fiogf49gjkf0d
محمد مرعي يكتب عن: حلقة ( 3 )
قراءة في وثائق تاريخية
الصورة بعد 58 عاما
قررت "اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار "فصل" عبدالمنعم عبدالرؤوف" من عضويتها في بداية 1952 لأنه كان يحاول تجنيد الضباط للإخوان وليس لعضوية تنظيم الضباط الأحرار" على نحو ما سبق وكما أكد أحمد حمروش..
لكن عبدالمنعم عبدالرؤوف لم يعترف بذلك صراحة.. ورواه على نحو آخر.. تعالوا نطالع ما سجله عبدالرؤوف:
"منحت اجازة ميدان تبدأ يوم 18 يوليو 1952 على أن تنتهي يوم 26 يوليو 1952".
فما الصورة التي سادت في هذه الفترة، وكيف قضاها عبدالرؤوف؟
يقول عبدالرؤوف:
حديث الضباط الذين منحوا اجازة ميدان "حيث كانوا يعملون في العريش مع عبدالمنعم عبدالرؤوف ورافقوه في القطار إلى القاهرة" كانت تدور حول:
· حريق القاهرة في 26 يناير 1952 وعن أسبابه.. والذين دبروه.
· معركة انتخابات نادي ضباط الجيش ونجاح محمد نجيب مرشح الضباط في مواجهة حسين سري عامر مرشح الملك.
كانت هذه صورة ما يجري في القطار الذي أقل عبدالرؤوف وبقية الضباط من العريش إلى القاهرة.
لكن ما هي الصورة في القاهرة؟
يقول عبدالرؤوف: وصلت إلى بيتي .. التقيت بزوجتي وابنتي، وفي يوم 19 يوليو 1952 زرت شقيقيّ الكبيرين.."
ويقول:
"توجهت في صباح نفس اليوم إلى منزل عبدالحكيم عامر للسؤال عنه" فقد بلغ عبدالرؤوف أن عامر مريض.
ويضيف:
تبين لي من خلال الحوار معه أنه بحالة جيدة ودعاني لزيارته يوم 20 يوليو 1952 في منزله في حي العباسية.. ذهبت إليه في الموعد المحدد.. أخبرتني فتاة في سن الشباب لها ملامح عامر أنه غير موجود.. ولم يترك لي موعدا.. فانصرفت.
ويواصل رؤوف:
على بعد خطوات من منزل عامر التقيت بالصاغ "الرائد" صلاح محمد نصر.. سألني من أين أنت قادم؟ وإلى أين أنت ذاهب؟
أخبرته:
أنا قادم من منزل عامر بناء على موعد معه لكني لم أجده.
رد صلاح نصر:
أنا ذاهب إليه.. لقد ادعى عامر أنه مريض حتى يبقى في القاهرة "لوضع الخطوط الأخيرة للحركة"
يقول رؤوف:
قلت لصلاح نصر مدعيا أنني أعرف:
الخطوط الأخيرة للحركة تحتاج إلى سرعة ودقة أكثر مما تتصور.. فكيف تكون السرعة والدقة وعامر يخلف ميعاده معي!!
رد صلاح نصر:
الآن أنا قادم لأعطي عامر تمام!!
قلت لصلاح نصر:
اذهب لتعطي تمام!! وأنا ذاهب إلى بيتي لأستعد!!
..................................................
...................................................
في يوم 21 يوليو 1952 ذهبت أنا والدكتور مهندس حسين كمال الدين والمقدم أركان حرب أبو المكارم عبدالحي إلى منزل صلاح شادي "أحد قياديي الإخوان" الذي لم يسبق لي معرفته.. استقبلنا بحفاوة واخبرنا أن عنده في الغرفة الثانية ضيوفا.. عرفت فيما بعد أنهم عبدالناصر وكمال الدين حسين.
ويقول رؤوف:
بقيت في بيتي حتى 23 يوليو1952.. لم يتصل بي أحد من قيادة الجيش أو من مكتب الإرشاد.. رغم أن إذاعة القاهرة أذاعت أخبار الانقلاب واحتلال مبنى قيادة الجيش.. ورغم أن الأنباء قد وصلت إلى المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبي الموجود بالإسكندرية.. وبقيت طوال اليوم في منزلي.
ويقول عبدالمنعم عبدالرؤوف:
بعد غروب شمس ذلك اليوم (يوم قيام ثورة 23 يوليو) ذهبت إلى مركز قيادة الجيش مرتديا الزي العسكري لسببين:
· تهنئة قادة الانقلاب.
· تلقي الأوامر الخاصة بي كضابط في اجازة ميدان..
ويقول عبدالمنعم عبدالرؤوف:
صعدت إلى الدور الأول.. وجدت على باب القيادة الرائد "الصاغ" أركان حرب كمال الدين حسين.. سألته عن جمال عبدالناصر فأشار لي إلى مكانه.. فتوجهت إلى غرفة "عبدالناصر".
فماذا حدث.. ماذا دار بين عبدالناصر والمقدم أركان حرب عبدالمنعم عبدالرؤوف؟
................................
غدا نواصل القراءة في وثائق تاريخية مهمة في محاولة الإجابة عن سؤال:
هل الصورة تتكرر بعد 58 عاما.