fiogf49gjkf0d
اشتمني .. شكراً
عمر راشد
لا يمكن أن تسكت عن السباب والشتائم بالأم والأب وبكل ما أوتيت من قوة لأنك في واقع الحال لم تتعلم ثقافة الاختلاف ولم تتعلم كيف تحاور الآخر ، على الرغم من أن المبدع القيادي العالمي "جون أدير" صاحب كتاب "قيادة محمد صلى الله عليه وسلم" والأعلى مبيعاً على مستوى العالم في 2011 قال إن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من علم العالم  ثقافة الاختلاف.
في جمعة الحساب بميدان التحرير تابعت 3 مشاهد مختلفة "مستفزة" أولاها شباباً يقودهم المهندس الاستشاري التنموي صاحب أكبر "نفس  شيشة" في ميدان الثورة  ممدوح حمزة وهو يتهم الإخوان بالمليشيات ويقول إنهم أحرقوا التحرير واشتبكوا مع المتظاهرين في الوقت الذي أكد مذيع الجزيرة أنه رآه مع مجموعة من الشباب بالمولوتوف يتجهون لحرق باصات الإخوان في ميدان عبد المنعم رياض ولكن على وزن "ضربني وبكى وسبقني واشتكى" نفى الأمر جملة  وتفصيلاً ، في الوقت الذي دعا فيه رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان الجموع للتوجه إلى دار القضاء العالي للتنديد بأحكام موقعة الجمل التي انتهت إلى براءة الجميع من دم "شهداء الثورة".
وثاني المشاهد أن يتدخل أستاذ العلوم السياسية ومستشار رئيس الجمهورية د.سيف الدين عبد الفتاح مع أحد المتهمين في موقعة الجمل مرتضى منصور في برنامج العاشرة مساء للأخ عبده مشتاق وائل الابراشي حيث قال له البلطجي "انت مين ياض انت حمار" متهما اياه بأنه عميل قطر في مؤسسة الرئاسة.
والثالثة كانت القاضية في مسألة النائب العام صاحب السوابق الأشهر في تاريخ مصر عندما يطالب "المتحررون" و"الليبراليون" وكافة القوى المطالبة بدم الشهداء بإقالته وعندما اتخذ القرار رئيس الجمهورية إذ بنا نجد انتفاضة الحرامية في وجه الحق مطالبين باستقلال القضاء ونزاهة القضاء وطرد مستشاري مرسي.
وهنا تستوقفني فكرة في منتهى الروعة وهي لماذا لا نفتح خدمة جديدة بعنوان "اشتمني شكرا" ، فمواقع التواصل الاجتماعي ليس عليها محظورات ومخارجها القانونية كثيرة للغاية ولن تعاني حوار الطرشان ولا أن يلاحقك أحد قضائياً بسبب قناة فضائية وكل ما على المصريين هو فتح تلك المواقع والشتم ليل نهار لأن حوار الطرشان والصوت العالي والتخندق المذهبي والسياسي هو ديدن العمل العام في مصر.
ولن أقول إلا كما قال الزعيم الخالد سعد زغلول عندما عاد من مؤتمر الصلح في باريس عام 1919 "بخفي حنين" لجموع مستقبليه التي أصرت أن مصر باتت مستقلة بالقول "مفيش فايدة" وإنا لله وإنا إليه راجعون على الحوار وثقافة الحوار وتبني مبدأ الاختلاف.
ومن عجائب الأمور أستغرب أن كافة الجموع التي خرجت لمحاسبة مرسي في جمعة الحساب نسيت أمراً هاما وهو لماذا لم تحاسب نفسها ؟؟ أليست شريكة في العمل العام أو ليست مسؤولة عن نظام الحكم في ميثاقها الشهير مع الدكتور مرسي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية.