fiogf49gjkf0d
(كوارث مصر الجديدة- حادثة قطار أسيوط)- كتب/ سعيد مندور
 
عاش شعب مصر العظيم والمقهور والمغلوب على أمره في الداخل والخارج وبالأخص شعب محافظة أسيوط الحبيبة يوماً حزيناً اكتسي باللون الأسود المختلط بدماء الأطفال الأبرياء، أطفال في عمر الزهور، أطفال المستقبل الذين كنا نتعشم أن يكونوا نواة المستقبل، بعد أن دهسهم قطار الموت‏ بسبب الإهمال والتراخي والتقصير باصطدامه بأتوبيس طلاب معهد نور الإسلام الأزهري بمنفلوط,‏ والذي تسبب في مصرع 51 ‏ طفلاً و 17 مصاباً تتراوح أعمارهم ما بين أربع سنوات إلي‏12‏ سنة‏، وتحولت القري المنكوبة في المحافظة الي مجموعة من السرادقات‏ وخيم الحزن والأسي علي قرية الحواتكة بل على قرى ومحافظات مصر كلها وكل أبناء الشعب المصري بجميع أطيافه، وهذا المشهد جعلنا نعود بالذاكرة إلى مشاهد مجزة اليهود في ضرب مدرسة بحر البقر الابتدائية في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية بالطائرات في الثامن من أبريل 1970 والتي راح ضحيتها ما لا يزيد عن 30 طفلاً وطفلة. لقد قامت ثورة 25 يناير وطالبت بطلبات محددة ومنها بالتحديد وكان مطلب أساسي وهو (إسقاط النظام) ليسقط معه الفساد واللامسئولية، وكنا نعيب على النظام السابق ونقول أنه لم يفعل شييء ولم يقدم أي جديد طوال ثلاثين عاماً مضوا، فكيف هو الحال الآن في ظل ما تشهده مصرنا الحبيبة من نزيف للدم على الطرق ما بين القطارات والقطارات والسيارات والسيارات وكأنهم في حلبة مصارعة دون رقيب أو أمين؟، وكيف هو الحال في نزيف الاقتصاد ونزيف الأمن ونزيف وسمعة المصريين في الداخل والخارج؟
(أيعقل) يا وزير النقل ويا وزير التربية أن يحشر ما يقارب 68 طفلاً في أتوبيس لا تتسع حمولته المرخص بها ما بين 25 إلى 30 راكب!!، أيعقل هذا ونحن ثاني أقدم دولة على مستوى العالم بعد بريطانيا في خطوط السكك الحديدية، (أيعقل) يا وزير الداخلية أن العاملين بالإدارة العامة للمرور والتابعة لوزارتكم أن تسمح بتلك الحمولة الزائدة في أتوبيس يحمل فلذات أكبادنا!!، (أيعقل) يا شيخ الأزهر الشريف ووزير التربية والتعليم أن تبعد مسافة المعهد الأزهري عن مكان إقامة التلاميذ مسافة 25 كيلومتر، (أيعقل) يا رئيس مجلس الوزراء أن أبنائنا في المظاهرات السلمية، وفي الملاعب، وفي المدارس، وفي الدفاع عن الوطن على الحدود أو داخل الحدود (يموتون)!!، ولم لا ونحن في مصر بلد العجائب!!. فقلوبنا تعتصر ألماً ولا أملك إلا الدعاء لهؤلاء الأطفال الأبرياء بأن يكونوا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأدعو الله من كل قبلي أن يلهمنا ويلهم أهلهم الصبر والسلوان وأن نتذكر الدعاء الذي تعلمناه من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( إنا لله و إنا إليه راجعون، اللهم آجـِـرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها ) وفي هذا المقام لا ننسى رائعة الراحل صلاح جاهين (الدرس انتهى لموا الكراريس .. بالدم اللي على ورقهم سال ...) وبالمناسبة سألت أحد أصدقائي في مصر عن أحوال البلد أعطاني تشبيه رائع وقال (الحكومة بتعجن .. والناس تايه)، وحفظ الله مصرنا الغالية من كل مكروه.
سعيد مندور Sism59@hotmail.com