fiogf49gjkf0d
 

محمد عبد العزيز يكتب :

الصندوق الأسود لمبارك على جثث الأحرار

خلال ساعات ستظهر معالم الخطة الدراماتيكية للعسكر، لكن نعول على الفهم الثاقب للنخب من الشعب المصري الذين يتقون الله في وطنهم وينأون به عن المصالح الشخصية الضيقة ، وقد بدأ شعاع ذلك يضيء بخروج أكثر من قيادي سلفي يتحدث بشكل متفق مع الإخوان وقريبا سيجلسون على مائدة واحدة لدفع الشاطر آو أبو الفتوح أو العوا كي يفوتوا الفرصة على العسكر لتنفيذ خطتهم لإنتاج النظام السابق عبر شفيق أو موسى أو من سيظهر في اللحظات الأخيرة ، والله أسأل أن يولى أوطاننا من يصلح يارب انه ولى ذلك والقادر عليه .

الفقرة السابقة هي ما اختتمت به مقالي السابق  المعنون بـ " لنحذر العسكر يسعون لاستنساخ مبارك " وكان قبل ثلاثة أيام  . وقد حدث ما توقعته سالفا من إلقاء العسكر - بالتضامن من ساكني طره وأذنابهم – بالورقة الأخيرة في صراعهم مع الإسلاميين على منصب الرئاسة وظهر في اللحظات الأخيرة عمر سليمان متراجعا عن تصريحاته السابقة التي نفى فيها ترشحه وعاد الآن ليقول أنه ترشح استجابة ونصرة للشعب - أي شعب – أظننت نفسك عبد الناصر في 9 يونيو 1967 . وخرج الإعلام إياه ليهلل له معلنا انه لا غضاضة في عدوله عن رأيه إنها الديمقراطية والحرية وهو نفس الإعلام الذي وصف تراجع الإخوان بالنفاق ، وسريعا ما أثبتت الأيام بعد نظر الإخوان وصدق تحليلهم لأسباب العدول عن قرارهم بعدم تقديمهم مرشحا للرئاسة فظهرت خطة العسكر ومن يوالونهم في مسلسل إعادة إنتاج النظام القديم ووئد الثورة .

اكتمل ظهور معالم المخطط اليهودي الذي تعاون في رسمه أجهزة المخابرات في كل من  أمريكيا ومصر واسرائيل لإنتاج النظام السابق عبر عدة إجراءات أهمها ضرب التيار الاسلامى بكل الوسائل الممكنة مستخدمين كل الأسلحة الفتاكة وأقواها السلاح الإعلامي المأجور لصالح هؤلاء الشياطين الذين لا يريدون للإسلام أن تقوم له قائمة ،انه  يمثل لهم رعبا فينقلون ذلك الرعب إلى أنفس البسطاء في الشارع ويوهمونهم أن التيار الإسلامي فاشل رجعى وسيجنون من وراءه نصرته تضييق الحريات .

لكن" هيهات هيهات " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون " لن ينجح فريق الشيطان في العودة بمصر إلى الخلف في ظل ثورة قامت من أجل الحرية .

المخطط واضح وفاضح فما أسهل أن تزور أمريكا ما يفيد أن أم أبو إسماعيل تحمل الجنسية الأمريكية لإبعاد مرشح استشاطت إسرائيل رعبا من شعبيته الجارفة فى ربوع مصر . وما أسهل أن يبحثوا عن ثغرات قانونية تبعد سليم العوا بحجة الأصول السورية وأبو الفتوح القادم من قطر والشاطر والمثالب القانونية التي تحول من دون استكماله سباق الرئاسة لتخلو الساحة لقوى الشيطان من الليبراليين والفلول والعسكر الساعين إلى الخروج الآمن الذين ليس لديهم مانع لتحقيق ذلك أن يحاربوا التيار الإسلامي ويسلموا مصر لرجل المخابرات الأول الذي كان بمثابة الصندوق الأسود لحسنى مبارك طوال اثني عشر عاما وتخيره نائبا له بعد تنحيه عن سدة الرئاسة .

هذا الرجل الذي تحدثت عنه " ويكيليكس " كاشفا سعيه بخبث ودهاء إلى المط والتطويل في بحث أسباب الخلاف بين فتح وحماس ليظلا متخاصمين لأطول فترة ممكنة استجابة لرغبة إسرائيل الصديق الحميم لمبارك وسليمان ولطالما جمعتهم ولائم العشاء مع في قلب تل أبيب - بحسب ما أظهرته وسائل العام غربية لاحقا - والدليل أن المصالحة بين فتح وحماس لم تستغرق دقائق معدودة أعقاب تنحى مبارك وابتعاد سليمان عن الساحة .

 سليمان الذي أتهم شباب الثورة في 25 يناير أنهم ينفذون أجندات خارجية وقال إن الشعب المصري لا يستحق الديمقراطية لأنه غير مثقف ولا يدرك معناها . هذا الرجل الذي كان احد أهم أضلاع مثلث صفقة بيع الغاز لإسرائيل بأبخس الأثمان لن يحكمنا رغم انه المرشح الأفضل لأمريكا وإسرائيل ويرون فيه الصديق الوفي الذي يستطيع حفظ الآمن مع إسرائيل .

 وتشير صحيفة التليغراف البريطانية أن سليمان على اتصال دائم مع قادة إسرائيليين يدعمون ترشحه بكل ما أتوا من قوة  .

والله لن يكون يا سليمان – إن شاء الله – مهما حاربتم التيار الإسلامي لن تجلس على مقعد رئاسة مصر، لن يمنيك المصريين الشرفاء ذلك الحلم الذي خطط له الأمريكان والاسرائيلين خارجيا والفلول وراغبى الخروج الآمن داخليا .

 

ومع التلاحق السريع للأحداث خلال الساعات الأخيرة الحاسمة رشح حزب البناء والتنمية الداعية د صفوت حجازي للرئاسة وهو نكاية في إجراءات العسكر وتدبيرهم الواضح لدعم سليمان وحلقة في مسلسل ضرب التيار الاسلامى  .

كذلك تقدم السفير السابق عبد الله الأشعل لسباق الرئاسة عن حزب الأصالة السلفي بعد أن أعلن سابقا التنازل لخيرت الشاطر لكن المعادلة تغيرت والسياسة فن المؤائمات .

 كما فطن الإخوان لألاعيب العسكر والموالين لهم فأعلنوا ترشح رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسى كمرشح احتياطي يتقدم حال نجاحهم في إقصاء الشاطر عن طريق المخارج القانونية لأتباعهم .

وان كان العسكر قد تخيروا توقيت عامر بالخبث لظهور سليمان بهدف بعثرة أوراق التيار الإسلامي المتمثل في الشاطر وأبو إسماعيل والعوا وأبوالفتوح وارباك حساباتهم فلا يستطيعون ولا يسعفهم الوقت في لم شتاتهم والركض خلف بطلان اتهامات العسكر لهم التي نشروها عبر إعلامهم الفاجر للتنكيل والتحريض ضد كل من يحمل فكرة إسلامية .

 وأعتقد أنهم نجحوا في ذلك فقط ، لأنهم لن ينجحوا في ما تبقى من مخططهم فلن يمكنهم الشعب من تزوير إرادته ولن تنطلي عليه حيلهم الرامية إلى تخويفه من المرشحين الإسلاميين ، ولن يعود أذناب مبارك سواء سليمان أو شفيق أو موسى ليكون أول انجازاتهم الخروج الآمن للعسكر ولأرباب طره وإخراج اللسان للشعب الثائر والعودة إلى كبت الحريات وامتلاء المعتقلات وتغييب العدالة الاجتماعية . والله لن يكون ... والله لن يكون إلا على جثث الأحرار من هذا الشعب العظيم .