fiogf49gjkf0d
محمد عبد العزيز يكتب :

مصر بين " وهم " الأخونة وحرب العلمنة


لا يفتأ الليبراليون يناقضون أنفسهم ، ففي الوقت الذي يتشدقون فيه بالديمقراطية نراهم أبعد الناس عنها إذا ما تعلق الأمر بالرئيس ومن والاه . وفي الوقت الذي يصيحون فيه ليل نهار باحثين عن الحريات ومطالبين بنشرها في المجتمع علي أوسع نطاق - وبعضهم لا يشترط لها سقف قيمي  - نراهم أكثر الناس انتقادا للحريات ونعتها بالإرهاب والإقصاء والوكالة عن الله في الأرض حال ما اذا تعلق الأمر بالإخوان المسلمين .

في كل ديموقراطيات العالم جعلت الأحزاب للسيطرة علي مجريات الحكم في اي بلد ، فما يحصل حزب ما علي أغلبية رضا الشعب عبر صناديق الاقتراع إلا ونجده قد اعد العدة بكامل هيئته ليحمل هم الدولة في سنوات محددة . لكن لدينا الوضع مختلف حيث مصطلحات ما انزل الله بها من سلطان مثل الهيمنة والسيطرة علي مفاصل الدولة وسياسة التكويش والي آخره من المسميات المبتدعة من قبل علمانيي مصرنا الحبيبة .
ورغم حق الرئيس المنتخب الكامل في تشكيل حكومته واختيار معاونيه ومستشاريه من حزبه ، ورغم انه لا استقامة لمشروعه -  الذي تخيره الشعب ليقوم بتنفيذه  - من دون كوادر الحزب الذي خرج من رحمه إلا أن الرجل حاول قدر المستطاع احداث توازنات بين ذلك وبين وفائه بوعود كان قد قطعها علي نفسه للشعب إبان الحملة الانتخابية بناء عن ضغوط أيضاً من طبقة العلمانيين الذين يجدون في وضع قمة لذتهم في صناعة العراقيل أمام كل إنسان يعلي كلمة الدين .

من ابسط قواعد الديمقراطية أن يشكل حزب الحرية والعدالة الحكومة لكنه لم يحدث . من ابسط قرع الديمقراطية أن ينفذ كوادر الحزب مشروع النهضة عبر تواجدهم في العديد من مراكز صنع القرار وهو ما لم يحدث .

من ابسط قواعد الديمقراطية ان يتخير الرئيس معاونيه كيفنا يشاء من دون تدخلات من احد ومحاولة فرض الذات أوالغير أو حتي كما يفعل حمدين صباحي " اما أنا وبصلاحيات مطلقة او الطوفان لكم  " والغريب انه يتحدث عن هيامه في حب الوطن ،  فأين التجرد وتعلية مصالح البلد علي تضخيم ذواتنا يا واحد مننا !!

العلمانيون ينتقضون أنفسهم ويعيشون " " فوبيا " اسمها أخونة الدولة ، وهي ليست إلا " وهم كبير " من صنيعة خيالاتهم المريضة زيفته لهم الأجهزة الأمنية القمعية التي تكاد تعيش الآن لحظات احتضار لكنها كالثعبان الذي أن قطعت رأسه يحرك ذيله .

إن إدعاءات العلمانيون حول سعي الرئيس لأخونه الدولة هى محض افتراء لا أصل لها في الواقع وتنم عن "فوبيا" عميقة لدى تلك القوى من الاستجابة لنتائج العملية الديمقراطية التي تعطي الحق للرئيس في اختيار من يشاء من مساعدين لتطبيق برنامجه باعتباره المسئول الأول أمام الشعب . الغريب أنهم لا يملكون أي دليل علي تلك الادعاءات الزائفة غير أن كل من يؤيد الرئيس حاليا في نظرهم يصبح إخوان أو " يميل إلي الإخوان " علي حد وصفهم بنصيب الصحفيين مثلا ممدوح الولي أو وزير العدل وأخيه نائب الرئيس .

فرغم أن كل الأدلة تقود إلي عكس ذالك الإدعاء فالأرقام تؤكد ان الإخوان لم يحصلوا علي عدد المناصب التي يستحقونها رغم أن الرئيس المنتخب له حرية اختيار من يشاء.

ومن العجب العجاب أن يلقي العلمانيون بقضايا البلد المهمة وبالمعارضة البناءة جانبا ويتفرغون عبر ظهورهم في الإعلام الداعم لأفكارهم المناهضة لكل ما يمت للدين بصلة ، يتفرغون لممارسة الحروب العلنية علي الإخوان أينما وجدوا مدعين سعيهم " لأخونه الدولة" في الوقت الذي لم يحصل فيه هذا الفصيل الوطني الذي غبن 80 عاما علي حقوقهم في المناصب القيادية في مؤسساتهم التي أبعدوا عنها عقود من الزمان جراء معارضتهم للنظام البائد ".

علي العلمانيين من كافة القوي الوطنية اليسارية والليبرالية وغيرها ، علي الوطنيين الشرفاء منهم أن يحفظوا ما تبقي من ماء وجه العلمانية ويكفوا عن هذه الاسطوانة الفاسدة من التكويش إلي الهيمنة إلي الاخونة ، وعليهم أن يقدموا لنا أفكارهم السياسية الناجعة وبدائلهم الناجحة عن تلك التي ينتقدون الإخوان من خلالها ، بدائل تستطيع
القيام بذات الدور الذي يقوم به الإخوان الذين يتواجدون في كل شارع وحارة من حارات مصر . قدموا منتج سياسي معارض قوي فما أحوج مصر إلي معارضة قوية حقيقية ليست مغرضة ولا مترصدة تقدم مصلحة المواطن علي ما دون سواها من مصالح فؤية ضيقة أوحزبية بغيضة ، قدموا ولن يتهمكم الإخوان آنذاك بالسعي نحو " علمنة الدولة " .

للأسف انتم تكرهون الإخوان ولا ضير في ذلك ، لكن المصيبة في أن هذه المساحة الهائلة من الكراهية وعدم تصديق أن أصبح الإخوان يحكمون مصر اكبر من مساحة حبكم لوطنكم ، وتتمنون الفشل لمصر إن كان النجاح علي يد الإخوان . وهو خطب جلل يحتاج إلي أن تراجعون أنفسكم كثيرا لان حب الأوطان فريضة .

تخلصت مصر من مبارك وحاشيته في الجولة الأولي ثم سليمان وشفيق في الثانية وتبعهم طنطاوي وعنان في الثالثة ثم بدأت مراحل الذيول من الجولة الرابعة فسقط الزند وبكري ثم عكاشة وأبو حامد وفي الطريق عبيد آخرين كثر ، لنترقبهم جميعا حتي تتخلص مصرنا الغالية من أذناب الثورة المضادة بائعو ضمائرهم ، مدعو الوطنية عاشقو المال .

@@@@@

إلي المعترضين علي زيارة الرئيس للصين :
حققت الزيارة فوائد لمصر علي مختلف الأصعدة ما لم تحققه أي زيارات قام بها الرئيس السابق في 30 عاما . بعد أن تم الاتفاق علي 7 مشروعات كبري منها محطات لتوليد الكهرباء وتحلية المياه وصوامع لتخزين القمح وقطار فائق السرعة يقطع المسافة بين الإسكندرية والقاهرة في 40 دقيقة . ومن نتائج الزيارة إلغاء تحذير الصين لمواطنيها من الذهاب للسياحة في مصر ، بالإضافة إلي منح مصر432 مليون جنيه كمنحة لا ترد و30 سيارة شرطة ، فضلا عن مذكرة تفاهم مشتركة لمعالجة المخلفات الصعبة والتعاون في مجال حماية البيئة والسياحة ومجال البحوث الحقلية قي الزراعة . ومنحت الصين قرضا لمصر قيمته 200 مليون دولار قرض ميسر لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى إبرام العديد من الاتفاقات في مجالات البحث العلمي والتخطيط والاستشارات والاتصالات .
كل هذه الفوائد لصالح البلد ارحمونا وارحموا أنفسكم من المعارضة الزائفة وتضليل الناس .