fiogf49gjkf0d
بالطبع الجميع يحترم القضاء والقضاة لما لهم من دور عظيم في نشر العدل ورفع الظلم وتطبيق القانون بالميزان بين الناس ، وهؤلاء القضاة في العصور السابقة لم يزجو بانفسهم في لعبة السياسة فلاعب السياسة له انتماء ولون ورائحة وهذا ما لايجوز للقضاة ، فالقاضي إنسان محايد ليس له لون ولا رائحة ولا انتماء ولا ولاء وإلا يكون خرج عن قضبان الحياد وهذا ما حدث في الفترة الأخيرة فدخل القضاة في معترك السياسة بشكل تعجب له الجميع ، ولا يمر اسبوع إلا باجتماع لنادي القضاة يتحول فيه القاضي الحكيم الرزين ذو الصوت المتوازن إلى معارض محترف وناقد لازع ومتحدي بارع وثائر على اتفه الأمور ومنادي للتظاهر والعصيان والانقطاع عن العمل والاضراب وتعطيل مصالح ومظالم الغلابة وكأنه يعاقب هؤلاء الغلابة على ذنب يرى ان الحكومة ارتكبته ، ولو كان القضاه حزبوا انفسهم ضد الغير فتلك مصيبة أما أن ييتجزأ القضاة في مصر إلى مجموعة من الأحزاب بعضهم مؤيد وبعضهم معارض فالمصيبة أعظم فانقسام القضاة ضيع هيبتهم مما جرأهم على أنفسهم و جرأ الآخرين عليهم فبدأ بتعرض العديد من القضاة إلى انتقاد وثورة على أحكامهم داخل المحاكم وانتهى بتهجم الغوغاء على الزند رئيس نادي القضاة ،، ايها القضاه الشامخون عودوا إلى عرين الهيبة واعتلوا هرم العدل واتركوا السياسة ، فإن السياسي إذا مارس القضاء ارتفع ،، وأما إذا مارس القاضي السياسة هوى وانخفض فليس هناك اسمى واعلى من نشر العدل وخلافة الله في الأرض واخذ حق الضعيف من القوي والمظلوم من الظالم ،، واخيرا يا قضاة مصر العظماء لا تظلموا الشعب بل ارفعوا الظلم عنه ولا تعاقبوا الشعب فهو لا يستحق العقاب هذا الشعب الذي ضحى بحياته لرفع كلمة الحق وارفعوا شعار مصر فوق الجميع .