fiogf49gjkf0d
طيب!!!
شهداء..«الاختلال»
اللهم ارحمهم برحمتك الواسعة وأسكنهم فسيح جناتك، وألهم أمهاتهم الثكالى، وآباءهم المكلومين، وزوجاتهم الحزانى، وأبناءهم اليتامى الصبر والسلوان،.. وأنزل عليهم سكينة من عندك يا أرحم الراحمين.
21مجندا بالأمن المركزي استشهدوا أثناء حمايتهم لأرض الكنانة، ولقوا ربهم على بقعة طاهرة من أرض مصر، كان هذا قدرهم.. وتلك منيتهم.. لكن الأمر يجب الا يمر دون حساب.
ألم يحن الوقت بعد ليدرك المسؤولون من رئيس الجمهورية وحتى وزيري الداخلية والدفاع ان«دم» المصريين بعد ثورة يناير اختلف وتغيرت قيمته عن ايام «المخلوع» - الذي ترك ألف جثمان ضحايا «عبّارة» صديقه الهارب تأكلها أسماك القرش وذهب لـ«الفرجة» على مباراة كرة قدم-؟ وحتى يصل لسيادتهم هذا «الادراك» نؤكد ان ضحايا «حادث» سيارة الأمن المركزي في سيناء هم «شهداء» مصر كلها الذين لقوا وجه ربهم وهم يسهرون على الدفاع عن بلدهم فمن يتحمل ذنب ما حدث لهم؟
اي منطق «انساني» أو «عسكري» او حتى«لوجستي» يقول بـ «حشر» 50 رجلاً في سيارة نقل «متهالكة» والسير بهم في دروب سيناء شديدة الوعورة التي تقطع جبالها الانكسارية ذات الحواف الحادة؟
لماذا لم نسمع عن اصابة «ضابط» بأي رتبة كانت بين المصابين؟.. وهل هناك «تفرقة» في نقل الجنود.. ونقل الضباط؟ والله لو أن ذلك صحيح فهي «كارثة» بكل المعايير الأخلاقية والعسكرية ايضاً؟
وصدق والله شيخ قبيلة السواركة محمد منيع الذي تساءل: هل جنود الأمن المركزي ليسوا آدميين حتى نضع 50 جندياً في سيارة واحدة؟
يا سيادة الرئيس.. ويا سيادة وزير الداخلية.. ويا سيادة وزير الدفاع.. دماء شهداء جنود الأمن المركزي الزكية في رقابكم جميعاً، وستسألون عنها امام الواحد القهار، ولا ادري ساعتها بماذا ستفسرون معاملتهم بهذا الشكل غير الانساني؟
جنود الأمن المركزي هم مصريون.. نعم مصريون من عمق صعيد مصر، وقلب ريفها، هم الشهامة الباقية، والرجولة المتأصلة، والنقاء الذي لم تلوثه المدينة، والأصالة التي نرجو استمرارها، والنخوة التي نبحث عنها في زمن «التحرش» الذي نعيشه!
الخبر الرسمي عن «الحادث» يقول إن سيارة نقل الجنود «انقلبت» بسبب «اختلال» عجلة القيادة في يد السائق، وأعتقد أن «الاختلال» في أماكن أخرى كثيرة يعلمها وزيرا الداخلية والدفاع، ولم يعد من الممكن السكوت عليها، وما أحداث «الأمن المركزي» ببعيدة!!
لا أفهم - صراحة - عقلية القائد الذي لا يعي حجم معاناة جنوده؟.. ولا يستوعب قدر الضغوط النفسية والإنسانية الواقعين تحت وطأتها وهم بعيدون عن أهلهم، يرابطون على حدود مصر، ويطاردون «مصريين»مسلمين.. ملتحين.. يقتلون الجنود بدم بارد، وجنودنا «البسطاء»، متوسطو التعليم..يكافحون الضغوط لينفذوا التعليمات، ويحرسوا الحدود، ويطهروا أرض الكنانة من«المتطرفين»، ثم لا يلاقون معاملة «كريمة» من قادتهم!!
أدعو إلى محاسبة عاجلة وواضحة للمتسببين في الحادث، ولا أعني السائق الذي «اختلت» في يده عجلة القيادة، بل أعني وبوضوح كل ممسك بعجلة قيادة «مختلة» وكل «مختل» مازال يعيش في عصر المخلوع.. وفي زمن «اختلال» القيم وإهانة المصريين، وحشر «خير جند الأرض» كل 50 جندياً في سيارة متهالكة بلا «ضابط»!!
وحفظ الله مصر وشعبها وجنودها خير جند الأرض من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66