fiogf49gjkf0d
طيب!!!
الرئيس.. يحكم
لم أكن يوماً من أنصار د.محمد مرسي، كما لم أكن من أعدائه، فقط تمنيت لبلدي الأفضل دائماً، ولكن بعد انتخابه رئيساً لمصر لا أقبل أن يهان قولاً أو فعلاً أو لمزاً، وفارق كبير بين المعارضة والانتقاد والتوجيه والتنبيه وكشف الأخطاء وإلقاء الضوء على الانحرافات،.. وبين الإهانة والتحقير وهما ما لا نقبلهما لكل مواطن مصري عادي، فما بالك برمز مصر ورئيس جمهوريتها، مهما اختلفت مع آرائه السياسية، أو لم تتفق مع توجهات الجماعة التي ينتمي إليها؟
ما اتخذه الرئيس المنتخب من قرارات بإقالة بعض قيادات الأمن والجيش ورجال «الرئاسة»، أثلج صدور الكثيرين الذين صعب عليهم ما يواجهه رئيسهم المنتخب، وإن لم يكونوا من مؤيديه.
وجاء الموقف المهين الذي انتهى بعدم مشاركة الرئيس في تشييع شهداء مصر، ضحايا مذبحة سيناء الغادرة، ليقصم ظهور المصريين الذين يؤيدون مرسي أو يعارضونه على حد سواء، ويشعرهم بأن رئيسهم، رئيس مصر، يتعرض لإهانة تصل إلى حد الخيانة.
فهل يعقل ألا يحضر الرئيس جنازة أبنائه الشهداء؟ وهل يجوز ألا يقدر الحرس الجمهوري على حراسته؟ ومن الذي دفع بمدير المخابرات السابق لإطلاق تصريحه الغريب والمريب الذي يؤكد فيه أنه كان على علم بالإعداد للهجوم، وأنه رفع تقريراً لـ«لمسؤولين»، لتسري الشائعات أن هؤلاء المسؤولين - الذين لم يحددهم - ربما كانوا «رئاسة الجمهورية»، فيعبئ الشارع المشحون ضد رئيسه المنتخب وبالتالي ربما يحدث ما لا تحمد عقباه أثناء مشاركته في الجنازة.
ثم جاءت الإهانة التي تعرض لها رئيس الوزراء، وهو الذي لا أعرفه شخصياً ولا أعرف كذلك انجازاً يؤهله للمنصب!، ولكن أيضاً لا أقر لأي مخلوق بإهانته، وذلك عندما حاول بعض البلطجية رشقه بالأحذية، ربما انتقاماً من المرشح السابق «المعتمر» الذي تعرض للرشق بالأحذية أيضاً، والغريب أن رئيس الوزراء لم يجد من يحميه أو يدافع عنه، وبالكاد أنقذه حرسه الشخصي، بينما الشرطة العسكرية، ورجال الداخلية يراقبون الموقف بحياد تام!.. جاءت هذه الإهانة عقب مشاركة د.قنديل في الصلاة على الشهداء كإنذار مبكر لما يمكن أن يحدث للرئيس المنتخب، وهكذا وبخبث شديد تم وضع د.مرسي في موقف لا يحسد عليه، فإما أن يخالف تحذيرات الأمن ويحضر الجنازة وعندها لا أحد يعرف ما كان مخططاً له!.. أو يتحمل اللوم والاتهامات التي ستوجه لغيابه، وآثر الرجل السلامة. لكنه لم يخف، واتخذ قرارات تأخرت كثيراً وازداد بها محبة في قلوب الناس، واتضح للمصريين أن رئيسهم المنتخب قادر على «الحكم» والتصدي لمحاولة المساس بكرامته، وتشويه صورته في عيون شعبه.
أما هذا «الشيء» الكريه، وقناته الحقيرة، فقد أخذه الناس على محمل الهزل في البداية، حتى بدأت الصورة تتضح بأنه مجرد «مخلب» ضبع، يطلقه سادته بعد أن يزودوه بالمعلومات ويسبغون عليه الحماية، وشيئاً فشيئاً تحول من أراجوز «يكاكي» كالبط إلى غراب ينعق بصوت من يحميه، وتحول إلى ظاهرة صوتية، يتابعها الناس ويتأثرون بها دون أن يحترموها.. وأمثاله لا تعنيهم قضية «الاحترام» هذه من قريب أو بعيد.
ورغم ذلك لا يجوز إطلاقاً، ولا يحق لأحد أن يأخذ حق مصر من هذا المعكوش بيده أبداً، وإلا سنفتح باباً لا مجال لغلقه وسيتكرر ما حدث لخالد صلاح مع آخرين حسب قناعة المعتدي، وفي مصر قانون وقضاء يجب احترامهما.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66