fiogf49gjkf0d
الجورنالجي محمد مرعي يكتب عن:
زكريا محيي الدين الذي رحل قبل أن يقول كلمته
لو تكلم زكريا قبل أن يرحل لتغيرت حقائق التاريخ
نقول للإخوة والأبناء الذين ولدوا بعد 23 يوليو 1952 أن اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار اجتمعت يوم 19/7/1952 لمناقشة الموقف واتخاذ القرارات المنظمة أو اللازمة لتحرك الضباط الأحرار في المرحلة القادمة.
وفي هذا الاجتماع نبتت فكرة "الانقلاب" ثم تطورت الفكرة ونمت على النحو التالي:
* الاستيلاء على قيادة القوات المسلحة.. دون غيرها من المؤسسات.
* تطورت فكرة الاستيلاء على قيادة القوات المسلحة إلى حركة واسعة لانقلاب عسكري على نحو ما يذكره مؤرخ ثورة 23 يوليو وهو في نفس الوقت أحد الضباط الأحرار أحمد حمروش الذي كان أحد ممثلي اليسار في تنظيم الضباط الأحرار..
في هذا الاجتماع قررت اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار تكليف زكريا محيي الدين بوضع خطة التحرك أو خطة الانقلاب.. رغم أن زكريا محيي الدين لم يكن عضوا في اللجنة لكنه كان عضوا في تنظيم الضباط الأحرار.. وكان في نفس الوقت زميلا لعبدالناصر وكمال الدين حسين في التدريس بكلية أركان الحرب.
لكن لم يتحدد في هذا الاجتماع موعد وتاريخ قيام الحركة.
&e633;&e633;
اجتمعت اللجنة يوم 22 يوليو 1952.. ويعتبر هذا الاجتماع الأخير للجنة قبل قيام الثورة.. وعقد الاجتماع في منزل عضو اللجنة خالد محيي الدين وهو ابن عم وابن خالة زكريا محيي الدين الذي حضر الاجتماع.
في الاجتماع قدم زكريا محيي الدين الخطة التي وضعها بناء على تكليف اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار، وناقش المجتمعون الخطة ووافقوا عليها.. وكان المجتمعون هم أعضاء اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار بعد أن تم فصل عبدالمنعم عبدالرؤوف ممثل الإخوان المسلمين بسبب إصراره على تجنيد الضباط الجدد في تنظيم الضباط الأحرار لحساب الإخوان.. وشارك في الاجتماع كل من:
كمال الدين حسين وخالد محيي الدين وحسن إبراهيم وعبدالحكيم عامر وصلاح سالم وعبداللطيف البغدادي وجمال سالم وأنور السادات.. وجمال عبدالناصر والذي سبق انتخابه بالإجماع لرئاسة اللجنة.
أوضح زكريا محيي الدين وهو يستعرض الخطة و دور كل عضو من أعضاء اللجنة إلى جانب تحديد دور كل عضو من أعضاء تنظيم الضباط الأحرار.
وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور ثروت عكاشة عضو تنظيم الضباط الأحرار والذي أصبح أحدى العلامات الثقافية المؤثرة على المستوى المحلي والعربي والعالمي قد أكد في مذكراته أن الخطة كانت مكتوبة بخط المشير عبدالحكيم عامر وعليها إضافات زكريا محيي الدين وتعليقات جمال عبدالناصر.
وتجدر الإشارة أيضا أن زكريا محيي الدين قد تولى واجبا حيويا ورئيسيا في إطار الخطة التي اعتمدت.. وكان دوره هو "أركان حرب العملية كلها" ويضيف الدكتور ثروت عكاشة أن زكريا محيي الدين قد أدى دوره بهدوئه المعهود على خير وجه وتفان ملحوظ.
&e633;&e633;
بعد أن تم قيام الضباط الأحرار بحركتهم مساء 22 يوليو / صباح 23 يوليو 1952 وبعد نجاحهم في السيطرة على القيادة تحولت اللجنة إلى "مجلس قيادة الثورة.." الذي قرر عزل الملك فاروق.. وكلف المجلس زكريا محيي الدين بقيادة القوات التي تحركت نحو الإسكندرية حيث الملك فاروق وكان ذلك يوم 25 يوليو.. حيث قام بوضع خطة عزل الملك وخطة محاصرة قصر رأس التين.. وكان قد سافر إلى الإسكندرية كل من اللواء محمد نجيب والمقدم يوسف صديق وقائد الجناح جمال سالم والمقدم أنور السادات والمقدم حسين الشافعي.
وجدير بالملاحظة أنه كان من المقرر أن يبدأ تنفيذ خطة عزل الملك في نفس اليوم أي يوم 25 يوليو 1952 لكن تقرر تأجيل التنفيذ يوما واحدا بسبب إرهاق القوات المكلفة بالتنفيذ وبالفعل غادر الملك الإسكندرية في الساعة السادسة بعد ظهر 26 يوليو 1952.
&e633;&e633;
وفي الخامس عشر من شهر أغسطس 1952 تقرر ضم كل من زكريا محيي الدين وحسين الشافعي إلى مجلس قيادة الثورة تقديرا لجهودهما ليلة قيام الثورة وكذلك تقرر ضم كل من المقدم عبدالمنعم أمين والمقدم يوسف صديق لنفس السبب.
ومن الجدير بالملاحظة أن صاحب اقتراح ضم زكريا والشافعي وأمين وصديق إلى عضوية مجلس الثورة هو القائد الحقيقي للثورة جمال عبدالناصر.
وبعدها تم تكليف زكريا محيي الدين بإنشاء الإدارة العامة للمخابرات العامة الحربية.
&e633;&e633;
في عام 1965 تم اكتشاف تحرك الإخوان المسلمين.. عرف هذا التحرك بمحاولة جديدة لاغتيال جمال عبدالناصر والاستيلاء على السلطة.. وتم اكتشاف توجه عدد من عناصر الإخوان لأداء صلاة الجمعة في الجامع الأزهر.. والتي كان سيؤديها جمال عبدالناصر.. وتم اكتشاف واحد من بين هذه العناصر يحمل طبنجة فتم القبض عليه.. هذه الحكاية على ذمة ما جاء في حوار جرى بين سامي شرف مدير مكتب الرئيس عبدالناصر مع الكاتب الصحفي عبدالله إمام.
وتمضي الحكاية كما جاءت في الحوار لتصل إلى حكاية بطلها المفكر الكبير الأستاذ الدكتور أحمد كمال أبوالمجد.
الحكاية ببساطة أن الدكتور كمال أبوالمجد ألقى محاضرة رأت فيها أجهزة الأمن في ذلك الوقت مساسا بالنظام وتشجيعا لتيار الإخوان المسلمين فتم القبض عليه!!
ويمضي سامي شرف في حواره مع عبدالله إمام.
"عندما علم عبدالناصر كلف زكريا محيي الدين بمتابعة الموضوع.." وفي ضوء تقصي زكريا محيي الدين لحقائق الموضوع رفع إلى عبدالناصر تقريرا أكد فيه ثلاث حقائق:
1. محاضرة الأستاذ الدكتور أحمد كمال أبوالمجد لا تعني تأييد التيار الإخواني .
2. الأستاذ الدكتور كمال أبوالمجد له اتجاهاته الإسلامية.
3. رغم اتجاهات الأستاذ الدكتور أبوالمجد الإسلامية إلا انه ليس مشاركا في تحرك الإخوان وليس عضوا في الجماعة.
فكان قرار عبدالناصر:
الإفراج فورا عن الأستاذ الدكتور أبوالمجد.
&e633;&e633;
بقي أن نقول:
زكريا محيي الدين ينتمي إلى عائلة لها جذور في العمل الوطني.. قدمت لمصر في النصف الثاني من القرن العشرين عضوين من أعضاء مجلس قيادة الثورة هما خالد و زكريا محيي الدين.. وقدمت لمصر أيضا ثلاثة وزراء هم على التوالي:
- خالد محيي الدين خلال أزمة نجيب مع مجلس قيادة الثورة.
- زكريا محيي الدين في الستينيات من القرن الماضي.
- د.فؤاد محيي الدين في ثمانينات القرن الماضي.
&e633;&e633;
رحل زكريا محيي الدين دون أن يقول كلمته أو يدلي بشهادته على أحداث عاشها وشارك فيها.. نرجو أن يكون قد ترك شهادته لدى أبنائه.. نحن على ثقة أنه لو سجل أو كتب فإن حقائق التاريخ عن المرحلة التي عاشها سوف تتغير.