fiogf49gjkf0d
طيب!!!
مرسي في إيران
العلاقة بين القاهرة وطهران.. غامضة.. عميقة.. متغيرة.. متشابكة.. متشعبة.. متداخلة..، لذلك أحدث إعلان مصر ان رئيسها المنتخب سيزور ايران الأسبوع المقبل للمشاركة في اجتماعات قمة دول حركة عدم الانحياز، ردود فعل متباينة تردد صداها في شاطئ الخليج العربي شرقاً حيث الاشقاء الاوفياء الى شاطئ الاطلسي غربا حيث «الأعدقاء»!
تعود أهمية الزيارة الى وقوعها في وقت تسعى فيه ايران الى «اختراق» سياج الرفض المصري لاعادة العلاقات الدبلوماسية مع طهران بشتى الطرق، وهي المسألة التي اثارت جدلا مطولا وخلافات متشابكة لدى النخبة السياسية المصرية، ففي الوقت الذي يعتقد البعض بأن اعادة العلاقات الدبلوماسية مع ايران يمكن ان تشكل مفصلا رئيسياً في انشاء محور اسلامي قوي في الشرق الاوسط ربما يكون قادرا على مواجهة «التجبر» والغرور «الإسرا – امريكي» في المنطقة، يرى البعض الآخر ان مصلحة مصر المباشرة تتعارض مع اعادة العلاقات مع ايران، والتي يتوقع هؤلاء ان تؤدي الى توتر غير مسبوق في العلاقة مع الولايات المتحدة من ناحية، والتي تعتبرها طهران «الشيطان الأكبر»، وايضا مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي الست، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والتي تحاول التعامل مع «الجار المزعج»ككتلة واحدة، لمواجهة اية احتمالات للصدام، خاصة بعد ان استولت «الجارة» الكبرى على ثلاث جزر تابعة لدولة الامارات العربية المتحدة ولم تستطع اي قوة استرجاعها من فم الاسد الايراني حتى الآن.
ولم تتوقف محاولات طهران المتواصلة منذ ثورة 25 يناير لاعادة العلاقات مع القاهرة، وفي سبيل ذلك توالت عروض الدعم بمختلف انواعه: السياسي، والاقتصادي، والدولي، ولم تغلق القاهرة الباب «تماماً»امام هذه المحاولات كما لم تفتحه ايضا.
ومع وصول جماعة «الاخوان المسلمين»الى سدة الحكم، وتولي الرئيس محمد مرسي كرسي الرئاسة كثر الحديث عن اقتراب اعادة فتح السفارتين في عاصمتي البلدين، وتبع ذلك اجراس انذار بدأت من واشنطن وتردد صداها في الخليج، ثم علت نبرتها في «إسرائيل»!! محذرة مصر من الخطوة القادمة، خاصة مع خروج «اشارات» من القاهرة تبدي بعض «الانفتاح والمرونة» تجاه العروض الايرانية تزامنت مع تزايد هذه العروض وتنوعها كما سبق واشرت، لكن الباب بقي موارباً!.
وفي احاديث مع دبلوماسيين، وسياسيين قريبين من مركز صنع القرار اكدوا انه من المستبعد حاليا ان يتخذ الرئيس محمد مرسي خطوة ايجابية اثناء زيارته لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع طهران، مؤكدين ان الموافقة على الزيارة جاءت «كرسالة» موجهة الى الولايات المتحدة التي لم تدعم «مصر» بشكل كاف في طلبها لقرض ضخم من صندوق النقد الدولي.
وايضا الى بعض دول الخليج التي لم تف بتعهداتها الاقتصادية والمالية لدعم القاهرة في مواجهة الاوضاع الصعبة التي تواجهها.
لكن الامر لن يصل ابدا الى مستوى اعادة العلاقات مع ايران التي من شأنها اعادة رسم الخريطة «الجيوسياسية» في الشرق الاوسط.
لذلك يتوقع ان تسفر الزيارة عن الآتي:
-1تحول ايجابي في موقف امريكا تجاه دعم حصول مصر على القرض الدولي.
-2مزيد من الدعم «الخليجي» للاقتصاد المصري.
-3تسليم رسمي لرئاسة حركة عدم الانحياز من مصر التي ترأس الدورة الحالية، الى ايران رئيس الدورة المقبلة.
..ويبقى باب العلاقات المصرية - الايرانية، «مواربا» الى حين..
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66