fiogf49gjkf0d
محمد عبد العزيز يكتب :
تغيير المواقف السياسية ليس سبة .. والشاطر مناورة
تصنيفي من الإخوان شرف لا أدعيه ، لكنى لا أنكر ميلي إليهم والى غيرهم من أصحاب الفكر السديد والطرح الإسلامى الوسطى المتعقل المتوازن ، لكنى أتعجب من المغالين في ضجرهم من الإخوان ، المتحاملين عليهم جراء قرارهم خوض غمار المنافسة على مقعد رئاسة الجمهورية ، وكأنهم وجدوا فرصة نادرة للنيل منهم والتقطيع فيهم لدرجة نعتهم بالمنافقين . وان كنت أختلف مع الجماعة في المبدأ ذاته – وهو أن يكون لها مرشحا للرئاسة - لكن أرى أن ما حدث لا يجعلنا نتحامل عليهم بهذا الشكل غير المسبوق .
فلنفكر بهدوء وتجرد الم يغير كثير من القادة على مر العصور سواء الإسلامية أو غيرها قراراتهم السياسية والحربية تبعا لتغير الزمان والمكان والظروف المحيطة ولم يرمهم احد بالنفاق ، علينا ألا ننساق وراء الأبواق الببغاوية التي يحلو لها أن تردد ما تسمعه من دون فهم لأبعاد اللعبة السياسية وما تقد تفرضه من خيارات تبدو للبعض خاطئة في حين هي عين الصواب – وقد لا أكون متفقا معها رغم صوابها – وأرى أن من الكياسة والفطنة أن يغير الشخص موقفه إذا بدا له ما قد ينجم من مساوئ نتيجة لإصراره على موقف سياسي ما . فالمسلم يجب أن يكون مرنا كالنبات يتمايل مع الرياح لكنه محتفظ بقوته لا تستطيع الرياح مهما بلغت من قوة أن تقتلعه .
وأعتقد أن قرار الإخوان سياسي – قصيرالعمر - خرج تحت ضغوط شديدة بعد أن علموا محاولات العسكر إنتاج النظام القديم عبر مساعدة بعض المحسوبين عليه مثل موسى أو شفيق أو سليمان ، كان القرار بعد أن هدد العسكر الإخوان بحل مجلسي الشعب والشورى ، وكان بعد أن مارس العسكر الديكتاتورية ورفض من دون وجه حق أن يستخدم مجلس الشعب سلطاته في سحب الثقة من الحكومة التي أثبتت عجزها عن حل المشكلات الحياتية للمواطن . ولا يعتبر مساندة الإخوان لحكومة الجنزورى في بادئ الأمر ذريعة للنيل منهم ووصفهم بأنهم يغيرون مواقفهم أيضا فإنما كان دعمهم للحكومة آنذاك لدواعي استقرار البلد ومنحها فرصة لإثبات ذاتها وتبيان قدرتها على العمل ، وكان قرار سحب الثقة منها بعد أن شعر الإخوان بأنين المواطن على مختلف الأصعدة .
وفى الآونة الأخيرة لدينا أمثلة عديدة لتغيير المواقف السياسية سواء من العسكر أو من اى فصيل آخر أو حتى أفراد فالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح – وهو من سأمنحه صوتي – قال إذا ترشح سليم العوا لن أترشح ومع ذلك تقدم للترشح ، وقال ترشحت لعدم وجود وجوه إسلامية ورغم وجود وجوه إسلامية غيره إلا انه استمر في الترشح . المرشح المحترم ثاقب الفهم سليم العوا قال مسبقا لن أترشح فأنا لا استطيع إدارة مكتب المحاماة الخاص بى فكيف لي إدارة دولة بحجم مصر لكنه تراجع وأعلن ترشحه . المستشار البسطاويسى ترك الكويت وعاد إلى مصر معلنا ترشحه ثم ما لبث ان انسحب وأخيرا عاد إلى سباق الرئاسة . وأخيرا البر ادعى قال لن أترشح للرئاسة ثم أعلن ترشحه قبل أن ينسحب فجأة . فلا أرى أن تلك النماذج قد أخطأت أو أنها قد نافقت الشعب وكذبت عليه فهكذا لعبة السياسة كر وفر وموائمات سياسية فلماذا هذه الثورة العارمة ضد الإخوان وان كنت أنا أفضل أبو الفتوح أو العوا أو أبو إسماعيل لقيادة مصر في المرحلة الراهنة ولتترك الفرصة كاملة للإخوان لتشكيل حكومة فهي اقرب للشعب من أي فصيل آخر واقدر على الإحساس بآلام المواطنين .
وأكاد أجزم أن الإخوان أذكى من الوقوع في براثن خصومهم الفرحين بما قد يحدث من تفتيت أصوات المرشحين الإسلاميين ، وأن ما حدث ليس إلا ورقة ضغط على العسكر لكي يسند إلى الأغلبية البرلمانية تشكيل حكومة جديدة برئاسة " الشاطر " الذي يستطيع أن يعمل ذكاءه وحصافته الاقتصادية وما يتسم به من جلدة وإيمان في قيادة الحكومة أفضل من حرقه فى منصب رئاسي لن تجنى منه مصر سوى بعض العزلة ، وسيتراجع الإخوان قريبا لترك الساحة للفرسان الثلاثة أبوالفتوح وأبو إسماعيل والعوا وفوز أحدهم يعضد المشروع الاسلامى الكبير الذي يعنى الإخوان في المقام الأول .