاحساس المفاجئ لدى البعض بالحرية دون معرفة مفهومها وجوهرها، ودون الاستعداد الحقيقي لممارستها بشكل صحيح، والشعور بعدم وجود عقاب رادع مما اخرج الكثير من الثعابين والحيات والفئران من جحور كنا قد نسينا انها «تلبد» فيها!!ولا اعتقد اننا نختلف على أن عودة الأمن والأمان واستقرار الأوضاع الأمنية هي الأولوية القصوى بلا منازع، والتي دون تحقيقها الفوري والعاجل والكامل لن ينهض الاقتصاد بكل روافده.وبالرغم من المحاولات الجادة التي بذلها الوزير السابق لإعادة الوجود الأمني والتواجد الشرطي للشارع إلا ان الأمر ظل سيئاً جداً، وكأن هناك «قوى خفية» فوق قدرة اجهزة الوزارة على مواجهتها، تطلق البلطجية واللصوص والمجرمين في تحد سافر، واحياناً ساخر لكل ما تتخذه الدولة من اجراءات، وما تنفذه من تدابير واحتياطات.ولم يحدث في تاريخ مصر ان انتشرت الاسلحة في الشارع بهذا الشكل المخيف، فلم تعد ظاهرة حمل السلاح مقتصرة على جنوب مصر، بل اكتسحت البلاد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، واستخدمت في كل أنواع الترويع بدءاً من ميدان التحرير، وحتى قصر الاتحادية مروراً بالاعتداء على مقار الاحزاب السياسية: الحرية والعدالة، والوفد، والتجمع، هذا بالاضافة الى العصابات المسلحة التي تمارس السرقة والخطف، وفرض الاتاوات في تحد سافر لكل القوانين والاعراف والقيم والتقاليد.المطلوب من الوزير الجديد أن يضع خلف مكتبه الآية 33 من سورة المائدة والتي تقول: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم}.وعليه أن يعلم أن شهورا قليلة تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي تتغير بعدها الحكومة طبقا لمخرجات الانتخابات، وسيذكر التاريخ له ما سينجزه خلال هذه الشهور القصيرة لتحقيق الأمن، فإما أن «يجلس» في بيته مرتاح الضمير تصحبه دعوات 90 مليون مصري، أو يغلق عليه نفس الباب تلاحقه لعناتهم، وربما يعود لكرسي الوزارة بعد الانتخابات إذا هتف الشعب ببقائه، وهو ما لم يحدث منذ عهد وزير الداخلية الأسبق أحمد رشدي، الذي أتعب بسلوكه كل من أتى بعده.كلمة أخيرة في أذن الوزير: اعلم سيدي أن الله قد أتى بك لتخدم بلدك - مصر بكل طوائفها وأطيافها، فلست وزيرا لحزب أو فئة، فضع الله نصب عينيك ومصلحة مصر في قلبك، وأعانك الله على أن تعيد لنا ولها «الأمن» الذي ضل عنها شهورا طويلة.وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kwtwitter@hossamfathy66