fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
ياروح أمك.. تاني؟
 
.. «لماذا قامت الثورة على نظام مبارك في مصر؟».. أكيد هناك عشرات الاجابات التي ستتبادر الى أذهانكم على الفور، أما أنا فظلت اجابة واحدة تتردد في اذني، وتكاد تذهب بعقلي: «لاستعادة كرامة المواطن المصري التي اهدرها نظام مبارك على أيدي دولته البوليسية القمعية»..
.. لم أتمالك السيطرة على ملامح وتعبيرات الاحباط والضيق والقرف التي كست وجهي، وأنا أتذكر: النقيب محمد وهو يستعرض سرعته وقوة كف يده، وهو يهوي به على الخد الأيسر لمواطن «مرعوب» يقف أمامه مرتعشاً داخل قسم الشرطة، في الفيديو الشهير (قبل الثورة).
.. ولم انس «عماد الكبير» وامين الشرطة يضع العصا في (….)، ويصوره بهاتفه امعاناً في الاذلال (قبل الثورة).
.. وتداعت صورة خالد سعيد، بملامحه الوديعة، ثم بوجه مشوه من التعذيب الذي تعرض له على يد المخبرين في الاسكندرية (قبل الثورة).
.. والتصقت بوجهي صورة شهيد التعذيب سيد بلال (قبل الثورة).
وتذكرت تعبيرات المرارة والإحباط على وجه صديقي نجم الفضائيات اللامع والكاتب المحترم ونائب رئيس تحرير إحدى الصحف «القومية» الكبرى وهو يحكي لي كيف كان يتأمل إحدى واجهات المحلات في «روكسي» أسفل منزل وزير الداخلية الأسبق أحمد رشدي، قبل الثورة بسنوات قليلة، عندما لم ينتبه لموكب ضابط المباحث الشاب وهو يختال بين مخبريه فوق رصيف الميدان، واستفزه وقوف صديقنا «سرحانا» فلم يسمع المخبر وهو يقوم بعمل «الشماشرجي» صائحا: «وسع الطريق للباشا».. وكان صديقنا يفكر.. ويفكر.. فهوى الباشا شخصيا بكفه على وجهه، مستنكراً عدم توسعته الطريق!! (قبل الثورة).
.. ثم قامت الثورة.. فوجدت صورة الشاب محمد فهيم عبدالحميد سليمان - مهندس الميكانيكا - وهو ملقى على الارض مشوه الوجه من التعذيب في المنصورة على يد ضابط شرطة و3 امناء، لانه يقود سيارة ونسي حمل الرخصة، ولم يتحمل سب الضابط لأمه (بعد الثورة).
ثم تأتي القصة المؤلمة التي فجرت كل مشاعر الضيق والقرف، والتي حدثت للمعيد بكلية آداب المنصورة وعضو لجنة تقصي حقائق أحداث الثورة الناشط السياسي «تقادم الخطيب»، الذي ذهب لقضاء العيد مع أسرته في الأقصر، فتم انزاله من الحافلة العامة التي يستقلها، وسبه وضربه واهانته واحتجازه بقسم الشرطة حتى اليوم التالي، وتهديده بـ «تلبيسه» قضية «حشيش»، - أخرج الضابط قطعة منه من جيبه بالفعل!! - ورغم اتصاله بمستشار رئيس الجمهورية، ومساعد وزير العدل إلا أن أحداً لم ينفعه!!
وعندما قال «تقادم» للضابط إن ثورة قد قامت في البلد من أجل كرامة الإنسان المصري، كان الرد: «الثورة دي في التلفزيون يا روح أ…….» والقصة كاملة متاحة على جميع مواقع التواصل الاجتماعي والصحف و«التلفزيون» لمن يريد.
.. يبقى السؤال: ماذا نفعل مع جهاز الشرطة؟..
وللوهلة الأولى تبدو الإجابة «مركبة وصعبة».. يدخل فيها استتباب الأمن، والتأهيل النفسي، والانتهاء من الدستور، ثم تعديل القوانين، وانتخاب مجلس شعب، و….. و….. و…..
والحقيقة ببساطة تتلخص في «تطبيق القانون» ومحاكمة الضابط المسيء وعزله ليكون عبرة لمن لا يصدق أن الثورة لم تقم فقط على شاشات التلفزيون، وأن الشهداء، خيرة شباب مصر لم يكونوا «كومبارس»، وأن المصابين ليسوا «ممثلين درجة ثالثة»..
وأن كرامة المصريين تم استرجاعها، وكان الثمن: دماء زكية، وشهداء أبراراً، وأدعو الرئيس مرسي لعدم السماح بعودة «الدولة البوليسية» مرة أخرى، فهو يعلم «تمام العلم» ما يفعله زبانيتها!!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66