fiogf49gjkf0d
يا ولاد الحلال: مرسي .. ولا شفيق..- كتب/ سعيد مندور
 
مرسي .. ولاشفيق .. ولامرسي .. ولاشفيق .. يا ولاد الحلال حد يقولي أعمل إيه أختار مين .. مرسي .. ولا شفيق ..، كهذا بدت مصر وبدا المصريين تائهين ما بين هذا وذاك ما بين كما صورها الإعلام المغرض للاختيار مابين الدولة الدينية أو الدولة المدنية من يمثل الإسلاميين أو من يمثل النظام السابق، وتعالت الأصوات وتاهت وتغيبت العقول، وما يجري الآن في مصرنا الغالية في البيت الواحد وداخل الأسرة الواحدة من اتساع الخلاف والاختلاف وأصبح المشهد كذلك، فأصبح الأب برأي والأم برأي والابن برأي والابنة برأي، فما بالنا بما يحدث في الميادين، وحتى الثوار وحتى الإتلافات وحتى القوى السياسية انقسمت بين هذا وذاك، وتعالت الأصوات وتاهت العقول حين بدءوا بالتشويه والتخوين تارة، وتارة أخرى بين المدح والتلميع، وما يحدث في الميادين الآن لا يمت بأي صلة لمبادئ الحرية والديمقراطية هذه الأهداف التي كانت من الأهداف التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير، فلقد فرغت الثورة من مضمونها وركب من ركب الثورة وكلاً يغني على ليلاه.
 
 فعلى الرغم من كل الأصوات العالية وعلى الرغم من أنهم دائماً يتكلمون جميعاً باسم الشعب المصري رغم أن الشعب المصري لم يعطي لأي أحد تفويض يتكلم باسمه إلى أن آراء الشعب المصري تأتي دائماً مغايرة بما يبثه الإعلام المغرض لتفتيت النسج المصري، ومغاير بما تأتي به الاستقصاءات واستطلاعات الرأي لاستمالة الآراء، وكذلك ما يتحدثون عنه في الميادين. فلقد فشل الإعلام المغرض بما أثاره في وسائله المرئية والمقروءة والمسموعة، وكذلك فشل الثوار في توحدهم وتوحد صفوفهم ووقوفهم خلف مرشح واحد، الجميع فشل في أن يستحوذوا على آراء الشعب المصري في أن يستميلوا برأيه إلى طرف بعينه، هذا الشعب العظيم الذي انتفض عن بكره أبيه وساند شباب الثورة لإزالة النظام الفاسد وبناء نظام جديد يملئه الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.. فلقد قال الشعب كلمته في صناديق الاقتراع في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، وقد أتت الصناديق بنتائج رحب بها البعض ورفضها البعض الآخر إلا أنها في مجملها قد حددت من سينافس في الجولة الثانية، وقد وأضحت وضوح الشمس ثقل كل إعلامي وكل مثقف وكل ناشط وكل ثائر وكل مرشح حجم قدره عند هذا الشعب الذكي. فالآن لابد من أن يفسح المجال لهذا الشعب العظيم الذكي الذي ينهل برأيه من قيمه وحضارته وثوابته في أن يخوض الجولة الثانية من هذه الانتخابات ليقول رأيه أيناً كان وأن يختار من يشاء من المرشحين بكل حرية دون تشويه طرف لصالح الطرف الآخر، فلقد سئمنا ما نشاهده على شاشات التليفزيون وما نسمعه وما نقرأه وما يثار على وسائل الاتصال الاجتماعي الفيس بوك والتويتر. فكلنا مصريون ومصر أمانة بين أيدي الجميع فلنحافظ عليها لأننا ببساطه ليس لدينا وطن بديل عنها فهي الماضي والحاضر والمستقبل.
 وحفظك الله يا مصر،، سعيد مندور Sism59@hotmail.com ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ