fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
لمبة.. «حمرا»
 
يقال والعهدة على الراوي.. والراوي هنا صديق عزيز يعمل صحافيا برلمانيا منذ عقود، عاصر خلالها 3 رؤساء مجلس شعب، يقول صديقي: ان رئيس المجلس، وهو في أوج نشوته بالانتصار وفرحته برئاسة اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، وبينما هو جالس على عرش رئاسة مجلس الشيوخ مزهوا بالنجاح الساحق لحزبه الساعي لجمع «المجد» من اطرافه كلها، موزعا شزر النظرات تجاه «المستقلين»،.. مطلقا قذائف الكلمات الى نحور الليبراليين، موزعا الابتسامات الباهتة تجاه الوفديين، وغير الباهتة نحو السلفيين،.. وموجها لاذع النقد إلى عصام سلطان نائب «الوسطيين» (نسبة لحزب الوسط)، مطمئنا الى الموافقة على مشروع قانون عزل الفلول، الذي يتم تفصيله على مقاس سيادة «الشفيق» فريق وسيادة «الولاء» سليمان – لا يحكم المولى بهما على شقيق أو صديق – وبينما رئيس المجلس على هذه الحال، إذ جاءه راكضا أحد المساعدين.. وهمس في أذنه بكلمتين انقلبت بعدهما ملامح وجهه ورفع الجلسة المهمة، وسارع مهرولاً إلى مكتبه، وأشعل اللمبة الحمراء ساعة، وهو يتلقى مكالمة «ساخنة»، خرج بعدها وهو يبسمل ويحوقل ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وتبدلت حاله من فرح وسرور وحبور، إلى هم وغم وتفكير عميق، وظل يفكر ويفكر.. ثم أخذ يفكر ويفكر، ورفض أن يكشف لخلصائه ومعاونيه عن سر المكالمة المهمة، ودارت الهمسات واللمزات في «البهو الفرعوني» الشهير، بين النواب والإعلاميين، وكان أهم ما تأكد أن المكالمة كانت من «قيادة سياسية رفيعة»، وبينما الناس يفكرون ويحللون ويتغامزون، ويتلامزون، إذ بالمنادي ينادي خلصاء الرئيس، ورموز قيادات الحرية والعدالة، ووكيلي المجلس وبعض المخضرمين، إلى اجتماع عاجل ومغلق في حضرة الرئيس، وسارع العسس والحراس للحيلولة بين المجتمعين وبين الإعلاميين والبصاصين الخباصين، وما هي إلا ساعة حتى خرج الجميع، وقد أصبحت حالهم مثل حال رئيسهم.. ذاهلين.. سارحين.. شاردين بين البسملة والحوقلة والاستعاذة من الشياطين، وما هي إلا هنيهة، حتى انتشرت الأخبار عبر وكالة «يقولون».. مفادها أن تهديداً شديد اللهجة تلقاه رئيس المجلس في شكل إنذار أخير بأن الموافقة على صدور قانون «منع ترشيح الفلول» قد تكون المسمار الأخير في نعش المجلس، بعد أن فاض الكيل من حالة «النشاط الإيجابي» التي انتابته أخيرا، والتي أسفرت عن الموافقة على مشروع تعديل قانون العاملين بالدولة وتثبيت المؤقتين، ومشروع عدم إحالة المدنيين للقضاء العسكري،.. والأهم إقرار الحد الأقصى للأجور الذي يشمل الغني والفقير و«المشير» والغفير، و«القاضي» والوزير.
وتوقعوا صدور قرارات مفاجئة.. وردود فعل صادمة خلال الأيام القادمة.. وادعوا معي أن يلهم المولى تعالى أولي الأمر.. أقصى درجات ضبط النفس، حتى «نعبر» على خير.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66