fiogf49gjkf0d
مصر المحروسة
 
عامان أو أقل قليلا مرا على مشهد حرق مقر الحزب الوطني في ميدان التحرير.. وصولا الى حرق مقار الإخوان.. مرورا بـ «حرق» مبنى المجمع العلمي في ميدان التحرير.
وشتان بين الجرائم الثلاث في الدوافع والنتائج والمنفذين، تشترك الحرائق الثلاث في ان الفاعل حر.. طليق.. يوصف بأنه طرف ثالث ولهو خفي، بالرغم من ان دلالات المنطق تشير بالبنان للفاعلين المستفيدين.
تم حرق مقر الحزب «الوثني» في ميدان التحرير لإخفاء أدلة ووثائق ومستندات تدين قياديي الحزب وسدنته، ولا صالح لأحد في ذلك سواهم.
وتم حرق المجمع العلمي على أيدي البلطجية المأجورين و«شباب» الشوارع «المتعكمين» لإثبات الفراغ الأمني والتأكيد على فشل الثوار في حماية أحد أهم المباني التاريخية على بعد أمتار من قلب ميدان التحرير.
وجرى حرق بعض مقار حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، لتأجيج مشاعر الإسلاميين ضد أطياف المعارضة المدنية، وربما لإعطائهم المبرر ليكون «الرد» أكثر عنفاً وتدميراً بناء على قاعدة «العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم».
ورغم ذلك لم يصدر حكم قضائي على المجرمين الذين أحرقوا ممتلكات المصريين، أقول ذلك لأنني كدت أموت قلقاً ورعباً من محاولة هؤلاء المجرمين «حرق» متظاهرين هنا أو هناك، وكان الخوف كل الخوف أن يطمئن «الحارقون» إلى عدم وجود حساب أو عقاب على ما اقترفوه من جرائم سواء بالحرق أو قتل المتظاهرين، وفي غياب الأمن يحاولون مرة أخرى «اختراق» التجمعات سواء للمعارضة المدنية أو الإسلاميين، وقد حاولوا بالفعل إشعال حريق في سور جامعة القاهرة، والحمد لله ان السيطرة عليه نجحت ولم تقع إصابات.
الحمد لله أن مظاهرة المعارضة المدنية في التحرير قد انتهت على خير، - وكذلك الحشود الضخمة التي ملأت ميادين «نهضة مصر» والجيزة وما حولهما من شوارع وميادين، كل هذه الحشود أثبتت التزامها وعدم تخطيها للحدود في حضور كوكبة مختارة من علماء الدين وفقهاء الدعوة والدعاة الثقات.
الحمد لله وحده.. له الحمد وله الشكر وله الملك، هو حامي مصر المحروسة من أعدائها.. ومن «بعض» ابنائها ايضا الذين لا يعرفون قيمتها.. ولا يقدرونها حق قدرها.
الستار الخبير اللطيف العليم.. ستر هذه المرة، ولم تقع الكارثة، ولن تقع أبداً بإذن الله  - فلن تمتد يد مصري على مصري أبداً، وكما حفظ الله مصر من كيد اعاديها، سيحفظها من فتنة تعصف بوحدتها ووشائج ابنائها، وستبقى مصر «المحروسة» في رباط  - باذن الله – الى يوم الدين.
واعتقد ان التصعيد الذي حدث طوال الايام القليلة الماضية كان كافياً ليقتنع الجميع بضرورة التزام الهدوء والبعد عن المظاهرات والهتافات والفضائيات والدفع «ببلدنا» الى حافة الهاوية، ثم ندعو الله ان ينقذها في اللحظة الأخيرة، .. فكفوا أيديكم عن مصر، وارفعوا قبضاتكم عنها، واحبسوا أصواتكم عن الصراخ في أذنيها، وأبعدوا أصابعكم عن عينيها، حتى ترى النور، وتسمع الحق، ويفعل حكماؤها الصواب.. آمين.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66