طيب!!!
محاكمة القرن
ساعات قليلة تفصلنا عن الحكم التاريخي الذي ينتظره المصريون.. ويترقبه العالم أجمع،.. يوم السبت ينطق القاضي بحكم القانون في «محاكمة القرن» التي يحاكم فيها الرئيس «المتخلي» حسني مبارك، ونجلاه جمال وعلاء، و8 متهمين آخرين بينهم وزير داخلية مبارك الشهير حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، اضافة الى صديق «المتخلي»، وكاتم أسراره المالية، وواجهته الاقتصادية رجل المخابرات السابق والأعمال الحالي حسين سالم.
سبحان المعز.. المذل.. الخافض.. الرافع.. العزيز.. الجبار.. المنتقم.
الأسماء القابعة خلف القضبان، وكذلك المخلوع «المنتظر» في «المركز الطبي العالمي»، وأيضا صديقه الذي اعتقد ان جواز سفره الاسباني سيعصمه من الحساب، لم يكن أي منهم يتوقع أن يأتي يوم يدفعون فيه ثمن أخطائهم وما اكثرها، وخطاياهم وما أعظمها، وذنوبهم التي ارتكبوها في حق مصر، في الماضي والمستقبل أيضاً، نعم ذلك المستقبل الذي «دمروه» قبل أن يجيء، وحصدوا ثماره المنتظرة قبل أن يغرسوا بذوره، فسودوا الدنيا في وجه الشباب ودفعوهم للإلقاء بأجسادهم إلى التهلكة، فمن لم يذهب جسده طعاماً لقروش البحر المتوسط أثناء محاولة فاشلة للهروب من جحيم «مبارك» إلى «سجون» أوروبا!، أكلته أسماك البحر الأحمر، وهو عائد من رحلة البحث عن لقمة العيش بإحدى عبّارات صديق المخلوع وشريك رجاله.
ولو ظللت أكتب عن خطايا مبارك وعصابته في حق مصر وشعبها على مدى الثلاثين عاماً الماضية لما انتهيت حتى موعد النطق بالحكم، وربما حتى موعد صدور «العفو» الرئاسي عنهم لأسباب صحية أو «غير» إنسانية، وهو «العفو» الذي يتوقع أن يصدره سيادة الشفيق فريق.. رفيق درب المخلوع، وتلميذه المخلص، بعد شهور قليلة من «استنخابه»!
فقط أذكركم في عجالة «بارقة».. بتراجع دور مصر العربي والاسلامي والاقليمي، وضعف اقتصادها، وعدم تحقيق أي تقدم حضاري طوال فترة حكم المخلوع، في الوقت الذي تقافزت فيه الدول تقافز غزلان الإمبالا في غابات أفريقيا، ونحن في «تخلفنا» قاعدون، يطحننا الفقر.. وتأكل اجسادنا أمراض السرطان والتهاب الكبد الوبائي، والكلى .. وغيرها مما دفعته مبيدات يوسف والي، ومياه المجاري المخلوطة بمياه الشرب والري داخل أنسجتنا.
وبدلاً من منافسة الدول المتقدمة في العمارة، انتشرت العشوائيات لتضم «الأحياء» الذين لم تسعهم المقابر!.. واصبحنا في ذيل قائمة دول العالم غير المتحضر في الرعاية الصحية، والتعليم.. وغيره الكثير.
لن اطيل عليكم.. ولكن لا تتوقعوا احكاماً تشفي غليلكم فيمن دمر بلدكم، وسوّد أيامكم، وقضى على مستقبل ابنائكم، ولا تصدموا اذا صدرت الاحكام.. ناعمة حريرية.. ولا تلوموا المستشار رفعت ورفاقه، فالقاضي انما يحكم بما أمامه من أوراق قدمتها النيابة العامة، .. والنيابة العامة تقدم التحريات التي تفضلت بها اجهزة الشرطة المختلفة، واجهزة الشرطة لم تكن حاضرة اثناء «إحراق» هؤلاء المجرمين لمصر، فقد كانت مشغولة بجباية الأموال من اصحاب السيارات بدعوى مخالفة القانون، وحماية رجال الأعمال الفاسدين، وترسيخ امن النظام.. حتى سقط في 18 يوماً!!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66