fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
لو كان «التباطؤ» رجلاً..
 
فجأة أصبحت الاخطار تهددنا من كل حدب وصوب، وبعد ان كانت الجبهة الشرقية هي الوحيدة التي تشغل بالنا، لوجود عدو غادر.. غاشم على الحدود، تعددت الجبهات لتضم الغرب حيث الثورة الليبية التي «تأخرنا» في دعمها،.. ثم «تأخرنا» في الاعتراف بسقوط النظام، ثم «تأخرنا» في تحديد موقفنا من «فلول» نظام القذافي المنتشرين في مصر،.. ثم «تأخرنا» في تقديم ملفات عروض محترمة للمشاركة في إعادة تعمير ما دمرته فترة اسقاط القذافي.
ولا ننسى نقطة التحول التي سببت «جفاء» بين المجلس الانتقالي الليبي والمجلس العسكري الحاكم في مصر، والتي أوضحها الليبيون صراحة في «تباطؤ» الاعتراف بهم في بيان رسمي للمجلس الانتقالي «استنكر» فيه هذا التباطؤ، ويبدو ان زيارة المشير طنطاوي في يناير الماضي لم تنجح في ازالة الجفوة والتئام الجرح، والدليل استمرار ضعف المشاركة المصرية في قوافل إعادة تعمير الشقيقة ليبيا.
هذا عن الجبهة الغربية التي تحولت إلى المصدر الرئيسي لتهريب السلاح غير الشرعي إلى مصر ليصل إلى أياد مختلفة ذات أهداف متباينة، كلها لا تصب في صالح استقرار مصر بالتأكيد، الأمر الذي شكل عبئاً كبيراً على الجيش المصري الذي يتولى حماية حدود المحروسة.
الجبهة الثانية هي الجنوب الذي يضم حدودنا الهادئة «تاريخياً» مع السودان الشقيق، غير أن تغير الظروف عقب نجاح اقتطاع دولة الجنوب، وما أعقب ذلك من توترات بين الخرطوم وجوبا، جعل الحدود الهادئة تشتعل بعمليات التهريب بكل أنواعه، بدءاً من تهريب «الأفارقة» المتواصل إلى إسرائيل، وانتهاء بتهريب السلاح.
ويبدو أن الأسابيع القادمة ستحمل «هموماً» أقسى وأكثر إيلاماً من مجرد مواجهة عمليات التهريب، أو مداواة الـ«جراح» المتراكمة من قضية «حلايب»، مع تصاعد المخاطر في قضية سدود أثيوبيا وكينيا التي تهدد مصر بالعطش.
ما دمنا نواصل سياسة «التباطؤ» التي جعلتنا ننتظر حتى نجحت استراتيجية فصل جنوب السودان التي ستعاني مصر الأمرين منها في المستقبل القريب؛ لأن نظام مبارك تغاضى عن التصدي لمخطط الانفصال الشيطاني، بسبب انشغاله بقضية التوريث، وغض النظر عن التحركات الاستراتيجية التي قامت بها إسرائيل في أحضان جنوبنا الحيوي، وسيطرت من خلالها بنجاح على السياسات الخارجية والمائية لدول منابع نهر النيل، وقدمت الغالي والنفيس لدول إفريقية تملك إغلاق «محبس» المياه عن نيلنا «النجاشي» فلا يعود «حليوه وأسمر»!
وأما الجبهة الثالثة فهي الامتداد الشمالي للجبهة الشرقية، وأعني حدودنا مع قطاع غزة، وما يحدث عليها بين الحين والآخر، سواء من خلال «الأنفاق» غير السرية، أو التهريب عبر المعابر، أو المسلحين الملثمين الذين يهاجمون المدن، ويفجرون خطوط الغاز سواء لإسرائيل أو للأردن الشقيق.
.. ما يخيف أن تفاقم مشاكلنا كان يعود في جزء كبير منه إلى البطء أو التباطؤ والتأخر والتأخير في اتخاذ القرارات المصيرية أثناء حكم «المخلوع المتخلي»، غير أننا - بعد أكثر من 15 شهراً على قيام الثورة - ما زلنا نعاني من نفس العقلية القديمة؛ وعلاقتنا بليبيا تحديدا خير دليل على ذلك!
اللهم ارزق مصر رئيساً شاباً قوياً حازماً حاسماً راشداً، لا يخشى فيك لومة لائم يخرجها مما هي فيه إلى رحابك الواسعة.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66