fiogf49gjkf0d

ذهبت الثورة وكشفت العورة

 بقلم : محمد جمعة : *

مضت الايام سريعا حتى خبت نار الثورة واصبحت مليونيات التحرير من الايام الخوالي نتذكرها بين الفينة والاخرى ، حين خرج الملايين متلاحمين متراصين كالبنيان جنبا إلى جنب في وجه الطغاة ، لمناهضة حكم العسكر وديكتاتورية رموز الفساد في وطن شاخ قبل الآوان.

مر عام وشهران وكانه قرن من الزمان شهدت مصر احداث سنظل نتذكرها ما امد الله في اعمارنا ، يروادنا الامل بالانتصار لثورة على المحك ، ثورة لم تؤت ثمارها بعد ، ثورة مضت وضلة الطريق وكشفت عورات الكثيرين ، بدء من المشتغلين بالسياسة من اصحاب الياقات البيضاء والمناصب الرفية مرورا بالمتاجرين بالدين وبالممتهنين للأسلام وصولا إلى الاغلبية الصامتة التي مازالت ترتضي المهانة، سيذكر التاريخ كلا بأسمه ، الاخوان وشهوة الحكم والسلف والرسوب المخزي في السياسة ويستمر مسلسل نقض العسكر لوعودهم بدء من ثورة 52 حتى ثورة 2011.

 لا استتثني احدا حتى نفسي لقد انشغلنا بالصراعات الجانبية والتجاذبات السياسية وافسحنا المجال للعسكر ليقوض الثورة ويعيد ترتيب اوراقه حتى اصبح يملك زمام المباردة ومفاتيح اللعبة فاصبحنا قاب قوسين من العودة لنقطة الصفر، اكتب اليوم لاسجل شهادة جيل قد يفوت فرصة تاريخية ليعيد وطن انحرف عن مساره إلى الطريق السليم.

وطن ادخلناه  نفق مظلم  فسبقتنا إليه خفافيش تعشق الظلام وتجيد اللعب فيه تتربص ببهية العجوز التي اثقلتها الديون وانهكتها السرقات ولم تعد قادرة على الحركة ، استسلمت لنا عندما قررنا الانتفاض لكرامتها لنعبر بها إلى الجانب الآخر من القرن الحادي والعشرين لعلنا نجد اكسير الحياة الذي يعيد لها شبابها ولنسطر فصلا جديدا في تاريخ ام الدنيا عنوانه عيش حرية عدالة اجتماعية.

نعترف انها كانت مغامرة غير مأمونة العواقب عولنا على ولادك يا مصر لنكمل المشوار لم نمانع في ان نحملك ونهرول إلى الأمام ، واجه شبابك الموت لم يردعهم سقوط اول شهيد ولم يثنيهم رحيل الآلاف من الشهداء ولن يوقفهم لو فتحوا النار علينا جميعا ، فارواحنا نقدمها قربان للحرية ، فسامحينا لو تعطل الركب قليلا فالامواج عاتيه والفاسدون متربصون بنا اعدادهم قليلة ولكن نفوذهم اقوى مما كنا نتصور.

لن يكفي شعار الثورة مستمرة حتى نطهر مصر، يجب ان نمضي في ثورة ثانية ننتزع بها حقوقنا من اذناب مبارك وتجار الدين ثورة ثانية تعيد الأمور إلى نصابها يكون شعارها لا للعسكر لا للاخوان لا للسلف ، نعم لشعب مصر ، لننتصر لإرادتنا ، لنعيد الهيبة لابناء المحروسة الذين طردوا بفعل فاعل مثل البرادعي وزويل.

ثورة ثانية على التخلف والجهل والفقر حتى لا نسمح لاحد باستخدام الواطن المصري البسيط ، فهل نفعلها لنكشف مزيدا من عورات ونسقط العديد من الاقنعة؟ ام نرتضي ان تذهب ثورتنا ودماء شهدائنا ادراج الرياح ويعتلي سدة الحكم في مصر مبارك آخر؟

صحفي مصري بالكويت