fiogf49gjkf0d
  

محمد مرعي: يكتب عن دوافع اختياره لشفيق رئيسا لمصر

"يسقط.. يسقط حكم العسكر" مبدأ مرفوض مرفوض.

الهاتفون.. "يسقط حكم العسكر" يتبنون سقوط المؤسسة العسكرية.

دعوة إلى ثقافة جديدة ووعي جديد:

-        الحرب امتداد للسياسة بوسائل أخرى

-        عندما يعجز رجال السياسة يتقدم العسكريون لتحقيق الأهداف

-        ضرورة التناغم بين أهل السياسة وأهل الحرب

انتهت المرحلة الأولى من انتخابات رئيس جديد لمصر.. وهي المرحلة التي شهدت انتخابات المصريين العاملين في الخارج.. وفي اعتقادنا أن انتخابات هذه المرحلة ستلعب دورا رئيسيا في تحديد شخصية الرئيس القادم.

وبمناسبة انتهاء انتخابات هذه المرحلة فبإمكاننا التأكيد على عدة حقائق:

* ان الشعار الذي رفعه البعض في هتافاتهم "يسقط .. يسقط حكم العسكر.. شعار مرفوض مرفوض وذلك لعدة أسباب منها:

&e633; أن العسكري مواطن مصري له حقوق وواجبات كما "للمدني" طالما كان مواطنا شريفا هدفه خدمة الوطن.

&e633; أن تقسيم الشعب إلى "مدنيين وعسكريين" لا يحدده الزي الذي يرتديه المواطن وهو تقسيم عنصري تماما.. كما نميز بين الأبيض والأسود!!

&e633; أن العسكري يعمل في إطار محدد بضوابط دقيقة ومبادئ وأخلاقيات هي خريطة طريق لحماية الوطن خارجيا وداخليا.

* شعار البعض الذين رفعوه في هتافاتهم: "يسقط.. يسقط حكم العسكر" يوحي أن الشعب في مواجهة "استعمار" أو "محتل غاصب" أو مواجهة مع عدو يجب قهره وهزيمته.

* المطالبة بسقوط العسكريين هي مطالبة بسقوط المؤسسة العسكرية التي وجدت أساسا لحماية الوطن والدفاع عن مصالح الشعب العليا.

* المطالبة بسقوط المؤسسة العسكرية دليل عدم وعي وافتقار ثقافي.. يجب أن يختفي من حياتنا وخاصة عند شبابنا. 

&e633;&e633;

خريطة الطريق التي يجب أن نمضي عليها لنواجه "قلة الوعي" أو"الافتقار الثقافي" هي ما أكده مفكر ومؤرخ وفيلسوف عسكري "بروسي" وليس روسي" اسمه كارل فون كلاوزفيتز" اعتمدت نظرياته وأفكاره كأساس للنظريات والإستراتيجيات العسكرية حتى يومنا هذا.

كارل فون كلاوزفيتز ولد عام 1780.. وشارك في أول عملية عسكرية وهو في سن الثالثة عشر أي في عام 1793.. نشأ في بيئة عسكرية فوالده كان ضابطا في الجيش البروسي وكذلك شقيقاه الأكبر منه.

وبدأ كارل فون كلاوزفيتز كعسكري من أول درجات السلم .. كحامل علم وهي أصغر رتبة في جيش بلاده.. رغم أنها كانت مصدر للزهو الافتخار.

&e633;&e633;

دعونا نقرأ ما كتبه  كارل فون كلاوزفيتز بعد معركة شارك فيها واستمرت 6 أشهر.. أرض المعركة جبال وعرة وغابات كثيفة.. كتب كارل فون كلاوزفيتز يصف مشاعره:

"أخيرا وبعد مسيرة متعبة منهكة وجدنا أنفسنا فجأة على السلسلة الأخيرة من جبال أرض المعركة وقد امتد أمامنا وتحت ناظرينا وادي"الرين" الجميل.. في هذه اللحظة بدأ لي أن الحياة التي كانت جدباء وقاتمة قد أصبحت جميلة ومشرقة.. وانتقلت من الدموع إلى الابتسامات وبقيت دائما أطمع أن أعيش مرة أخرى هذه اللحظات".

بقي كارل فون كلاوزفيتز طوال حياته التي امتدت 51 سنة ومعه زوجته اللطيفة والمثقفة ينشغلان بتأليف كتاب موسوعي بعنوان "فن الحرب".. لم ينشغل بتربية الأبناء لأنه لم ينجب.. وبعد وفاته عام 1831 وجدت بين أوراقه أوراق بخط زوجته أملاها عليها.

&e633;&e633;

نظريات كارل فون كلاوزفيتز تضمن على نحو ما سبق نظريته في الحرب أو عن الحرب والتي بقيت أساسا للنظريات الإستراتجية والتي تدرس أو تطبق في المعاهد والكليات العسكرية.

ما كتبه كلاوزفيتز وهو يتحدث عن اللحظة الفارقة بين الحياة الجدباء القاتمة واللحظة التي يشعر فيها العسكري بالمتعة والجمال أكد ما قاله لي أحد القادة العسكريين في ستينيات القرن الماضي خلال حوار جرى معه وكان في ذلك الوقت برتبة لواء:

حياتنا منذ البداية.. في مناوراتنا ومعسكراتنا .. أو خلال المعارك التي نخوضها دفاعا عن الوطن ونحن في الصحراء بعيد عن الراحة والاسترخاء نبدأ فيها يومنا بالشرب من إناء وبجواره إناء نتبول فيه!!

لكن ماذا عن نظريات كارل فون كلاوزفيتز في الحرب في كتابة الموسوعي "في الحرب" والذي صدر في ثلاثة أجزاء ويعد مرجعا للمفكرين العسكريين أو السياسيين على حد سواء.

&e633;&e633;

بسرعة تتلخص نظريته في أن:

"الحرب امتداد للسياسة بوسائل أخرى" ولأن الحرب هي أعلى أشكال السياسة.. فهي تتبع دوما من وضع سياسي ولا تنتج إلا عن سبب سياسي.. فالحرب عمل سياسي بالدرجة الأولى.. تلجأ إليه الدولة عندما يعجز السياسيون عن تحقيق الهدف الذي رسمته لنفسها.. فكل حرب ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار السياسة التي كانت سببا في قيامها.. وينبغي على قيادة الحرب وإدارتها أن تتلاءم وتتناغم مع السياسة التي تخدمها فلا ينبغي أن ننظر إلى الحرب على أنها غريبة عن السياسة ورجالها.. لكن تبقى الحرب وإدارتها مسئولية العسكريين، وينبغي أن تبقى درجة الترابط أو التناغم بين الحرب ورجالها والسياسة ورجالها دون التأخر أو التراجع عنها.

&e633;&e633;

من أجل ذلك وفي ضوء إيماني بنظريات كلاوزفيتز العسكرية وفي ضوء متابعتي "للعسكرية المصرية" وهي مصدر فخر واعتزاز وحيث اقتربت منها كمراسل عسكري في فترة من فترات مشواري الصحفي اخترت "أحمد شفيق" رئيسا جديدا لمصر.. وهو إنسان مثقف.. يحمل أرقى الدرجات العلمية إلى جانب قدرته الهائلة على القيادة والتنفيذ.. بعيدا عن الأقوال.. ومن المعروف أن أول خطوات النجاح تتجسد في إدارة الإنسان وإدارة المشروعات المقترحة.

بقي أن أقول:

ان أحمد شفيق كان قائدا لسلاح الطيران وكانت له شعبية داخل السلاح الذي يقوده.. وفي لحظة من اللحظات ربما شعر الرئيس مبارك أن شعبية شفيق تهدده فتخلص منه بنقله إلى موقع وزير الطيران المدني.. تماما كما تخلص من رجل عسكري آخر مثقف وله أيضا نظرياته ومؤلفاته وكتبه المترجمة هو المرحوم بإذن الله المشير عبدالحليم أبو غزالة.

وبقيت انجازات أحمد شفيق في الطيران المدني وفي المطار دليل صدق الرجل في شعاره المهم .. العمل لا الكلام.