fiogf49gjkf0d
مستنقعات الفساد ,,وعدالة المحاكمات!!

-------------------------------------

       بقلم: محمود الشربينى

-------------------------------------------------------------------------------------

- قبل ان تقرا:بكلمات بليغه..متالمه ..نازفه..موجوعه علق شاعرالامه عبد الرحمن الابنودى على احكام "الادانه" و"البراءه"الاخيره بجمله بليغه تقول:شهداؤنا ماتوا النهارده!!..كلنا ننزف معه ونتوجع معه ونتالم معه.

- اعترف باننى توقعت شيئا مختلفا جدا فى محاكمة مبارك وصحبته..كنت اقول انه حتى لوكانت المقدمات فاسده فان النتائج المترتبه عليها ستكون كذلك ..لكن ستكون هناك صفعه من جانب المحكمه لهذا الفساد..ويبدو ان الدقائق الاولى فى حديث المستشار الجليل احمد رفعت..كانت توحى لى بذلك ايضا ..كانت تؤكد لى ان هناك شيئا جللا سيحدث.. غير تبرئة مساعدى العادلى.وغير ما يحمله الحكم نفسه من معانى يمكن استخدامها لتكون هى نفسها ادلة براءة مبارك والعادلى.!!.

- ظننت-وبعض الظن ليس اثما-ان الحكم سيتطرق لما سجله المستشار" صلاح سليمان" ممثل الادعاء فى المحكمه من اتهامات ..وجهها اثناء مرافعته فى القضيه الى الاجهزه السياديه فى الدوله, كالمخابرات والامن القومى وامن الدوله وغيرها, مثل هذا النقد الاذع ..والاتهام الصريح الذى وجهه المستشار سليمان للدوله بكل اجهزتها ومن اعلى راس فيها ..من المشير الى السفير والغفير..كان مفاجئا ومروعا لى انه لم يجد اذنا تصغى له ولم " يهز الكراسى تحت الجالسين عليها"(بتعبير مستلهم من فؤاد سراج الدين باشا)..بل انه– مع نفى من جهاز المخابرات لتهمة عدم التعاون مع النيابه العامه- يكاد يكون مر مرور الكرام..اذ لم ينتفض احد بالدوله لتصحيح هذه الخطيئه وتدارك هذه الكارثه ..التى ترتب عليها مثل هذا الحكم الذى صدم الناس ..لاننا جميعا, نحن وهم, نرى القتيل ولم نرى اى جهد يبذل من الدوله – ومن الحكام الجدد- للامساك  بالقاتل وضبط ادوات جريمته.

- ظننت ان هذه الخطيئه –وقد ووجهت بهذا النحو من التجاهل والاهمال ,وان الالتفات عن مثل هذا النقد من قبل الادعاء,فى قضية مرعبة كهذه..فان المحكمه لن تتجاهلها هى الاخرى.. كنت اتمنى على "المحكمه الموقره" ان تتوقف عند هذا المعنى وهذا العجز الذى ابدته النيابه العامه (فى مواجهة الاجهزه الرافضه للتعاون معها وتسليمها للادله)وان تامر بفتح تحقيق فى هذا الجانب وتطالب المسئولين بهذه الاجهزه والمسئولين فيها عن كشف اسباب امتناعهم عن تقديم الادله ..وما اذا كانوا منعوا من ذلك ومن منعهم ..كان هذا هو الامل الوحيد الباقى ..كان هذا املا شخصيا يراودنى فى هذه المحكمه التى اعتبرتها- يوما- انها الوحيده التى ستعطى درسا لكل الحكام الظالمين بان الظلم مها طال ..وان الحق مهما غاب لابد يوما ان يعود(فاروق جويده)

- لكن الحقيقه ان شيئا من هذه التمنيات لم يحدث ابدا ..والغريب ان احدا بالمجلس العسكرى المسئول قانونا عن ادارة شؤون البلاد ..وهو الذى يملك السلطه والثواب والعقاب وهو الذى يشرف على شؤن العداله والقضاء فى مصر لم يولى اى اهتمام لهذا الاتهام الذى سيظل يلاحق الاجهزه السياديه بالتواطؤ من اجل اخفاء ادلة الادانه عن متناول العداله ,لكى يضطر القضاه ازاء هذه الحالات المتكرره الى تبرئة المتهمين ..كان غريبا وموجعا ان" يجأر" عشرات المحامين النابهين وفى مقدمتهم خالد ابو بكر ومحمد منيب وامير سالم وغيرهم بالاعلان عن ان القضايا المقدمه من النيابه العامه "مهللهله" وانها تخلو من كثير من الادله المطلوبه للادانه ..ومن الشهود الحقيقيين ..ومن كل مايضمن محاكمه عادله يحاصر فيها المتهمون بادلة الادانه التى لافكاك منها ..لكن امام حالة الفساد العامه التى باتت تصم كل شيىء فى مصر من البشر الى الحجر فانه لم يكن فى الامكان ابدع مما كان ..ولم يكن ممكنا ان تتحقق العداله..ونحن مازلنا نغوص فى مستنقعات فساد نظام مبارك!

- بعد ا ن قرات:اعترف باننى منذ ان استمعت قبل شهور الى اتهامات المستشار سليمان للاجهزه السياديه بعدم التعاون فى قضية مبارك –وقد نوهت فى مقالات عديده بما كان منه- فاننى كنت اتوقع تخفيف الاحكام على مبارك ..بل توقعت ان يكون اخف مقارنة بالمساعدين الاربعه وحسين سالم وعلاء وجمال..وان نصيبهم من الاحكام فد يكون اقسى واشد بسبب تعاطف العسكرى مع قائده السابق مبارك لكن حدث العكس, لكن فى النهايه كان غريبا ان ياتى الحكم الذى حمل ادلة الادانه هو نفسه الذى يحمل ادلة البراءه..هذه هى العداله فى عصر مبارك الذى افسد كل شيىء ..حتى محاكمته هو افسدها نظامه مع الاسف ..فنحن حاكمناه بنفس ادواته وقوانينه واسلوب نظامه فكان طبيعيا ان تاتى الاحكام على هذا النحو!!mmmsh.mmmsh@yahoo.com