fiogf49gjkf0d
طيب!!!
فرقة..حسب الله
كل شيء يحمل تاريخ انتهاء صلاحيته، بين جوانحه، ولا يستثنى من ذلك شيء خلقه الله عز وجل، لكن يبدو ان الفنان الكبير – 72 عاما – سفير النوايا الحسنة الزعيم الاباصيري لا يعترف بهذه القاعدة التي لا يشذ عنها شيء، ويصر حتى آخر «عمل» في عمره ان يظل النجم الاوحد و«الچان» الذي لا تقاوم سحره وجاذبيته انثى، وبطل «الاكشن» الذي ينافس توم كروز ويتفوق على جورج كلوني وبرادبيت.
وعلى الرغم من ان الكاتب يوسف معاطي صاحب رواية «فرقة ناجي عطا الله»، هو نفسه مؤلف العمل الدرامي المسلسل الذي حمل نفس الاسم، الا ان الفارق كبير بين النص الابداعي المكتوب، والعمل الفني، ففي النص اسقاطات سياسية، وتفاصيل يمكن ان تتيح للكاتب عرض طريقة تفكير «العدو» الاسرائيلي، والتعامل معه، وايضا الكثير من تفاصيل العلاقات الانسانية المصرية – الفلسطينية، وحتى بين فصيلي فتح وحماس.
لكن الامر يختلف عندما يطرح «الزعيم» رؤيته، ويخضع له الجميع، فمن يقدر على معارضة«الدكتاتور»، فبقدرة قادر تحولت الرواية التي تبحث في عمق العلاقات، ومأساة التعامل الى انتاج ضخم، لكنه اجوف دون محتوى او مضمون يسير كبطة عرجاء لا ترقى لمستوى«الاكشن»، ولا تقترب من الكوميديا، وتحاول الخلط بسذاجة بين سلسلتي افلام «اوشن»و«مهمة مستحيلة»، وبشكل يجعل الضحك ينبع من عدم تصديق مشاهد الاكشن، مثل ذلك المشهد الكوميدي «للزعيم» وهو ينتقل بين بنايتين منزلقا على حبل صلب معلق في الهواء، دون ان يرمش له جفن او تهتز يداه او يعبث الهواء برموشه!
ورغم المتابعة الجيدة التي يحظى بها مسلسل «فرقة ناجي عطا الله»، والحملة الدعائية الضخمة التي صاحبته، الا ان حجم «الاستهبال» في حول الاكشن الى كوميدي بسبب نقل مشاهد «بالمسطرة» من سلسلتي الافلام الامريكية سالفة الذكر.
اضف الى ذلك «اللامعقوليزم» الذي مارسه الزعيم وفرقته مثل طريقة دخول غزة، وحل مشاكل اهلها ودخول منطقة «الشجاعية» وضرب مواطن غزاوي واجباره على الاعتذار لنسيبه، في تصرف لا يجوز قبوله ابدا بين اهل غزة، او غيرهم، اضافة الى إظهاره «لغزة» كما لو كانت فلسطين «الأربعينيات» بينما صورها توضح تحضرها وتطورها.
نأتي إلى «لب» العمل الدرامي المتمثل في وضع لواء جيش ودبلوماسي سابق لثروته كلها في بنك «إسرائيلي»!! فهل مثل هذا التصرف له أدنى علاقة بالوطنية وكراهية إسرائيل التي يحاول «الزعيم» تمثيلها؟..
ثم هل البطولة أن أضع أموالي في بنك إسرائيلي ثم أقوم باسترداد «حقي» عن طريق«السرقة»؟
الحسنة الوحيدة في «فرقة ناجي عطا الله» أنها استثارت غضب الإسرائيليين، واعتبرها المتحدث الرسمي باسم وزير «إعتامهم» أوفير جندلمان تحريضاً على كراهية إسرائيل!
بصراحة عندما شاهدت - بالصدفة - حلقات قليلة من المسلسل، ترحمت على أيام «رأفت الهجان».
وحفظ الله مصر من إبداعات من «انتهت» صلاحياتهم.
 حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66