fiogf49gjkf0d
على الرغم أني أكمل اليوم 44 عاما من عمري فإن السادس من أكتوبر هذا العام 2012 له طعم مختلف.. ليس طعما يغلفه الاكتئاب لكوني أكمل 44 سنة مرة واحدة.. وليس طعما ملؤه السعادة والفرح لأني أكمل عام جديد من حياتي.
تمتزج المشاعر والأحاسيس.. فيوم السادس من أكتوبر يوم عظيم ظللت أفتخر به طوال سنوات عمري.. ولكني في الحقيقة مللت الفخر بإنجاز واحد للشعب المصري في العهد الحديث.. فبالعودة للسنوات الماضية لا أجد أهم من السادس من أكتوبر يوما في تاريخ المصريين المعاصرين.
أتذكر يوم السادس من أكتوبر 73 وقتها كنت في الخامسة من العمر وهي المرة الأولي التي كنت أعي فيها معنى الاحتفال بعيد الميلاد.. لقد كانت أسرتي تحتفل بيوم مولدي بحضور عدد من الأقرباء في منزلنا القديم بالقاهرة.. أتذكر وقتها كانت الحرب دائرة والأنباء تتوارد عن ما يحدث على الجبهة.
كان الوقت ليلا.. ووالدي يضع (التسجيل) على الطاولة ويطلب من كل الأقرباء أن يسجلوا بأصواتهم تهنئة لي لتكون ذكرى (لم اسمعها إلا مرة واحدة قبل حوالي 20 سنة.. وضاع الشريط).. وأتذكر الفرحة تعلو على وجوه الجميع مع القلق والخوف على (خالي علي رحمه الله) الرابض على الجبهة بجوار (عمي مجدي) لاستعادة كرامة المصريين.
وظللت طوال سنوات أزهو وأفتخر بكوني من مواليد يوم النصر واستعادة الكرامة.. لكني لا أخفيكم سرا أنني فترت سنة بعد أخرى.. ومع ما نشاهده في مصر يحدث على يد مبارك وأعوانه كنت لا أبالي بالاحتفالات.. ولا أتذكر أني احتفلت بعيد ميلادي يوما ما إلا بشكل ضيق ومحدود جدا مع زوجتي وأبنائي بدعوة وإلحاح منهم.
السادس من أكتوبر يوم عظيم فقد بريقه بكون قائد الضربة الجوية الأولى فاسد ومفسد ومن حوله زينوا له أعماله كشياطين محترفة.. ولا أمل في يوم آخر عظيم لإنجاز مصري مشرف كالسادس من أكتوبر.. فجاء 25 يناير ليقلب الموازين من جديد ونسعد جميعا بإزاحة الكابوس الذي أرهقنا لسنوات طوال.. ولكن ماذا بعد إزاحة الكابوس؟!
هل جاء كابوس جديد بشياطين في ثوب ملائكة تزين له أعماله وتمجد وتسبح بحمده وتنسب إليه ما ليس فيه؟ هل تحول قائد الضربة الجوية إلى زعيم وقائد نصر أكتوبر العظيم والذي ليس له أي علاقة به.. ماذا يحدث؟؟!! وإلى متى يظل السادس من أكتوبر مصدرا للاستعجاب والاستغراب وربما الحسرة على ما فات.
بأي حال عدت يا يوم مولدي.. بهمومك وشجونك.. بنصرك وإنجازك العظيم.. واليوم حانت الساعة ليكون لدينا ما هو أفضل من السادس من أكتوبر.. نريد يوما نعلن فيه القضاء على البطالة والفقر والأمية.. مصر بلد يستحق ما هو أفضل من السادس من أكتوبر ولا يستقيم أبدا أن نظل نعيش على ما فات.. فلنعمل ونجتهد ونثابر كل في موقعه وبما يستطيع.. حتى يحتفل أحفادنا بإنجازاتنا لا أن نظل جيل يمثل وصمة عار على الأجيال السابقة واللاحقة.
السادس من أكتوبر يوم يشعرنا كم نحن أقزام أمام عظماء 1973.. السادس من أكتوبر شاهد على ضعفنا.. فهم قهروا العدو ونحن عبيد الفقر والبطالة والأمية.. نريد يوما نستحق فيه أن نحتفل بالسادس من أكتوبر وان نزهو ونفتخر بالأجيال السابقة لأننا نرفع رأسهم ولنا إنجازات عظيمة مثلهم ونسير على دربهم.. وسوف تفتخر بنا الأجيال القادمة.
شكرا لكل المحبين الذين غمروني بفيض من المشاعر الجميلة بمناسبة عيد ميلادي و6 أكتوبر.. وكل سنة وأنا طيب وعقبال عندكم.
أسامة جلال: 6 أكتوبر 2012