fiogf49gjkf0d
طيب!!!
من سيدفع الثمن؟
 
تهاون وخيانة وغباء نظام مبارك البائد سيدفع ثمنه شعب مصر وقياداته أياً كانت لسنوات طويلة قادمة، وليس ما حدث في سيناء من اعتداء جبان على خير جند الارض الا جزءاً من هذا الثمن الباهظ.
فمنذ تحرير سيناء ورفع العلم المصري على طابا بعد معركة قانونية دولية شرسة ازهق الحق فيها فلول الباطل، و.. «سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم في عيد»، اعطى نظام مبارك ظهره لكل الدراسات الجادة التي قدمها علماء أفاضل وطنيون، والتي اجمعت كلها على الخطورة الاستراتيجية لترك سيناء دون تعمير حقيقي، وكثافة سكانية مقبولة، وتنمية على كل المستويات.
وتعامل النظام الذي بلغ غباؤه حد الخيانة مع سيناء على انها مجموعة شواطئ خلابة في شرم الشيخ وراس محمد والعريش وطابا، اختص نفسه وأبناءه بمجموعة فيلات انيقة على أجمل شواطئها وقام بتوزيع باقي اراضيها على الاصدقاء والمنافقين، وايضا منجم ذهب لا نعرف أين ذهب انتاجه طوال سنوات. وترك مبارك سيناء واهلها «جنة» للموساد يرتع فيها كيفما شاء، ورجاله ونساؤه يدخلون ويخرجون كما يحلو لهم، وأبناء سيناء يعانون الفقر وغياب اهم الخدمات الاساسية كالتعليم والعلاج وفرص العمل، ما جعل ابناءهم تربة خصبة للافكار المتطرفةوالجماعات الإرهابية التي تمارس العنف السياسي تحت ستار الدين.
وبعد زوال حكم مبارك - مع استمرار نظامه في الحكم الفعلي من خلال الشبكة العنكبوتية للدولة العميقة - عادت الاصوات الوطنية للمطالبة مرة اخرى بضرورة الالتفات الى ارض الفيروز وما يجري فيها، والاسراع بإقرار خطط متعددة المدى لتطويرها، وزيادة الكثافة البشرية فيها، ولكن الحكومات المتعاقبة كان لديها من الصراعات والمواءمات ما يشغلها فلم تحرك ساكنا، رغم تصاعد حالات العنف والارهاب الذي وصل مداه في الاعتداء على اقسام الشرطة وحرقها، وخروج اصحاب الرايات السوداء كاشفي الوجوه يجوبون شوارع العريش بعرباتهم واسلحتهم وشعاراتهم وهم موقنون من عدم قدرة الدولة على الرد، لا على قتل ضباطها وعساكرها، ولا على تفجير خط الغاز 15 مرة - حتى بعد تولي الرئيس المنتخب - دون ان يرف لمسؤول جفن، ثم كانت الجريمة الشنعاء بالاعتداء الحقير على الجنود - شبه العزل - على الحدود.
وللأسف كان لابد ان تقع الواقعة حتى نفيق من غيبوبتنا، ولكن الخوف كل الخوف من رد الفعل الامني المبالغ فيه، الذي يعاقب الجميع بلا تفرقة، كي يدفع «كل» أهلنا في سيناء، ثمن غباء النظام السابق، وتباطؤ النظام الحالي، ووجود «سيناء» في ذيل قائمة اهتمامات الحكم.
لا شك ان القصاص العاجل من القتلة المجرمين مطلوب وفورا، ولابد من تطهير سيناء من البؤر الإجرامية المليئة باللصوص وقطاع الطرق وتجار ومزارعي المخدرات،والأهم القضاء على بؤر الإرهاب، ومن لا أمل في إصلاح عقولهم المريضة ونفوسهم الخسيسة،ولا يعرفون لغة سوى القنابل والصواريخ والرصاص، ومعهم مدربوهم وقادتهم ومحركوهم من عناصر «الموساد» وعملائهم.
ولكن يجب ألا يتم الأمر بشكل انتقامي عشوائي، ينسف ما بقي من علاقة، ويقطع ما ظل من خيوط بين أهلنا في سيناء وبين القاهرة، كما يجب ألا تكون الحملة العسكرية التي بدأت بالفعل دك معاقل الإرهاب وحصون الموساد، وبؤر الإجرام،ومزارع البانجو مجرد«تجريدة» تأديب وانتقام يعود الأمر بعدها إلى ما كان عليه من فوضى وتسيب.
اما«الانفاق السرية» - وهو تعبير كوميدي لأنها معروفة للجميع - فيجب إغلاقها وفوراً، مع فتح معبر رفح بشكل رسمي لتمر من خلاله المؤن والمواد الضرورية، وليستمر شرياناً للحياة مع «أهلنا» في فلسطين، تحت سمع وبصر العالم كله ودون حاجة إلى أنفاق لا نعرف ما أو من يعبرها! ولتنتشر قواتنا في كل سيناء، وتحفظ أمنها وأمننا، ومن لا يعجبه فليطلب مراجعة اتفاقيات كامب دافيد التي يمكن تعديلها كأي اتفاقيات في العالم حسب تطور الظروف، فأمن مصر وحياة أبنائها فوق كل الاتفاقيات.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66