fiogf49gjkf0d

محمد مرعي يكتب عن:                                                                 حلقة (4) 

قراءة في وثائق تاريخية

                        الصورة بعد 58 عاما

في 26/8/1952 أي بعد نجاح الثورة ونفي الملك فاروق، تقرر نقل عبدالمنعم عبدالرؤوف إلى حدود فلسطين لتدريب قوات البوليس الفلسطيني.

ويقول عبدالمنعم عبدالرؤوف:

انه ذهب إلى مبنى القيادة والتقى مع عبدالحكيم عامر وصلاح سالم، وسلمهما مذكرة يطلب فيها العودة إلى صفوف القوات الجوية، وخاصة بعد عودة الضابط حسين ذوالفقار صبري للطيران.. وقلت نفس الكلام لعبداللطيف بغدادي.. كنت اعتقد أن عدم عودتي إلى سلاح الطيران فيه مساس بكرامتي.

ويقول عبدالرؤوف:

بغدادي قال لي: أنت متغيب عن الطيران منذ سنين..

وعلق صلاح سالم:

نحن لا نستغني عنك في سلاح المشاة.. وأبلغت أنور السادات برغبتي في العودة إلى سلاح الطيران.. فقال لي:

نعمل لك أيه؟

إحنا ماشين يمين وأنت ماشي شمال.

ويكمل عبدالرؤوف:

رآني عبدالناصر.. فناداني لكني كنت متأثرا فاعتذرت وواصلت سيري إلى الخارج.

&e633;&e633;

تصاعدت أزمة عبدالمنعم عبدالرؤوف:

هو يرغب في العودة إلى سلاحه الرئيسي وهو قيادة القوات الجوية أو سلاح الطيران والقيادة الجديدة ترفض، بينما ساعدوا آخرين في العودة إلى القوات الجوية.. ووضعت أمامي العراقيل.. وكتب إلى قيادة الفرقة الأولى مشاة التي ينتمي إليها بعد نقله من الطيران.. وجاء في خطابه:

أرجو معاملتي بمثل معاملة زميلي حسين ذو الفقار صبري وغيره..

&e633;&e633;

ثم التقى بجمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر.. كان عبدالناصر وقتها نائبا لرئيس الوزراء وعامر الذي تمت ترقيته من رتبة الرائد إلي رتبة اللواء ليصبح قائدا عاما للقوات المسلحة.

ودار حوار بينه وبين عبدالناصر على النحو التالي:

* لم أكن أعلم أنك هنا.. تلقيت مكالمة من عامر فحضرت.

** رؤوف يسأل عبدالناصر عن ابنتيه هدى ومنى وابنه خالد.

*عبدالناصر:

أود أن تزورني مع زوجتك

**عبدالرؤوف:

لكن الحراسة حول منزلك شديدة.

*عبدالناصر:

عباس رضوان يدلك على الطريق.

**عبدالرؤوف:

أريد أن أعود إلى القوات الجوية.. أنت تعرف موقفي قبل وأثناء الحركة.. وأذكرك بمبايعتك للإخوان المسلمين في عام 1942 .. وأن الإخوان هم أصحاب الفضل الأول في هذه الحركة.. ومن حقي أن أكون عضوا في مجلس قيادة الثورة.

&e633;&e633;

يوم 17/11/1953 التقى عبدالمنعم عبدالرؤوف بعبد الحكيم عامـر القائد الـعام ودار الحوار:

- عامر: لا مانع من عودتك إلى القوات الجوية بعد أن ترقى إلى رتبة لواء بشرط:

* نقلك إلى الطيران المدني

* ولا ترتدي الزي العسكري

* ان تحال بعد سنتين إلى المعاش!!

- عبدالرؤوف:

لماذا تحرمونني من الزي العسكري.. وتعملون معي كل هذا؟

- عامر:

* أنت الذي عملت في نفسك هكذا .

وطلب عامر عبدالناصر بالهاتف وكرر له ما قال لي.. وأعطاني سماعة التليفون.. وكرر عبدالناصر ما قاله عامر لكني رفضت.

وفي يوم 21/11/1953 تم لقاء آخر بين عامر وعبدالرؤوف:

- عامر:

الجيش لا يحتمل اثنين أنا وأنت.. عليك أن تختار أن تبقى في رتبة "بكباشي" مقدم وتتم ترقيتك حسب الدور أو تقبل ما سبق أن عرضته عليك.

يقول رؤوف:

قبلت ما سبق عرضه علي.. أرقى إلى رتبة لواء وأنقل إلى سلاح الطيران ثم الطيران المدني.. بدون ارتداء الزي العسكري.. وأحال إلى التقاعد بعد سنتين.

................................

................................

اتصل عبدالرؤوف بالمرشد العام حسن الهضيبي.. زاره في منزله.. اشتكى له وقال له:

أخشى أن يحدث مع الضباط الإخوان المنتمين إلى الجيش كما حدث معي!! واضح أن القيادة الجديدة تنوي البطش بالإخوان عسكريين ومدنيين.

رد الهضيبي:

إذا كان الجيش قد فصلك فالإخوان يرحبون بك.

وأضاف الهضيبي:

أكلفك بحصر الضباط والصف ضابط والعساكر الإخوان.. وتنظيم وتدريب النظام الخاص.

عبدالرؤوف للهضيبي: 

لعملية الحصر المطلوبة أقترح تشكيل لجنة من أبوالمكارم ومعروف الحضري وحسين حموده وأنا معهم.. أما بقية التكاليف فلقد أرسلت إليكم تقريرا وفي انتظار موافقتكم من أسبوعين للتنفيذ.

&e633;&e633;

وتمضي الأيام سريعا.. لنصل إلى يوم 18/1/1954 وفي الساعة الثامنة مساء..

المكان منزل عبدالمنعم عبدالرؤوف.. المشهد: رؤوف وزوجته يتجاذبان أطراف الحديث وفجأة يدق جرس الباب بعنف.. وبسرعة عبدالمنعم عبدالرؤوف يفتح الباب .. ويجد نفسه أمام مفاجأة.

غدا نتابع القراءة

........................................