fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
أوان.. المشمش
 
من يحرك «المسلحين» للقيام بعبور الحدود وقتل اسرائيليين، ثم تقتلهم اسرائيل، وتسلم جثتهم «امام» وبحضور ممثلين لقوات حفظ السلام «لتسجيل» ان مصر غير قادرة على ضبط الامن، والسيطرة على الحدود مع اسرائيل؟
.. اذا صحت قصة ان «كوماندوز» اسرائيليين دخلوا سيناء الشهر الماضي وقتلوا المواطن المصري «ابراهيم عويضة» من قرية «الخريزة» وان العملية الاخيرة التي قتل فيها الجندي الاسرائيلي، والمتسللون الثلاثة جاءت ثأراً لمقتل عويضة، فالامر يستحق تفسيراً من القيادة السياسية لتوضيح كيف تم التسلل الاسرائيلي، ولماذا لم ترد مصر على الاقل «دبلوماسيا» لكشف «التجاوز» الاسرائيلي داخل الاراضي المصرية؟
.. ولماذا لم تأخذ الدولة المصرية حق مواطنها المقتول غدراً من العدو الصهيوني على أرض مصر؟
.. وكيف تمكن «الكوماندوز» الاسرائيلي من عبور الحدود وقتل المواطن.. والعودة سالما.. على الرغم من كل الحشود العسكرية وعمليات التمشيط.. وحالة الاستعداد  العسكري الموجودة على أرض سيناء؟
.. وبنفس المنطق كيف «تسلل» «المسلحون» الثلاثة الى داخل الحدود الاسرائيلية، ليقتلوا الجندي الاسرائيلي قبل ان تقتلهم القوات الاسرائيلية؟
.. ماذا ننتظر لتشديد الحراسة على حدودنا مع الدولة العبرية؟.. ألم نستشعر الخطر.. بل والخطر الشديد من اسلوب «الصهاينة» الواضح القائم على «تسجيل» المواقف امام العالم، وجعله يشهد ان مصر غير قادرة على حماية حدودها الشرقية، ومنع وصول الجهاديين الى داخل اسرائيل؟
.. ثم يتم تسريب «اشاعات» للصحف ان عناصر مسلحة اختطفت جندياً اسرائيليا، ودخلت به الى الحدود المصرية، وان طائرات «الاباتشي» الاسرائيلية تفتش «المنطقة» بحثاً عنه!! .. «المنطقة» أي منطقة تفتشها «الأباتشي» الاسرائيلية؟!.. وما هي «تكملة» قصة الجندي المختطف؟ وماذا حدث للجنود المصريين الذين قالت الصحف انهم «اختفوا».. وربما استشهدوا أو اختطفوا أيضاً؟ .. وبعد ان اتضح كذب «ادعاء» اختفائهم.. بتكذيب رسمي من مدير أمن شمال سيناء.. هل فهمنا المغزى المقصود من تسريب الاشاعة؟
.. في اعتقادي أن الأمر بات واضحاً: الدولة الصهيونية تسعى لاستغلال الظروف التي تمر بها مصر لتحقيق «أحلام» لم تكن تحلم بتحقيقها، من خلال اللعب على وتر تسلل المسلحين عبر الحدود وقتل وخطف الإسرائيليين.
وإظهار «سيناء» بمظهر الأرض الشاسعة «الفارغة» التي يسيطر عليها المسلحون الإسلاميون المتشددون، وأن مصر غير قادرة على ضبط الأمن فيها، وبالتالي على الدولة العبرية أن تتدخل لحماية أمن مواطنيها وجنودها، إما بطلب «حزام آمن» تدخل قواتها وتخرج منه كما تشاء وقتما تشاء وكيفما تشاء لمطاردة «الإرهابيين المسلحين»، وقد فعلت ذلك مع لبنان من قبل.
أو بإحياء مشروع مستشار الأمن القومي السابق في الدولة الصهيونية «جيورا آيلاند» الذي سربه مركز بيجين – السادات للدراسات الاستراتيجية عام 2010 والذي يرى فيه أن تتنازل مصر عن مساحة 720 كيلومترا مربعاً من أراضي سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المقترحة وحدد الأرض على شكل مستطيل ضلعه الأول 24 كيلومتراً يمتد من رفح إلى العريش بمحاذاة البحر، وضلعه الثاني بطول 30 كيلومترا يبدأ من غرب كرم أبو سالم!
وطبعاً هم يعرفون جيداً أن مصر لن تقبل بالتنازل عن شبر واحد من أرض سيناء، ولا في المشمش. كما نقول في مصر، لذلك يحاولون تنفيذ مخططهم «الخبيث» عن طريق «تحريك» المسلحين المخترقين من الموساد للقيام بأعمال تعطي تل أبيب المبرر أمام العالم لاحتلال الجزء المطلوب لتنفيذ المخطط بالقوة، معتقدين أن هذا الوقت هو الأنسب لحصاد «المشمش»، وللأسف الشديد يشارك بعض أبنائنا في سيناء في تنفيذ هذا العمل الشيطاني دون أن يدركوا خطورة ما يفعلون.
وللحديث عن تقرير «آيلاند» بقية غداً بإذن الله.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.