fiogf49gjkf0d
طيب!!!
خليهم يتظاهروا؟!
بعد أن لوح بيده اليمنى للمئات من أعضاء الحزب «الوثني» الذين وقفوا يصفقون له طويلا بقيادة المايسترو أحمد عز، جلس ليلقي خطبته غير العصماء وخلف كتفه الأيمن قبع د.فتحي سرور، وخلف منكبه الايسر تقوقع صفوت الشريف الشهير بـ«موافي»، وبدأ«المخلوع» يتحدث لمؤلهيه ويعدد انجازات الدورة البرلمانية، وعظائم الامور التي حققها جهابذة الحزب واشباه رجالاته، وبعد مقاطعة بوصلة تصفيق حاد تمهيدا لخروجه عن الورقة المكتوبة واطلاق احدى نكاته السمجة قرأ المخلوع: «اننا نسعى خلال المرحلة المقبلة لتحرك مواز لتوسيع تطبيق اللامركزية».. ثم التفت «متسامجا» بقوله «مش برلمان موازي لأ اوعوا تصدقوا.. فهاج البلهاء بعاصفة تصفيق جديدة استحسانا للنكتة«السمجة».. فما كان من مبارك الا ان واصل تعليقه بمقولة ذهبت مثلا وهي كلمته الخالدة: «خليهم يتسلوا».. في استخفاف واضح بالبرلمان الموازي والتحرك الشعبي الذي كان قد دخل مرحلة النضج دون ان يشعر الطاغية، أو يجرؤ زبانيته على ابلاغه بالحقيقة، وانتهى الامر الى ان «تسلى» الثوار باسقاط نظام البغي والعدوان.
وبعد مرحلة «خليهم يتسلوا» التي انتهت بسقوط عرش حسني مبارك، جاءت المرحلة الانتقالية التي اشرف عليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبحكم «الحكمة» وربما فارق السن!.. ألصق الشباب بهذه المرحلة مقولة «خليهم يتشلوا» بسبب البطء الشديد في التحرك، والتباطؤ الاشد في اتخاذ القرارات، وانعدام الاحساس بالزمن عند اتخاذ ردود الفعل، ناهيك عن اخفاء سياسة المبادرة، وانتهت مرحلة «خليهم يتشلوا» بنجاح الرئيس المنتخب د. محمد مرسي في التخلص من قائد الشرطة العسكرية، ورئيس الحرس الجمهوري، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية، وبعض قادة القوات المسلحة، ومعهم قائد قوات الامن المركزي، وحكمدار القاهرة، وبعد ذلك بساعات وقبل ان تكون هناك اي ردود فعل تم منح المشير طنطاوي والفريق سامي عنان قلادتي النيل والجمهورية!!
واليوم يبدو ان جماعة الاخوان المسلمين، وممثلها الرئيس المنتخب قد وعوا دروس التاريخ جيداً، واستوعبوا ما حدث للمخلوع بسبب «خليهم يتسلوا».. وما حدث للعسكر عقب مرحلة «خليهم يتشلوا»، لذلك يرفضون تماماً مبدأ «خليهم يتظاهروا» الذي يتبنى وجهة نظر تقول ان التظاهر او الاعتصام او التعبير «السلمي» عن الرأي، كلها حقوق مكفولة للمواطنين في كل دساتير العالم، وبغض النظر عن عدم انجازنا للدستور حتى الآن، ومع عدم اعتماد قاعدة «اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي» وشقيقتها «اللي اتلدغ من الثعبان يخاف من الحبل».. فإن حق التظاهر يظل مكفولا مهما كان الهدف من المظاهرة،.. وأهداف الداعين اليها.
.. تبدو وجهة النظر هذه منطقية..وتتماشى مع منطق الثورة والحرية والديموقراطية وتقبل الآخر.. وكل العبارات الرائعة والرنانة التي تسحر العقول.. وتسلب الافئدة ولكن لدي بعض الملاحظات الصغييييرة:
-1 هل يضمن منظمو المظاهرة المطلوبة عدم اندساس عناصر «الطرف الثالث» او «القناصة الخفيين» ضمن المتظاهرين وحدوث«كوارث» لا تحمد عقباها؟
-2 هل تحتمل الاوضاع الامنية الحالية قيام مثل هذه المظاهرات المليونية، وتأمينها، والقيام بدور الدولة في الحفاظ على حياة المشاركين فيها؟
-3 هل يضمن منظمو المظاهرة الا يقوم«المندسون» بأعمال شغب او تدمير او تخريب، تستدعي مواجهتها امنيا والتصدي لها، فتقع الواقعة التي نحن في غنى عنها؟
-4 لا خلاف على حرية الرأي.. وحرية التظاهر.. ولكن ادعو الداعين لمظاهرات 24 و25 اغسطس الى تحكيم العقل.. وتغليب مصلحة مصر فوق كل المصالح الخاصة، واختيار التوقيت المناسب لممارسة الديموقراطية وتطبيق قواعد المظاهرات التي تعتمدها كل دول العالم الديموقراطي.. حتى لا يتسببوا في كارثة.. وساعتها نندم حيث لا ينفع الندم اننا طبقنا مقولة «خليهم يتظاهروا»!!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66