fiogf49gjkf0d
عندما خرجت من مصر عام2002 فى شهر ديسمبر بعد تخرجى بعام واحد من الجامعة وعلمى بان ليس هناك قوى عامية سوف ترانا لانها عامية عن كل شيء فقررت الاختصار وعدم الانتظار والذهاب الى دولة عربية لاجد فيها لقمة العيش المناسبة لى ولاسرتى كنت افكر فى مصر هل سيحدث لها تغيير هل سياتى يوما على بلادى ولانرى فيها شبابا يتغرب ويتبهدل مثلى من اجل لقمة العيش . وانا صاعد الى الطائرة نظرت الى مصر وقلت لها والحزن والحسرة يملأان قلبى قول اليائس الوداع بلاعودة لانى كرهت فيها الظلم كرهت فيها الواسطة والمحسوبية كرهت فيها الجهل وعدم تقدير العلم والعلماء والمثقفين والمبدعين . نعم كرهنا فيها كل شىء لا يحقق احلامنا الوردية التى حلمنا بها فى الجامعة حلمنا ان نتخرج ونتوظف ونساعد فى رفعة بلدنا مصر ورقيها والحفاظ على اراضيها اليس هذا ما كنا نتعلمه طيلة الخمسة عشرة عاما التى قضيناها فى التعليم الا يتذكر احدنا اساتذاتنا وهم يقولوا لنا لكى تتخرجو شبابا صالحين تساعدون فى رفعة البلد ورقيها وكان هذا الكلام كان لاناس غيرنا فى بلاد غير بلادنا . تركنا البلاد وانا فى غربتى اتذكر قول ابى رحمه الله (يابنى البلد دى مفيش احسن منها بس لو يتركوها الحرامية ويمسكها حد يخاف ربنا ويتقى الله فى شعبها) رحمك الله ياابى فقد كم كنت اتمنى ان ترى بلادنا وهى على اعتاب استقلال حقيقى بايدى ابنائها . وبعد تسع سنوات تحدث المفاجأة التى كنا نتمناها وليس نتوقعها ينفجر البركان الثائر ينفجر البركان الذى ظل خامدا اكثر من ثلاثين عاما ينفجر على الظلم ينفجر على الاستبداد ينفجر على المتجبرين والمتكبرين فى الارض . نظرت الى بلادى وهى تولد من جديد نظرت الى الشمس وهى تشرق لاول مرة منذ ثلاثين عاما اشراقة لم نرها من قبل اشراقة تبعث بالامل والمستقبل المزهر المثمر لابنائها . نظرت اليها واقول لنفسى هل هذه مصر التى تركتها ونويت عدم الرجوع اليها مرة اخرى واجاوب على نفسى نعم انها مصر انها بلادى تولد من جديد على يد شباب ضحوا بدمائهم من اجلنا نحن الشباب البائس الذى خرج هاربا منها وتركناها لاعوان فرعون الظالم المستبد شباب باعوا دنياهم لاجل حياة الاخرين وبعد تحقيق الحلم المستحيل ماذا راينا وجدنا بلادنا مثل الجريح الكل يرد ان ينقض عليها لا احد يريد ان يساعدها لا فى الداخل من ابنائها ولا من الخارج الذين تركوها تموت وكأنها تركة تم حصرها من قبل الورثة غير الشرعيين لها ليتبادلو تقسيم المناصب عليهم دون النظر الى الورثة الشرعيين الحقيقيين لها نحن الشعب ، فهذا اخوانى وسلفى وليبرالى وعلمانى واشتراكى يتقسامون فيما بينهم مناصب للشعب والشورى والوزارات والرئاسة دون النظر الى مصالح الشعب المكلوم الجريح المغلوب على امره وهو يرى مصر بلده تنسرق مرة اخرى امام عينيه يرى بلاده وهى تقطع بالسكاكين الف قطعة ليأخذ كل منهم نصيبه نرى الاحزاب تتقاتل لاجل منصب او مكان ولا نرى اى قرار فى مصلحة الشعب فى محطات البنزين كما هى خاوية والانبوبة كما هى لا نجدها ورغيف العيش كما هو لا ياكله انسان والمواصلات كما هى لا نجدها والمستشفيات كما هى ليست للمرضى بل للموتى فقط . فما النجاح الذى قدمته هذه الاحزاب اذن ، نقول ان الاحزاب قدمت لنفسها وظائف رسمية ياخذون عليها رواتب من قوت الشعوب داخليا وضرائب الشعب خارجيا ولا نرى غيرهم اما فى القنوات الفضائية التى استفادت هى الاخرى او الجرائد التى لا نرى فيها الا تصاريح صحفية من عضو اخوانى او سلفى او ليبرالى اما الشباب الذين قاموا بما لم يقوموا به هم فانهم فى زيل الثورة او قل انهم تلاشو تماما مثلما تلاشت معالم مصر ونحن نرى هذا القتال الدامغ على رئاسة مصر وكانما الذى سوف يأتى لا يعلم بانه من الممكن ان لا يأخذ الا عاما واحدا ولم يحقق بعض برنامجه الا ونراه فى طرة او نرى مسيرات تطالب باسقاطه . اقول الى كل من جعل همه الشخصى فوق هم مصر الى الاحزاب والاشخاص الذين نسوا ان غضبة الشعب المصرى ليس كأى غضبة ارجعوا الى صوابكم وعودوا كما كنتم فى جميع ميادين مصر لانعرف من هو الاخوانى او السلفى اوالليبرالى او القبطى لا نعرف الى منصة واحدة كان يقف عليها الجميع هى منصة التحرير منصة مصر الغالية منصة العزة والكرامة ولا ابتغينا غير العزة والكرامة لاكلتنا الذئابا . حماكى الله يابلادى فانت اعظم بلد عندى احبك دوما ولن انساكى مهما طالت غربتى عنك