fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
الحرب القذرة
 
.. وأعني كل هذا الغثاء العفن المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك وتويتر وغيرهما، والتي للاسف لا توجد أي قوانين رادعة لسوء استخدامها في الاساءة للناس عموما، والسياسيين على وجه الخصوص، والوقيعة بين المسلمين، والفتنة بين اهل البلد الواحد.
من يدخل هذا العالم الاعلامي الجديد يجد العجب العجاب، فتحت اسم نشطاء على شبكة الانترنت يتم وضع شرائط مسجلة بشكل غير قانوني، ولا يمكن لغير الخبراء معرفة تزييفها من عدمه، تحوي سبابا وألفاظا تعاقب عليها كل قوانين العقوبات، واساءات منسوبة الى شخصيات عامة، ورجال دين وسياسة، وتعجب عندما تعلم ان الامر تجاوز امكانيات مجموعة من «الهواة الملفقين»، ليصبح الامر اكثر احترافا بما يؤكد ان وراءه «جهات» محترفة، قد تكون امنية أو حزبية، او جماعات سياسية.
ويتعدى الامر ادوات التشويه المتمثلة في صورة غير مستحبة أو تزييف تعليق أو مقولة ونسبها لشخص ما، ليصل إلى حد حملات التشويه المتعمدة ضد تيار بعينه أو جماعة بذاتها.
ثم يتطور أكثر لتواجه هذه الجماعات والاحزاب والتيارات بعضها البعض من خلال ما يعرف الآن بـ «الميليشيات الالكترونية»، وهو الاسم الأقرب للواقع فعلاً، فأفراد هذه الميليشيات يتفانون في تمزيق «صورة» الآخر الذهنية لدى القارئ والمشاهد، مستخدمين في ذلك كل الاسلحة، واغلبها محرمة، كالكذب والتلفيق والتزوير والتزييف، وانتحال صفة الغير،.. واطلاق الصفات السيئة والصاقها بالآخر المطلوب تدميره، واستخدام الفاظ السب والقذف المباشر، بل تصل القذارة الى الطعن في الشرف، وذكر الآباء والأمهات، وكل ذلك احتماء بعدم وجود قانون رادع للتعامل مع وسائل الاعلام الالكترونية، وصعوبة الوصول الى اصحاب الحسابات الحقيقية التي غالباً ما يكون أصحابها مسجلين خارج مصر، في دول العالم المختلفة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، وبالخبرة والممارسة اصبحت هذه «الميليشيات» الالكترونية محترفة في اخفاء أماكن تسجيل افرادها الحقيقية.
وقد استطاعت اسرائيل التي تنفق حوالي 9.4 مليارات دولار سنويا على البحث العلمي، جزء كبير منها يذهب إلى أبحاث الكمبيوتر ووسائل الاتصال، استطاعت ان تخترق مواقع التواصل الاجتماعي، وتشكل «ميليشياتها» الالكترونية الخاصة التي تدير من خلالها عجلة التأثير في الرأي العام العربي، وترتيب الفتن بين فئات الشعب الواحد، وبين الدول العربية والإسلامية، وبعضها البعض، من أجل زرع الكراهية والبغضاء وتوجيه الرأي العام في الاتجاه الذي يحقق مصالح الصهيونية.
ونصل الى بيت القصيد:
ليس كل ما ينشر على المواقع الالكترونية بتوقيعات لأشخاص مسلمين ضد مسيحيين والعكس هو امر حقيقي وصحيح أبدا، وليس كل ما ينشر ضد مصر بتواقيع خليجية او مغاربية، او العكس هو أمر صحيح أيضا.. وقس على هذا الشتائم والآراء غير المنطقية التي تؤجج النار وتشعل الفتن بين الأحزاب والتيارات السياسية وأنصارها..
فاحذروا جميعا وانتبهوا لما يحاك لمصر وأهلها، ممن يعيشون على أرضها او يتربصون بنهضتها، فقد قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66