fiogf49gjkf0d

وسيبقي العبيد عبيدا ..... فلا ترهق نفسك معهم

**************************************************************

محمد عبد العزيز يكتب :

الحامضون وورقة التوت

رغم النجاحات التي يحققها الرئيس الدكتور محمد  مرسى على الأرض يوما بعد يوم ، وكذا حكومته النشيطة التي تكسب أرضا واسعة من ثقة المواطن في الداخل والمستثمر في الخارج  إلا أن المرجفون في المدينة والمضللون من العلمانيين لا يزالون على ضلالهم  يشنون أناء الليل وأطراف النهار حربا ضروس ضد الرئيس وحزب الحرية والعدالة ، غير ساعين إلى تقديم النموذج البديل لانتقاداتهم المستمرة ومعارضتهم المقيتة وبغضهم الواضح الجلى للدين وسعيهم لإبعاده عن شؤون الحياة بكل ما أتوا من قوة ، وأزعم أن هؤلاء ربوا صغارا على اعتبار أن الدين " بعبعا  " سيأتي ليفزعهم  فشبوا على هذا الفزع والرعب من كلمة الدين .

وان لم يستفق المعارضون الحقيقيون سيحدث ما يخشى منه هؤلاء وستكون الغلبة والهيمنة القصوى للإخوان على كل مقدرات البلد وسواء اتقنا أو اختلفنا مع هذا إلا أن وجود كفتى ميزان امرأ  لاريب يصب في صالح الوطن ، لذا لابد من تكوين جبهة معارضة قوية محترمة تعلى مصالح الوطن فوق لغة العواطف وكره الإخوان من عدمه .

ونشد أيدينا على ايدى الرئيس وندعمه ونسأل الله له التوفيق ومزيدا من الإخلاص الذي يتمتع به ويظهر في كل قراراته هو وحكومته بقيادة القوى الأمين د هشام قنديل  ، ومن دواعي الإنصاف إلقاء الضوء على ايجابياتهم من مختلف الزوايا  لتوضح الحقائق الذي يحاول  بعض أعداء الوطن تغييبها وطمسها  من فرط كراهيتهم الشديدة لجماعة الإخوان المسلمين  .

ثمة ربط لا يمكن لنا ان نبعد عنه بين ما سبق  ذكره وأحداث الأمس ، ما يستلزم التقدم بالشكر للبرلماني السابق أبو حامد ، الذي قدم لنا عبر رجاله المتظاهرين وجبة فكاهية دسمة في يوم ثورتك المجيدة 24 أغسطس كما يحلو لك أن تسمها .

نجح الشعب وخذل الله المراهقين هذا عنوان كتبته بالأمس على تغريدة بالتويتر وصفا لأحداث ذلك اليوم  الذي سقطت فيه ورقة التوت لتظهر سوءة حامضهم الذي علمهم السحر " محمد ابو حامد "  ومن على شاكلته من ساويرس حمدي الفخراني نائب حزب الجبهة والإعلاميين المأجورين أمثال لاميس ورمضان والجلاد وغيرهم ، إذ كان الرهان علي وعي هذا الشعب العظيم الذي يثبت كل يوم انه في كامل وعيه وإدراكه للغث من السمين ،والغريب خروج أبو حامد ليمارس نفس الهرتلة في نفس السياق خرج علينا ليؤكد أن متظاهريه بلغوا 3 ملايين مواطن ، في حين قال حمدي الفخراني ان من خرج وصل الي نصف مليون مواطن  ، وقد جلت على كل القنوات الكارهة للرئيس وتياره مثل " اون تى في " و " سى بى سى  "   قبل المؤيدة  مثل  الناس و" 25 يناير  " والمنصفة مثل "  النيل "  أحيانا إضافة إلى القنوات العربية  فلم يثبت خروج إلا قرابة الخمسة آلاف متظاهر تقلصوا الي مئات الافراد اعلنوا اعتصامهم أمام قصر الاتحادية " احد القصور التي تستخدم لإدارة شؤون الدولة "  وما ان بزغ فجر اليوم التالي  الا وقد غادر المعتصمون ولم يبق منهم سوي 50 فردا  في مفاجأة مضحكة ارجعها البعض لاختلافهم مع ابو حامد  وعدم قناعاتهم بما يردد بعد أن تراجع في مطالبه من إسقاط الرئيس إلى إسقاط الجماعة ثم إلى تقنين وضع الجماعة فضلا عن تشكيل جمعية تأسيسية جديدة "  بعد أن أوشكت الحالية على الانتهاء من الدستور " ، شعر مؤيدوه بالدونية عندما تفاجئوا بعدم نزول أى رموز وطنية أو حتى مواطنين يعون لماذا الخروج  إلى جوار " حامضهم " فعادوا إلى منازلهم يجرون أذيال الخيبة والحسرة على الانصياع لكلام الرويبضة الذي لا يحمل كلامه اى منطق ولا عقل لدرجة انه أذاق الشعب المصري ليلة فكاهية غابت عنهم كثيرا وسقط في نهايتها في بحر الرزيلة السياسية حافرا قبره ومن أيده إلى غير رجعة ، وهكذا يسقط الله الأقنعة ويكشف الوشوش الفاشوش .

نجح الرهان علي الشعب ولم يستجب لدعاوي المرجفون في المدينة ، حتي الأخوة المسيحيون الذين ما فتأ ابو حامد يحشدهم طوال الشهر الماضي لأحداث زخم في هذا اليوم اصطفوا إلي جوار الاستقرار ولم يخرجوا لتأييد هذه التظاهرة المزعومة . برافو شعب مصر العظيم مسلمين ومسيحيين ، وخذل الله المراهقون سياسيا .

ولعل الهدوء الذي ساد كل المحافظات أكد ما ذكرته فى مقالي السابق أن هذه تظاهرة وليست ثورة ، والداعين لها ليس لهم مصداقية ولا أي ثقل في الشارع ، وحفروا قبورهم السياسية بأيديهم ، وأتعجب من مشاركة حزب التجمع في هذه المهازل رغم انه حزب عريق له تاريخه اتفقنا أو اختلفنا مع اتجاهاته الكارهة لأي قوي إسلامية ، لكن ما كان لهم حرق أنفسهم بهذا الشكل المسف . كنت أظن أن قيادتهم ستكون أكثر حصافة من الزج بأنفسهم في مثل هذه الترهات والدعوات الهدامة المغرضة .

لنقف مع النفس لحظة صدق هل ما حدث يثبت أن الإخوان باتت لهم كامل الهيمنة على مقدرات الحياة  من دون وجود يذكر لمعارضة حقيقية سوى بهذا الشكل المزرى الذي ظهر عليه  "  الحامضون " ، الإجابة بالنفي المطلق لان معارضو الإخوان كثر فملايين ممن منحوا أصواتهم لشفيق لا يفضلون حكم الإخوان ، ومنهم أصحاب فكر وإنصاف إن أساء الإخوان تجدهم يدافعون عن أوطانهم بضراوة شديدة وعقل سديد وان أحسن الإخوان تجدهم يقرون بذلك وهذه هى المعارضة الحقيقية النقد البناء ، هؤلاء يعشقون أوطانهم من دون النظر أو الوقوف طويلا أمام ايدولوجيات من يعمل لصالح هذا الوطن ، يختلفون مع الإخوان  وربما يكرهون الإخوان لكن حبهم لوطنهم اسمي من العواطف والاختلافات الفكرية ، ومنهم شباب بالملايين ممن شاركوا فى الثورة أو أيدوها من دون مشاركة فعلية  .

نصيحتي إلى  هؤلاء وهم الطرف الثاني في اللعبة السياسية النظيفة  ، وهم  المعارضون لحكم الإخوان لكنه منصف محب لوطنه أكثر من عداءه مع الرئيس وجماعته وهو عداء فكرى وليس شخصي ، فأدعو هذا الفصيل إلى الاتحاد وتشكيل حزبا قويا يتضمن أهدافا موضوعية نبيلة وبرامج  تستطيع أن تعادل كفة الميزان مع حزب الحرية والعدالة لان الكفة الواحدة الغالبة ليست في صالح الوطن ، وأنتم مؤهلون لتكوين جبهة معارضة قوية تخدم الوطن بعقل وروية فلما لا ؟ ولما انتم مشتتون ، التئموا يرحمكم الله للقضاء على الطرف الثالث الذي يسعى لمصالحه الخاصة وينحى كلمة الوطن العليا ويجاهد لإعادة إنتاج النظام السابق .

أما الطرف الثالث الذي كنا نتوق إلى معرفته أثناء الأحداث الدامية التي مرت بمصر طوال عام ونصف من مجلس الوزراء إلى محمد محمود مرورا بماسبيرو والمجمع العلمي  ونهاية بأحداث بورسعيد ، وقد كشفه الله هذا الطرف من خلال دعوة ابو حامض بالأمس القريب . هذا الطرف الذي تعلو كراهيته للإخوان على حبه لوطنه إلى من يعشق المال ويبيع استقرار وامن الأوطان  أقول له  : كفى عد إلى صوابك وعلى كلمة الوطن وساند الديمقراطية التي يتشدق بها بنو علمان ليل نهار ومن ابسط قواعدها نتائج الصندوق الانتخابي التي أفرزت أول رئيس مدني منتخب لمصر  طوال تاريخها ، كفى وعد إلى رشدك وساند رئيس بلدك ولا تقبل اهانته لان ذلك إهدار لكرامة  لوطنك ، عارض الإخوان كما شئت اعترض على الرئيس وقتما شئت اخرج إلى الشارع مارس حقك السياسي  في التظاهر أو الاعتصام حيثما شئت طالما تغلف ذلك بالقوانين والنظم الإنسانية الراقية أن تعارض بأدب وتنقد بحب وتهدف إلى صالح الوطن ، والله إن حب الوطن لفريضة على المسلم والمسيحي فاعمل لصالح هذا الوطن وثق أن عجلة الزمان لا تعود إلى الوراء ، ووطنك اغلي من كنوز الدنيا .

حفظ الله مصر

محمد عبد العزيز

صحافي وباحث سياسي

مصري بالكويت

لماذا هذا العنوان

سألني بعض الزملاء عن فحوي عنوان مقالي الأخير " وسيبقي العبيد عبيدا "

فذكرت لهم انه جري علي قلمي نتيجة الاحتقان الذي يعانيه كل بيت في مصر وكل شارع يضم من يدافع عن النظام السابق ومن يؤيد الرئيس الحالي .

وقسمت الطرف الأول"  اتباع النظام السابق"  الي ثلاثة أقسام أولهم عبيد للمال والثاني للسلطان والثالث لكليهما معا ، وهم المنتمون الي أحزاب الوطني والتجمع اليساري والوفد

والطرف الثاني إما ينتمي للتيار الإسلامي بشرائحه الثلاث إخوان وسلف وجماعة إسلامية  ، وهم المنتمون لأحزاب الحرية والعدالة والنور والبناء والتنمية علي الترتيب ، أو فريق وطني مخلص لا يحب الإخوان لكنه يؤيد الرئيس المنتخب وفقا للديمقراطية ودعما لاستقرار بلده .

وفي خضم هذا الزخم الذي تعيشه مصر منذ 20 شهرا لا يخلو أي منزل في مصر أو شارع أو حتي محل عمل من وجود طرفي الصراع وهما النقيضين ولا يتورعا كلاهما أن يظهرا كيدهما لبعض وأن ينل كل منهما من الآخر ويصيب حظا حال انتصاره لرأيه وتقديم الأدلة والبراهين المعضدة لوجهة نظره والمؤيدة لتياره وهي في الغالب تكون لقطات مصورة أو قصاصات صحف ،  لدرجة وصلت إلي الخصومة بين الأخوين أو المقاطعة بين الصديقين أو حتي التشاجر بين الجارين أو رفيقا العمل ، وهو أمر مذموم عاني منه كل المصريون في الأشهر الأخيرة .

لذا كانت دعوتي غير مرة عبر مقالات عديدة للطرفين معا  بعدم التوقف كثيرا أمام هذا النزاع وتدبر قوله تعالي " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين "

ولا يجب أن يزعج الوطنيون المخلصون الذين يسعون لاستفاقة ونهضة مصر أنفسهم وعليهم توفير هذا الجهد المبذول في الجدال والمناقشات البيزنطية التي لا طائل من ورائها، وعليهم استثمار هذا الوقت في العمل والعمل لصالح هذا الوطن في صمت  ، وان كان من انتصار لحق يراه طرف ما فليكن بالحسني ، لان " العبيد سيبقوا عبيدا"  إلا إذا انزل الله عليهم السكينة وأزال الغشاوة من علي أعينهم ، ولن يحدث ذلك إلا إذا شعروا بحجم الكارثة التي يعيشون فيها وحاولوا تغيير أنفسهم لان السماء لا تمطر ذهبا ، ورب العزة قال للسيدة مريم " وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " رغم انه محال عليها أن تحرك جذع النخلة لكن  ليعلمنا سبحانه ضرورة الأخذ بالأسباب قبل طلب الرزق والتغيير من الله .