fiogf49gjkf0d
طيب!!!
..ليتهم يقتدون
أختلف مع بعض سياسات الرئيس المنتخب د. محمد مرسي في معالجة المشكلات الداخلية، وأنتقد أحياناً قرارات أعتقد أنها تحتاج لتصويب، أما ما فعله.. ويفعله د. مرسي في سياسته الخارجية حتى الآن فهو يستحق تقدير «ممتاز» دون تردد.
أراقب«أداء» الرئيس منذ زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية، واختيار «السعودية»كأول وجهة للزيارات الخارجية في حد ذاته «رسالة» واضحة لكل ذي عينين، أما إعلان المبادرة الرباعية لحل الأزمة السورية، فكان أولى خطوات استعادة مصر لدورها الإقليمي، ووضعها في مكانها الصحيح مع السعودية، وتركيا، وإيران.. كقوى لها ثقلها، ومصالحها وتأثيرها في المنطقة.
ثم جاءت زيارة الرئيس الى طهران، وحضور قمة دول عدم الانحياز، وكلمته التي تضمنت«الترضية» على الخلفاء الراشدين الأربعة، في عقر دار إيران واختصاره الزيارة إلى 4ساعات فقط، وعدم إعلانه رفع التمثيل الدبلوماسي بين القاهرة وطهران الى مستوى السفراء، لترفع أسهمه، وتجعل العالم يلتفت باحترام الى مواقف هذا الرئيس الجديد.
ومع الإعلان عن زيارته الى الولايات المتحدة، وحضور اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، ولقاءاته مع القيادات والرموز الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية في أمريكا، واصلت اسهم د.مرسي ارتفاعها، ما دفع مستشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، السيدة داليا مجاهد الى وصفها بأنها:«خطوة جيدة في طريق وضع العلاقات المصرية - الأمريكية على الطريق الصحيح، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى بعض هذه القيادات عن الأوضاع في مصر».
فماذا قال د.مرسي في أمريكا ليستحق ما أكتبه عنه الآن؟
«مصر دولة مدنية وطنية ديموقراطية دستورية حديثة، حسب وثيقة الازهر، وتحترم اتفاقيات السلام وتريد ايضا السلام الشامل والعادل، واعطاء الفلسطينيين حقوقهم في تقرير المصير.. ولكن على مدى 33عاما لم يتحقق شيء».
.. وبالنسبة لسيناء: «إن مصر لديها حساسية إزاء حديث أي دولة أخرى إزاء سيناء، ونحن مسؤولون عن أمن سيناء وإذا كانت هناك مشاكل فنحن نعمل على حلها».
.. وعن العلاقات مع واشنطن: «الشعب المصري حريص على مد جسور الصداقة مع كافة الشعوب ومنها الشعب الأمريكي، ونقدر لأمريكا دعمها للربيع العربي ولمسايرة الديموقراطية في مصر، ومصر تتحرك نحو مزيد من التعاون القائم على التوازن والمصالح المشتركة، وهي مرحلة تعامل بندية وليس خضوعا».
.. وحول المرأة في الإسلام.. قال الرئيس مرسي: «لا نعرف من أين يأتي الناس بالحديث عن ظلم المرأة في الإسلام؟ وإذا كان الناس في الإسلام أحراراً في الاعتقاد فإنهم بالتالي أحرار في كل ما هو دون ذلك، والمرأة والرجل في مصر متساويان في الحقوق والواجبات، كما ان المرأة في مصر تعمل في كل المجالات».
السيد الرئيس المنتخب: بعد سماع ما قلته في نيويورك، ومتابعة ما فعلته في الرياض وطهران، أتمنى أن يقتدي بك وزراؤك..والمتحدثون باسم «الاخوان المسلمين» وبعض رجال الدين، الذين كثيراً ما يعطون صورة شائهة عن جوهر الاسلام، ومغلوطة عن وسطية مصر وسماحة المصريين.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.