fiogf49gjkf0d
قراءة في محاكمة القرن (مبارك وأعوانه)- كتب/ سعيد مندور
 
السبت الثاني من يونيو 2012، قد سجل كيوم تاريخي من أيام التاريخ المعاصر في سجلات مصر، بل وسجلات العالم أجمع، لما له من أهمية خاصة، فإنه يوماً فاصلاً في حياة الشعوب التي تسعى وتتطلع للحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، وهو يوم اتجهت فيه أنظار العالم أجمع إلى مصر وتحديداً إلى أكاديمية الشرطة حيث كانت تعقد جلسة النطق بالحكم في (محاكمة القرن)، فقد قضت محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت بالحكم على الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، بالسجن المؤبد فى قضايا قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير التي أطاحت بمبارك ونظامه، كما قضت ببراءة مساعدي حبيب العادلي السابقين (اللواء أحمد رمزي رئيس قوات الأمن المركزي، واللواء عدلي فايد مدير مصلحة الأمن العام، واللواء حسن عبد الرحمن رئيس مباحث أمن الدولة، واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة، واللواء أسامة المراسي مدير أمن الجيزة، واللواء عمر فرماوي مدير أمن مدينة السادس من أكتوبر). وقد قضت المحكمة أيضاً بانقضاء الدعوى الجنائية ضد كل من مبارك ونجليه جمال وعلاء ورجل الأعمال حسين سالم (الهارب) في قضية التربح المتمثلة في حصول مبارك ونجليه على فيلات بأسعار زهيدة من حسين سالم مقابل تسهيل حصوله على مساحات من الأراضي بشرم الشيخ. هذا ما أنطق به المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة في هذا الحكم التاريخي واليوم التاريخي، وعقب النطق بالحكم حدث الهرج والمرج داخل قاعة المحاكمة ما بين مؤيد وما بين معارض، مابين فاهم وغير فاهم، وهكذا بدى المشهد وانتقلت العدوى من داخل القاعة إلى خارج أسوار الأكاديمية، بل امتدت إلى كل ميادين مصر، وتجمعت واحتشدت الجماهير والقوى السياسية في ميدان التحرير، وعلت الأصوات وكثرت التصريحات وهاجت البلد، فمن هذه القوى من وصف الحكم بالهزلي ومنهم من وصفه بالصادم، ومنهم من وصفوه بالحكم السياسي لإحياء النظام السابق، ومنهم من وصفوه بالحكم الغير منطقى ويثير علامات استفهام كثيرة، ومنهم من طالب بتطهير القضاء والداخلية والإعلام ..الخ، فإلى متى سنظل هكذا لا نؤمن بأن قضاء مصر قضاءً عادل ومشهود له بالنزاهة بجميع أنحاء العالم، فالقاضي يحكم بما لديه من أدلة وقرائن وبراهين ولا يحكم بالتمنى والأحلام والأمنيات، فعلى القوى السياسية والثورية التي تعترض الآن وتعرض البلاد للخطر، أن تتكاتف وتسعى إلى أن تقدم دلائل موثقة لمحكمة النقض لتقطع الشك باليقين، لتدين هذا النظام وتكشف بشاعته في التعامل مع المتظاهرين، ولماذا لم تتقدم هذه القوى أثناء سير المرافعات وتقدم دلائل على القتلة وتتعاون مع محامين المدعيين بالحق المدني عن (الشهداء والمصابين)؟ فهل قدم أحدهم أي دليل من قبل وأغفلته المحكمة؟، أم أنها هوجه الفوضى التي طالبت بها قوى الشر. نعم الكثير منا كان كله أمل أن يعدم مبارك والعادلي ومساعديه وكل من شارك أو ساعد في قتل المتظاهرين الأبرياء وكل من أفسد البلد وكل من أباح واستباح الأرض، وكل من رشى أو ارتشى، ولكن لا تأتي الأحكام كما قلت بالتمني والأمنيات، ولكن تأتي قاطعة وناصعة بالقرائن والأدلة والبراهين. فيجب أن نحترم القضاء المصري ولا نشكك أبداً في أحكامه فقضائنا قضاءً عادلاً، والقضاء الذي يدين قمة النظام ووصمه بالإجرام والقتل في حد ذاته دليل علي أن القضاء المصري قضاء عظيم. فهل مصر ستدار عبر الميادين وعبر الفضائيات، فعلي كل من اصبح ثوري أو سياسي أو قانوني أو .. أن يتقى الله في قضاء مصر وأن يطالب بتوحيد الصفوف والإتلافات فأمامنا محكمة النقض، وقدر الله وما شاء فعل. وحفظك الله يا مصر،، سعيد مندور Sism59@hotmail.com ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ