fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
فضيحة «مليارية»
 
.. كلما آليت على نفسي ألا أنظر للخلف، وأن احاول أن أركز افكاري – ووقتكم – نحو المستقبل، أجد مفاجأة تشدني للحديث عن العهد الماضي، وأجدني مضطرا لذكره مرة اخرى.
المفاجأة هذه المرة ما كشف عنه د.حسن البرنس - القيادي البارز بحزب الحرية والعدالة – من اسباب لاقالة الرئيس السابق للهيئة العربية للتصنيع الفريق حمدي وهيبة من منصبه.
القصة أصبحت معروفة للجميع، ولا داعي لتكرارها تتلخص في «تأكيد» د.البرنس ان الفريق «وهيبة» اعتمد ميزانية «الهيئة» وبها %10 من الأرباح تخصص لرئيس الجمهورية، و%5 للفريق شخصيا، و%3 للمهندسين، و%1 للعاملين.
و«تؤكد» رواية د.البرنس – القريب من مركز صنع القرار الرئاسي – ان الرئيس د.مرسي «تعجب»،.. ثم «شطب» البند، ثم «رفض» النظام كله،.. ثم «عزل» الفريق من منصبه. وزعم د.البرنس في القصة التي نشرها في موقعه على «تويتر» ان نسبة الـ%10 تتعدى الملياري جنيه.
لو صدقت معلومات د. حسن البرنس لكان الأمر «فضيحة مليارية» تطال شظاياها «المخلوع»، وكل رؤساء الهيئة العربية للتصنيع السابقين، ولكن.. الفريق وهيبة سارع الى «تكذيب» كامل للقصة كلها، ووصف ما نشر عنها بأنه «محض افتراء وكذب، وان «أي مبلغ من أرباح الهيئة لم يذهب في أي وقت الى جيب مبارك»، بل وتحدى ان يأتي د. البرنس بما يثبت صحة ادعائه.
أصبحنا أمام ادعاء ودفاع، واتهام وتكذيب، من اثنين احدهما دكتور وقيادي بارز وعضو مجلس شعب سابق، والثاني «فريق» له وضعه الاعتباري، وللأسف سيوصف احدهما بوصف لا احب ذكره، وسيضطر للاعتذار او مواجهة القضاء.
يهمني هنا مسألة لابد من حسمها، الا وهي الحديث عن «رئيس الجمهورية»، وانه رأى كذا.. وفعل كذا بسبب كذا..، بل حتى وصف انفعالات الغضب او الاستحسان او غيرها، وقد كثر ذلك من بعض «الاصدقاء» للدكتور محمد مرسي، او القياديين في جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها «الرئيس»، او حزب الحرية والعدالة الذي كان يرأسه «الرئيس».
فالأمر في واقعه مثل واقعة «تطوع» د. حسن البرنس برواية – اخذتها الصحف مانشيتاً لها – وتفتح على «الهيئة» أبواب الجحيم، يجب أن يجابه ببيان واضح من رئاسة الجمهورية، يوضح «صحة» ما حدث، وربما تكون «الرئاسة» غير راغبة في مثل هذا الأمر الآن لأسباب تعلمها، لكنها ستضطر للتصريح في توقيت لم تختره، او تتجاهل القصة كلها، وهو أمر لن يرضي أياً من الأطراف المعنية وعلى رأسها «الشعب» المصري، صاحب المليارات التي «كانت» تبعثر يمينا وشمالا، اذا صحت مزاعم د.حسن، وايضا الإعلام الذي من حقه ان يعرف حقيقة الأمر، وان تتم الإجابة على الأسئلة الكثيرة التي تدور في أذهاننا جميعا:
أولا: هل الواقعة كما ذكرها د.البرنس حدثت؟
ثانيا: هل حقا حصل مبارك على «مليارات» من الهيئة؟
ثالثا: هل هناك مؤسسات أخرى لها نفس الوضع الخاص «للهيئة»، وكانت أرباحها تذهب في غير موضعها؟
رابعا: أتمنى أن يكمل الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية جميله على الاعلام، ويعقد مؤتمراً صحفياً أسبوعياً في وقت معلوم تحضره وسائل الاعلام الاساسية ويجيب فيه على كل ما يثار حول مؤسسة الرئاسة خلال الفترة ما بين المؤتمرين.