fiogf49gjkf0d
طيب!!!
قميص معاذ
«المحاكمة..العاجلة.. الناجزة.. السريعة» هذا هو ما طلبه أمس الأول الرئيس مرسي لمعالجة ما حدث في دهشور، لاعادة استقرار الأمن واستتباب الأمان.
وتجيء أحداث العنف الطائفي في دهشور، وموقعة «نايل سيتي» في القاهرة، كأول تحد يواجه الحكومة الجديدة، التي لم يجف حبر اعتمادها بعد، لتضع امام رئيس الوزراء ووزير داخليته مسؤولية ضخمة تضعهما على المحك.
وبعد مطالبة الرئيس – التي سبق ذكرها – عليهم التحرك السريع لتنفيذها، والعمل الفوري على تشديد قبضة الدولة على الانفلات الامني الذي يتغلغل وينتشر ويتمادى بشكل يؤكد عدم «عفويته»، ويدعم نظرية وجود جهات أخذت على عاتقها مهمة افشال الرئيس المنتخب، واظهاره بمظهر غير القادر على تحقيق شيء مما وعد به، وعلى رأس اهدافهم الدنيئة استمرار غياب الأمن، وتدهور الاقتصاد.
أحداث البدرشين يمكن ان تحدث في أي بقعة على ارض مصر يتشارك في سكناها المسلمون والمسيحيون. «مكوجي» مسيحي «سامح» يحرق بالصدفة قميص زبون مسلم «احمد» فيتحول العتاب الى مشادة فمعركة اسرية طاحنة، يلقي خلالها الجانب المسيحي قنبلة مولوتوف تصيب عابر السبيل الشهيد «معاذ»، وتخشى بعض العائلات المسيحية الانتقام فتهجر منازلها، ويتطور الموقف الى مشروع «فتنة طائفية» يصورها العالم اضطهادا من مسلمي مصر الى مسيحييها!
وقبل ان يتمكن «العقلاء» من وأد شرار الفتنة في دهشور، سارع شياطين الانس، ومفكرو ابليس، وخبراء اشعال الاحقاد والفتن والضغائن الى إحداث مشاجرة تقليدية – أو اصبحت تقليدية في هذا التوقيت السيئ – بدأت باقتحام بلطجية لمدخل فندق يقع في أبراج«نايل سيتي» المملوكة للملياردير المسيحي ساويرس، بهدف الحصول على «الاتاوة» التي ربما تعودوا الحصول عليها كما افاد الاهالي، ويشتبكون مع ضابط شرطة السياحة الذي يطلق مسدسه قاتلا احدهم، فتقوم الدنيا ويحرق البلطجية السيارات بعد سرقتها ويروعون قاطني الفندق والعاملين فيه.
ولا يمكن هنا إغفال توقيت الاقتحام عقب أحداث دهشور وان مالك الابراج رمز من رموز الرأسمالية المسيحية فيتم تصوير الامر على انه انتقام من المسيحيين في شخصه.
كذلك فان بيان الشرطة يؤكد ان القتيل «مسجل خطر» سبق ضبطه في العديد من القضايا، وكان معتقلاً جنائياً نظراً لخطورته على الامن العام، حتى «أفرج عنه الشهر الماضي» وانا هنا اضع عشرة خطوط حمراء تحت عبارة«أفرج عنه الشهر الماضي» هذه. فمن الذي امر بالافراج عنه على الرغم من الوصف السابق؟ .. وما الهدف من اطلاق هذه النوعية من المسجلين خطراً في هذا التوقيت؟ وهل تم اخراجه لاستخدامه في تحقيق هدف بعينه؟.. وهل فعلاً هناك علاقة سابقة متمثلة في حصوله على «إتاوات» منتظمة من الفندق المملوك لساويرس؟.. القتيل بين يدي ربه الآن، أما المحرضون والمخططون وصانعو الفتن فما زالوا طلقاء يعيثون في مصر فسادا وافسادا.
{ان الله لا يغيرما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم واذا اراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له ومال لهم من دونه من وال} (سورة الرعد – آية 11).
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66