fiogf49gjkf0d
 

 

محمد مرعي يكتب عن:                                                                حلقة (2)

قراءة في وثائق تاريخية

                        الصورة بعد 58 عاما

نواصل رصد صور المشهد السياسي المصري بحثا عن إجابة عن سؤال

هل يعيد التاريخ نفسه؟ وهل تتكرر صورة ما يجري حاليا.. وما جرى قبل 58 عاما.. وقفنا أمام شهادة المقدم عبدالمنعم عبدالرؤوف ممثل الإخوان المسلمين في تنظيم الضباط الأحرار.. والذي فصله التنظيم في بداية 1952.

يرجع عبدالمنعم عبدالرؤوف إلى عام 1949 حيث كان يقضي اجازة مرضية في القاهرة فيقول:

حضر إلي الملازم سيد مرعي.. طلب مني الاتصال بالدكتور يوسف رشاد (الذي كان مسئولا عن الحرس الحديدي الخاص بالملك فاروق وزوج السيدة ناهد رشاد التي لعبت دورها الفنانة نادية الجندي في فيلم امرأة حكمت مصر).

يقول عبدالمنعم عبدالرؤوف:

"في منزل يوسف رشاد التقيت بأنور السادات وبعض الضباط الشبان.." وفي هذا اللقاء تحدث يوسف رشاد مادحا ومثنيا على الملك الذي "لا يألو جهدا للعمل لمصلحة الشعب"

ويقول عبدالمنعم عبدالرؤوف:

أن يوسف رشاد طلب التخلص من رئيس حزب الوفد مصطفى النحاس باشا ووصفه "بالعميل الإنجليزي" والشهيد حسن البنا" لخطورته على القائد الأعلى للجيش وعلى أمن البلاد".

ويقول رؤوف:

"أمن الحاضرون على حديث رشاد بينما غمرني الغضب وصعد الدم إلى رأسي وبادرت بالانصراف وبعد أسابيع قليلة من هذا اللقاء تم اغتيال حسن البنا في مساء 12/2/1949.. "وكان قد سبق عملية اغتيال حسن البنا" انفجار عبوة ناسفة بالقرب من منزل النحاس باشا يوم 30/4/1948 .

&e633;&e633;

وفي شهادة عبدالمنعم عبدالرؤوف:

يوم 11/3/1949 رجعت قواتنا المحاصرة في الفالوجا بفلسطين.. كان من بينهم جمال عبدالناصر واجتمعنا برئاسة الصاغ محمود لبيب (قائد ضباط الجيش التابعين للإخوان) وانتهينا في الاجتماع إلى:

* الثأر لمقتل حسن البنا

* الحذر من أفراد الحرس الحديدي

* التخلص من النظام الملكي واستبداله بنظام إسلامي

* الاستمرار في تدريب ومد الإخوان المسلمين بالأسلحة والذخائر

ويقول عبدالمنعم عبدالرؤوف:

في 25 مايو 1949 تم استدعاء جمال عبدالناصر إلى مكتب رئيس الوزراء إبراهيم عبدالهادي باشا.. حضر اللقاء رئيس أركان حرب الجيش عثمان المهدي.. اتهم عبدالناصر بالانتماء إلى الإخوان المسلمين وتدريبهم.. أسرع محمود لبيب المسئول عن تنظيم الضباط الإخوان بإرسال راتب شهر إلى زوجة عبدالناصر وأبلغها أن الأخوان لن يتخلوا أبدا عن حمايتهم.

ويقول عبدالرؤوف:

في سبتمبر 1949 أبلغني عبدالناصر أنه يريد عمل انقلاب ولا يستطيع تجميع الضباط حول مبادئ الإخوان بسبب الأسلوب المتزمت الذي ينبغي أن يلتزموا به في حال انضمامهم إلى تنظيم الإخوان وهو:

البعد عن الخمر والميسر والنساء الساقطات وضرورة المواظبة على الصلاة ومحبة الجنود له والتزام الزوجات بالزي الإسلامي.. وضرب عبدالناصر مثلا كما يقول عبدالرؤوف:

أن خالد محيي الدين تركنا عام 1947 واعتنق المبادئ الماركسية!!

ويقول عبدالرؤوف:

عبدالناصر يريد ضم أكبر عدد من الضباط بصرف النظر عن التسيب الخلقي والتحلل من الزي الإسلامي لعائلة الضابط.

كما عارض بقوة طاعة الضباط لمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين ووصفهم بالتزمت.

ويضيف عبدالرؤوف:

قلت لعبدالناصر"إن التسيب في اختيار الضباط سيوقعنا في مطبات المخابرات وعدم ارتداء زوجاتنا للزي الإسلامي سيجعلنا أضحوكة.. أما قرارات مجلس الإرشاد فهي لا تصدر إلا بعد تمحيص من خبراء الجماعة.. وقد أثبتت الحوادث صحتها"

ويقول عبدالرؤوف:

احتكمنا إلى رأي الفريق عزيز المصري، واستمع إلينا وقال:

·       اعملا معا لطرد الإنجليز من مصر

·       تابعا الكفاح لإلغاء النظام الملكي

·       إياكما والخصام لأنه سيشتت قوتكما

·       أذا لم تتفقا فسيرا نحو الهدف متوازين كقضيبي السكة الحديد.

قلت أنا سأعمل بالنصيحة في إطار ما تسمح به أوامر الإخوان.

وقال عبدالناصر:

هدفي الأول إلغاء النظام الملكي.. وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار "صلاح سالم وعبدالحكيم عامر وخالد محيي الدين"

أبلغت لبيب بما قاله عبدالناصر فقال لي:

أبلغ عبدالناصر أن جماعة الإخوان متزمتة.. متزمتة.

................................................................

...............................................................

نتابع القراءة في شهادة عبدالمنعم عبدالرؤوف غدا..