fiogf49gjkf0d
أحد الدبلوماسيين الإيطاليين قال:
الدبلوماسي يجلس على مقعد متقدم في مسرح تجري فوق خشبته أحداث كبرى يلعب بطولتها أشخاص مهمون.. وأحيانا يصبح هؤلاء الأشخاص في مقاعد صناع هذه الأحداث.
والصحفي هو الآخر يجلس في مقاعد متقدمه.. ليشاهد هذه المسرحيات.. يتفاعل معها وينفعل بها.. ويبقى دائما محافظا على متابعة ما يجري من أحداث صنعها أبطال تاريخيون.. ويقترب منهم ويتعرف على بطولاتهم.. ثم يسجل حكاياتهم موضوعيه.
حلقة (1)
"الثائر مزياني مسعود"
"فتحي الديب" أحد الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة 23 يوليو 1952.. احتل موقعا قريبا من قائد الثورة "جمال عبدالناصر"
قال لي فتحي الديب – يرحمه الله - إن عبدالناصر كلفه باعتباره واحدا من أقرب معاونيه "بتنفيذ سياسة مصر العربية اعتبارا من شهر مارس 1953.. وقال فتحي الديب إنه بدأ بتنفيذ الخطة التي وضعت تحت إشراف عبدالناصر وفي ضوء توجيهاته.
وقال أيضا:
إن عبدالناصر كلفه بتسجيل الدور النضالي لثورة 23 يوليو من أجل تحرير الوطن العربي.. وجاء هذا التكليف أكثر من مرة وتحديدا في عام 1961 وعام 1964.. في المرة الأولى كان فتحي الديب يتهيأ للسفر إلى سويسرا كسفير لمصر في العلن لكن المهمة التي كلف بها كانت الوقوف مع الجزائريين في مفاوضاتهم الشاقة مع فرنسا، وكان من نتائجها اتفاقية "أفيان" التي أدت إلى إعلان استقلال الجزائر.
وفي المرة الثانية كان بمناسبة تعيين فتحي الديب أمينا عاما للشئون العربية في التنظيم السياسي في ذلك الوقت والمعروف بالاتحاد الاشتراكي العربي.
وقال فتحي الديب إن عبدالناصر كلفه مرة ثالثة وفي هذه المرة كانت عام 1970 بحضور القذافي وأنورالسادات وحسين الشافعي.. ووصف تكليف عبدالناصر في هذه المرة بأنه أقرب إلى التعنيف أكثر من التكليف.
&e633;&e633;
نأسف للإطالة.. فالحديث ليس عن فتحي الديب كثائر أو كمناضل أو كواحد من الذين فجروا ثورة 23 يوليو.. إنما الحديث عن زعيم عربي ثائر كبير عرفه العالم العربي والعالم كله.. لكن دعونا نكشف عن اسمه في نهاية الحكاية التي روى تفاصيلها فتحي الديب.
&e633;&e633;
بعد ثورة 23 يوليو 1952 تفجرت ثورة أخرى على جزء من الأرض العربية مستلهمة روح ثورة يوليو.. تفجرت ثورة الجزائر في أول نوفمبر 1954.
ويقول فتحي الديب:
إن عبدالناصر في نهاية 1952 كلفني بمتابعة ما يجرى على ساحة شمال أفريقيا وما جرى فوقها من أحداث أبرزها:
&e633;&e633; إلقاء السلطات الفرنسية القبض على الملك محمد الخامس ونفيه مع أسرته إلى جزيرة كورسيكا.
وكانت توجيهات عبدالناصر لفتحي الديب:
نحن لسنا ضد الملكية أو الملوك وخاصة الذين لهم مواقف مشرفة.. والملك محمد الخامس واحد من هؤلاء وعلينا أن نقف إلى جانبه وجانب أشقائنا في المغرب، وعقدنا اجتماعا ضم ممثلين للمغرب والجزائر وتونس في 16/3/1954 وأسفر الاجتماع عن ميثاق عرف باسم لجنة تحرير العربي.
ويقول فتحي الديب:
خلال الاجتماعات شد انتباهي شاب جزائري ثائر.. سألت محمد خيضر "ممثل الجزائر" عن هذا الشاب.. أجاب خيضر:
اسمه "مزياني مسعود" شاب جزائري ثائر.. وصل حديثا إلى القاهرة بعد أن هرب من سجن الاستعمار الفرنسي الذي قبضوا عليه بتهمة رئاسته لتنظيم عسكري سري لحزب الشعب الجزائري.
تحدد لقاء مباشر بين فتحي الديب والشاب الجزائري الثائر مزياني مسعود في 15 أبريل 1954.. دام اللقاء ثلاث ساعات.. قال خلالها مزياني مسعود:
حضرت إلى القاهرة لثقتي الكاملة في ثورة 23 يوليو.. لذلك سنضع أمامكم الحقائق كاملة.. كل صغيرة وكبيرة.. الصراحة والصدق هما من الخطوات الأولى على طريق النجاح.. وفوجئ فتحي الديب بالشاب يقول له:
"مزياني مسعود" ليس اسمي الحقيقي.. إنه اسم مستعار..اسم حركي..اسمي الحقيقي أحمد بن بيلا.. جئت إلى القاهرة ممثلا لمجموعة قيادة التنظيم العسكري السري لحزب الشعب.. وإنهم مجموعة شباب مستعدون للتضحية بأرواحهم لتحرير شعبهم وأنهم مدربون عسكريا على استخدام السلاح وحرب العصابات.. ثم كان في الاجتماع الثاني في اليوم التالي.
&e633;&e633;
وقال فتحي الديب:
توجهت إلى منزل عبدالناصر وقلت له:
هذا الشاب يمكن الاعتماد عليه ومؤهل ومحل للثقة.. استمع إلى عبدالناصر لمدة ساعتين.. وفي النهاية سألني عبدالناصر:
إلى أي حد تثق في هذا الشاب؟
ورد فتحي الديب: أثق فيه ثقة تامة.. إنه من نوعية ثورية فريدة في عالمنا العربي وقال عبدالناصر:
أنا موافق على دعم النضال العسكري بالجزائر.. تابع الخطوات بكل دقة.. ووافيني أولا بأول..
أعتقد أننا كشفنا عن اسم الزعيم الذي فقدناه "مزياني مسعود".. أو أحمد بن بيلا.
.................................................
..................................................
غدا الحكاية الثانية عن "مزياني مسعود" الاسم الحركي لــ"بن بيلا"
وعنوان الحكاية درس في فن كتابة المانشيت الرئيسي للجريدة