fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
اللنبي.. وأصحابه
 
مشهد حرق شباب مدن القناة لدمية «اللنبي» المصنوعة من القش ضمن احتفالات شم النسيم، من أشهر المشاهد التي تميز احتفالات المصريين بهذه المناسبة التي تمتد إلى عصور الفراعنة.
تعود ظاهرة حرق دمية «اللنبي» في بور سعيد والإسماعيلية والسويس إلى ثلاثينيات القرن الماضي، تعبيراً عن الغضب الشعبي المصري ضد «الثور الدموي» اللورد والفيلد مارشال إدموند هنري هينمان اللنبي (23 / 4 / 1961 - 14 / 5 / 1936) الضابط البريطاني الذي اشتهر بعنفه ودمويته في حشد «تجريدة» من المصريين والبريطانيين لإخضاع منطقة الشام (فلسطين وسورية) عامي 1917 - 1918، واستطاع هزيمة العثمانيين، ودخل القدس مترجلاً على قدميه في 9 ديسمبر 1917، وهو أيضا صاحب التصريح الشهير بإنهاء الحماية البريطانية على مصر في 28 فبراير  1922، والمعروف تاريخياً بتصريح  28 فبراير.
وقد خلده المصريون على طريقتهم الخاصة بحرق دمية من القش ونشارة الخشب المغلف بالقماش سنوياً بعد كتابة اسمه عليها.
أما سبب اختيار يوم «شم النسيم» لحرق دمية «اللنبي» فقد جاء مصادفة، إذ تصادف مرور السفينة التي حملته إلى بلاده لآخر مرة في قناة السويس يوم شم النسيم، وكان المحتل البريطاني قد فرض على سكان مدن القناة «حظر التجول» حتى تمر سفينته بسلام، مما زادهم حنقاً عليه وغيظاً منه، فخرجوا إلى الشوارع فرحين بمغادرته، حارقين دمى كتبوا عليها اسمه، فصارت «عادة» سنوية تختص بها مدن قناة السويس الثلاث.
هذا هو شعب مصر الفطري، لا ينسى من أساء إليه، ويرد له الصاع صاعين.. ولكن بطرق مبتكرة ودون إيذاء.. لذلك لم أفاجأ عندما طور المصريون أقدم محكمة ثورية عرفوها ليحاكموا من خلالها رموز الفساد الذين يكرهونهم، فعلى مدى السنوات الماضية انضمت إلى اللورد «اللنبي» شخصيات ثانوية كرهها المصريون، وعبروا عن كراهيتهم لها بإحراق «دمى» تحمل أسماءها ومواصفاتها، ومن أشهر هذه الدمى: جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل الشهيرة، وموشي ديان وزير دفاع جيش إسرائيل، وبنيامين نتنياهو.. ولم ينج من الحرق.. جورج بوش وكلينتون، ووزراء تموين رفعوا الأسعار على الشعب.. وحتى محافظون لم يجدوا قبولا لدى «أبناء القنال» كما يطلق عليهم.
أما هذا العام فكان التطور الجديد هو أن أبناء «القنال» رأوا أن هناك رموزاً جديدة تستحق «الشنق» قبل الحرق.. فصنعوا «دمى».. أو «عرائس» - كما يسمونها - للمخلوع ورموز حكمه، وعبروا عن رأيهم برقي وذكاء عبر شنق «عرائس» مبارك والعادلي، وعزمي وننوس عين أمه «جيمي»، وأضافوا لكل هؤلاء دميتين لسيادة «الولاء».. وسيادة الشفيق!! ومنا إلى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الذي أكد «استنطاع» الرأي الذي أجراه أن سيادة «الولاء» هو جنرال قلوب المصريين، بنسبة %31.
وكل شم نسيم ومصر طيبة.. أما أهلنا في «القنال» فتعيشوا وتشنقوا.. وتحرقوا.. كل الفاسدين!.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66