fiogf49gjkf0d
محمد عبد العزيز يكتب :

رسالة إلي العلمانيين والفلول

 

الإنجليز معروف عنهم الشفافية وحسن تقييم الأمور بشكل موضوعي صحيح من دون أي محاباة لطرف يحبونه أو تجني علي أخر يبغضونه. وفي السطور الآتية تقييم مختصر من صحيفة بريطانية ذائعة الصيت لأداء الرئيس د محمد مرسي خلال الأسابيع العشر الأولي لحكمه .

قالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية : إن الرئيس محمد مرسي أذهل كثيرين بقدرته على السيطرة على مقاليد السياسة الداخلية لمصر إلى الآن، حتى إنه مع ظهور الاضطرابات في بلاده وجد طريقة استطاع من خلالها تهدئة الولايات المتحدة بعد الهجوم الذي شهدته سفارتها في القاهرة على خلفية الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأضافت الصحيفة- في تقرير بثته على نسختها الإلكترونية- أن الرئيس مرسي وقف وقفة تجمع في آن واحد بين الوقار والاعتزاز بالنفس وفي نفس الوقت عدم الشعور بالارتياح لدى حديثه في مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل لبحث حصول بلاده على قرض بقيمة مليار يورو لمساعدة اقتصاد بلاده المتداعي، وأنه لسوء حظه تزامن ذلك مع الهجمات التي تشهدها السفارة الأمريكية في القاهرة.

وتابعت الصحيفة أن مرسي قال إنه أصدر أوامر لوزارة الخارجية المصرية لمقاضاة صناع الفيلم الأمريكي الذي أساء للنبي محمد والإسلام بوجه عام والذي تسبب في احتجاجات عارمة في ربوع العالم العربي والإسلامي وأوجد السبب لهجمات كان قد تم تخطيطها قبل ذلك وأسفرت عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا.

وقالت : إن صور مهاجمة السفارة التي هي أشبه بالحصن المنيع تمت إذاعتها ونشرها في جميع وسائل الإعلام في العالم، مشيرةً إلى أن مرسي خرج وهو في بروكسل يقول: نحن المصريين نرفض أي نوع من الهجوم على النبي محمد أو إهانته ، ولكننا في نفس الوقت واجبنا حماية الضيوف والزائرين من الخارج.

ومضت الصحيفة تقول إن هذه الرسالة التي جاءت متأخرة وتمت صياغتها بحرص شديد قالها مرسي بعد اتصال هاتفي هادئ استغرق 20 دقيقة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وأشادت الصحيفة بالدور النشط الذي يلعبه مرسي على الساحة الدولية، مشيرةً إلى أنه سافر إلى العاصمة الإيرانية طهران وشارك في قمة دول عدم الانحياز، على الرغم من الاحتجاجات من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ووقف إلى جانب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، غير أن هذا لم يمنعه في الوقت نفسه من مهاجمة النظام السوري الحليف الرئيسي لطهران في المنطقة.

وأشادت بنشاطه وحيويته وحرصه علي أن يبدأ يومه بأداء صلاته الأولي مبكرا جداً ، ولا يعبأ بسهام النقد الكثيرة التي توجه إليه سواء من العلمانيين للمخالفين معه أيديولوجيا وكثير منهم لا ينصفه أو من بقايا النظام السابق الذين يحاولون تشويه صورته ووضع حجر عثرة أمام خطواته التي يصاحبها توفيق كبير حتي الآن سواء علي الصعيد الداخلي أو الخارجي ، فضلا عن قدرة حكومته التي تخير لها شابا ذكيا لقيادتها علي الصمود أمام ملفات فساد عديدة متراكمة من عهود طويلة مضت .

وتحدثت الصحيفة عن ابرز إنجازاته في هذه الفترة البسيطة ، مشيرة إلي أن أقواها وأكثرها جرأة ومفاجأة وأعمقها تأثيرا هو إلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإقالة المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري و الفريق سامي عنان رئيس الأركان والوفاء بوعده بتشكيل فريق رئاسي مكون من نائب له شخصية وطنية مستقلة حظيت بتقدير واحترام كل الأطياف المستشار مكي بالإضافة إلي 6 مساعدين في عدة مجالات بينهم قبطي وامرأة كما وعد وليس منهم سوي شخص واحد من حزبه الحرية والعدالة هو د عصام العريان كما انه تخير رئيساً للحكومة شخصية أيضا مستقلة وطنية شابة د هشام قنديل رجل لا يكل ولا يمل ، يعمل ويراقب 15 ساعة في اليوم والبسلة ، وليس منتميا لجماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة بحسب وعد الرئيس إبان الحملة الانتخابية ، حتي انه من بين 35 وزيرا لا يوجد سوي 4 وزراء فقط من الإخوان ، وفي حركة المحافظين الجدد 3 فقط إخوان من بين 10 محافظين رغم انه لم يكن ليلومه أحد لو كان قد تخير كل أركان الحكومة من داخل حزبه بحسب النظم الديمقراطية المتقدمة في كل أنحاء العالم ، لكن الرجل آثر السلامة وفضل الوفاء بوعوده السابقة للشعب    .

وواصل التقرير ذكر حالات بسط الأمن داخل ربوع مصر الذي كان مفقودا بدرجة كبيرة ، لكن الوزير الحالي كثف الملاحقات الأمنية في كل المحافظات لإيقاف البلطجية والخارجين عن القانون فأسفر ذلك عن القبض علي ما يقارب ألف مجرم هارب من العدالة و6 من اكبر بلطجية مصر الذين كان النظام السابق يستخدمهم في ألوان فساده وتزويره للانتخابات .

وسلطت الصحيفة الضوء أيضا علي عودة مصر إلى مكانتها المرموقة في الشرق الأوسط عبر زيارات وتدخلات في الشؤون العربية -  إحالة 70 قياديًا بالجيش والمجلس العسكري للتقاعد بينهم الفنجري والملا وعتمان عمارة وإحالة 9 من قيادات الأوقاف للتقاعد بينهم سالم عبد الجليل وإقالة رئيس هيئة الرقابة الإدارية وتعيين أخر بدلا منه و  توقيع اتفاقيه ب 5 مليار دولار من خلال زيارته للصين استثمارات داخليه داخل مصر- بعد زيارة الرئيس للصين الصين تمنح مصر 450 مليون منحه لا ترد ، فضلا عن اتفاقيات صينية فى 14 قطاعًا اقتصاديًا منها الحديد والطاقة والكهرباء والأسمدة والكيماويات وتصنيع المحركات والدواء وطاقة الرياح -  بسط السيطرة المصرية العسكرية على سيناء وذلك عقب أحداث العنف المتراكم من العهود السابقة - زيارة بعض الدول وجلب الكثير من الاستثمارات لمصر بالإضافة لحل بعض المشاكل العالقة بين مصر والمحيط الخارجي - إعفاء 41 الف فلاح من ديون تقدر ب109 مليون - صرف علاوة اجتماعية بنسبة 15% للموظفين وأصحاب المعاشات - زيادة معاش الضمان الاجتماعي بمبلغ 100 جنيه ليصبح 300 جنيه بدلاً من 200 جنيه ليستفيد منها 1.5 مليون مستفيد - إنشاء ديوان المظالم بكل المحافظات لتلقي شكاوى المواطنين - حل مشكلة انقطاع الكهرباء والتي ظهرت فجأة نتيجة للإهمال المتراكم من العهود السابقة - التغلب على مشكلة الغاز والوقود وحلها في معظم المحافظات وجاري القضاء عليها - التغلب على مشكلة طوابير الخبز وحلها في معظم المحافظات - الإفراج عن دفعتين من المعتقلين السياسيين بعد تشكيل لجنة لدراسة الحالات - تامين أكثر من مائة مستشفى كمرحلة أولى - حملة نظافة شعبية وحكومية - حملات أمنية مكبرة لاستعادة الأمن والقبض على البلطجية واللصوص - عودة رجال المرور للشارع كبداية لحل أزمات المرور الخانقة - جولات وزيارات مفاجئة للرئيس ورئيس الوزراء لمراقبة الوضع على الأرض ومحاسبة المقصرين .

انتهي تقييم الصحيفة الانجليزية لرئيسنا الموفق من الله ، فأرجو أن يحرك هذا التقرير أنفسا شحا وتتوقف عن الكيد للرجل وتتركه يعمل ، الآن والآن فقط شعرنا أن لنا رئيساً عزيزا يجعل مصر عزيزة القرار لا تخضع ولا تستكين و يلقي بذلك تقدير الآخرين وان اختلفوا معه ، الآن ينظر إلي مصر في أي حدث بالعالم ويترقب الجميع ماذا سيكون رد فعل الرئيس مرسي بشأنه ، الآن والآن فقط بدأنا نشعر بقيمة بلادنا .

 أرجوكم أيها العلمانيون الكارهون لدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية اتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ، أرجوكم أيها الباقون من النظام الفاسد السابق كفاكم هدرا وهدما لمصر ، حكموا ضمائركم وقدموا مصلحة الوطن قبل ملئ خزائنكم بالأموال الطائلة ، ومن ثم عرقلة الرئيس الذي يسعي لتجفيف منابعكم " منابع الفساد " التي عشتم عليها 30 عاما في ظل رئيس ترك رعيته عزبة لولده وزوجته يديرونها كيفما شاءا وركن إلي الاستمتاع بلعبة الاسكواش في مقاطعته الخاصة الآي ورثها عن أبيه في شرم الشيخ .

أرجو الفريقين " العلمانيون وبقايا النظام السابق " أو ما اصطلح علي تسميتهم بالفلول مع تسجيل اعتراضي علي اللفظ لان كثيرون ممن شاركوا في الحياة السياسية بعهد مبارك لم يكونوا راضين عن الفساد الحادث لذا من الظلم أن نشوههم جميعا ، فمنهم وطنيين شرفاء ، وأنا هنا أناشد معدومي الضمير من بقايا النظام السابق ، بالإضافة إلي الظالمين من العلمانيين أن يراجعوا أنفسهم قبل فوات الأوان ويقدموا مصلحة الوطن علي أفكارهم ومصالحهم لان الله غالب علي أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون .

أيها العلمانيون أمثال سيد القمني وعادل حمودة وإبراهيم عيسي ورفعت السعيد ومن علي شاكلتكم من اليساريين الظالمين أو المسيحيين المتطرفين أو حتي الناصريين العتاة : اعلموا أن مساعيكم   لعلمنة مصر لن يكتب لها أي نجاح لأنها بمثابة انسلاخ من الهوية الحقيقية الراسخة للمصريين ، كما أنه لن تنطلي علي الناس الفزاعة التي تسعون لرعبهم منها " أخونة مصر " وذلك لان عموم أهل مصر يرفضون الفكر العلماني ويتمسكون بصحيح دينهم الوسطي الجميل عبر التاريخ . وسيظهر ذلك جليا في الانتخابات البرلمانية القادمة الآي وان تحالفتم وتجمعتم في 24 حزبا بهدف معلن هو المعارضة وآخر مبطن هو النيل من التيار الإسلامي وتشويهه فلن تفلحوا وسينصر الله من يسعي لإعلاء كلمته وسيخزي من يقاتل لإبعاد كلمة الله عن المشهد الدنيوي مستخدمين عبارات وضيعة علي شاكلة " مال ربنا ومال السياسة "

إنها ارض الكنانة التي شرفها الله بالذكر في كتابه العزيز غير مرة وكانت حصن الإسلام عبر التاريخ حفظ الله تعالى بها بلاد المسلمين، وكانت تشكل قاعدة الانطلاق من جديد للتصدي لما يمكن أن يشكل خطرا كليا على الأمة عبر التاريخ ، بما تمثله من قوة إيمان أهلها وتمسكهم بدينهم ودور بلادهم .