fiogf49gjkf0d
طيب!!!
مصر..للجميع
.. كان من السهل ألا أتطرق لتصريحات وزير خارجية دولة الامارات الشيخ عبدالله بن زايد حول «فكر» جماعة الاخوان المسلمين، وذلك لاسباب عديدة أولها انني لا أنتمي لـ«الجماعة»، وثانيها ان الرجل لم يذكر «مصر» في تصريحه، بل كان واضحا في قوله «ان فكر جماعة الاخوان المسلمين لا يؤمن بالدولة الوطنية، ولا يؤمن بسيادة الدول، ولهذا ليس غريبا ان يقوم التنظيم العالمي للاخوان المسلمين بالتواصل والعمل على اختراق هيبة الدول وسيادتها وقوانينها».
.. «الاخوان المسلمين» يحكمون الان:تركيا – تونس – مصر – ليبيا،.. وما يعنيني كـ«مصري» هو ما يتعلق بمصر، التي اختار أهلها رئيسا ينتمي لـ«الجماعة» في انتخابات حرة.. نزيهة، ثم ما اعقب ذلك من «ترقب وحذر وقلق» اجتاح علاقة مصر بشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي، والتي عبر عبدالله بن زايد عما يجيش في صدور حكامها بصراحة ووضوح ينبغي ان نشكره عليهما، ابتداء، ثم هناك من شيوخ الجماعة من يمتلك الحق والقدرة على الشرح والرد، إذا كان في حديث نجل الشيخ زايد - رحمه الله - ما يستوجب الرد والشرح.
دعونا نفتح الجراح وننظفها، لتلتئم على خير، ولنواجه مخاوف العالم من حولنا، حتى نستعيد دعم الأشقاء، وحب المحبين، وتراص المؤمنين للمؤمنين، وتكاتف الرجال للرجال.
يجب أن نعترف أن قيام ثورة 25 يناير، والإطاحة بطاغية مصر الرئيس المخلوع حسني مبارك، لم يلق صدى إيجابيا لدى بعض الأشقاء، شرقا وغربا، وخصوصا بعد أن أسفرت انتخابات البرلمان عن اكتساح مرشحي«الجماعة»، ثم فوز الرئيس مرسي بمقعد رئاسة الجمهورية، ليثبت رسميا وشعبيا حكم«الإخوان».
أسباب هذا «القلق والتخوف» لدى الأشقاء عديدة، ولا مجال لسردها هنا، وما يعنيني هو «تبعات» هذا القلق، و«آثاره»على بلدي مصر، ومصالحها، وعلاقاتها، وهنا أود أن أوضح مايلي:
-1 يعيش في دول الخليج أكثر من 4ملايين مصري، يعملون ويقيمون إقامة دائمة في دول مجلس التعاون الخليجي الست،.. ولم يتم حقيقة أي عمليات «ترحيل» تعسفي، أو طرد جماعي للمصريين في أي دولة خليجية، ربما سمعنا عن بعض المضايقات، ولكن ليس أكثر من ذلك، وهذا يوضح حسن نوايا الأشقاء.
-2 تبلغ استثمارات دول الخليج في مصر أكثر من 12 مليار دولار، ويتوقع رئيس لجنة الاستثمار بجمعية رجال الأعمال المصرية عادل صبري أن يرتفع هذا الرقم بل يتضاعف إلى حدود مائة مليار دولار خلال الشهور القليلة المقبلة.
وهذا يؤكد أهمية الاستثمارات الخليجية للاقتصاد المصري.
-3 مهما بلغت درجة حب رجال الأعمال«الأشقاء لمصر» ومهما بلغت رغبتهم في دعم «الدولة المصرية»، تظل المعايير التي تحكم الاستثمار، والقواعد التي تجذب أو تطرد رأس المال هي الغالبة، وأهمها:الأمان، واستقرار القوانين، ولنعترف إن مصر تفتقر «حاليا» لهما كليهما، ومع ذلك لم نسمع أيضاً عن مستثمرين سحبوا أموالهم، إنما هناك حالة من «التجميد» و«الترقب»و«الانتظار» ينبغي تفهمها من الطرفين.
-4 يجب أن ترسل «مصر» إشارات واضحة إلى كل المستثمرين تطمئنهم على ما يتردد حول تعديل القوانين، وإعادة تقييم العقود، وسحب الأراضي، وكل هذه «الكوابيس» التي تؤرق المستثمرين، والتي يجب الإسراع بحلها فوراً، مع الأخذ في الاعتبار أن المستثمر عموماً ليس فاسداً، بل مناخنا الاستثماري وحكومتنا، وقوانينا هي التي «كانت» فاسدة، ولعقود طويلة!
-5 والأهم أن نثبت للعالم كله أن مصر أكبر من كل الجماعات، وأن التحول السلمي، والانتقال الديموقراطي للسلطة حقيقتان جليتان، ولا يعني أن «جماعة الإخوان» نجحت في الوصول للحكم أنها ستستمر فيه إلى الأبد، وأن مصر قد أصبحت «دولة إخوانية»، فهناك العديد من التيارات الوطنية على الساحة، والتداول السلمي للسلطة هو أحد أهم أهداف التحول الديموقراطي، وهو ما قامت الثورة من اجله ضمن أهداف كثيرة، وايضا لا يعني حكم «الاخوان» الآن أن «الدولة المصرية» كلها قد اختزلت في «الجماعة».. وان اقتصادها مفتاحه «خيرت الشاطر»!
أدعو الجميع للاستمرار في حب «مصر»ودعم اقتصادها، وفتح المصانع لتشغيل أبنائها، وتطوير الاراضي لجعلها درة الشرق بحق، والماسة الألمع في عقد الدول العربية، .. ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين..سواء كانت مصر يحكمها الاخوان .. او السلفيون او الليبراليون أياً كانت.. فشعب مصر سيظل هو.. هو ولن يتغير، فمصر بوتقة تستوعب الجميع.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66