fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
«الحدايات».. المهاجرة
 
.. مباشرة.. وبصراحة نحن في أمس الحاجة لإعمال العقل قبل أن نفقد تعاطف القريب والبعيد.
وأول العقل ان نعترف بأن مصر في وضع «صعب وقاس وحرج» على أصعدة عديدة أمنية، واجتماعية، وسياسية، واقتصادية.. والأخيرة هي بيت القصيد اليوم.
.. اقتصادنا تم تدميره على يد نظام مبارك؟.. نعم.
.. ثروات مصر جرى «تجريفها» بيد رموز النظام السابق؟.. بالتأكيد.
.. هناك رجال أعمال لصوص «نزحوا» أموال الشعب وهربوا؟ بلاشك.
.. هناك «مستثمرون» غير مصريين، شاركوا في نهب أموال مصر، بعضهم طمعا في الغنيمة واستغلالا لمناخ الفساد السياسي والاقتصادي؟ لا أحد ينكر ذلك.
.. ولكن في المقابل هناك رجال أعمال مصريون شرفاء يتقون الله ويتحرون المكسب الحلال، وهناك مستثمرون عرب وأجانب «اضطروا» للتعامل مع النظام الفاسد وتلبية مطالب «الفاسدين» من رموزه، حتى لا تغلق مصانعهم، وتدمر مشاريعهم، ويشرد مئات الآلاف من المصريين العاملين فيها، لينضموا الى قوافل العاطلين.
وهذه الفئة الأخيرة من المستثمرين العرب والأجانب، هي ما أعنيه اليوم، وهم من يجب أن نطمئنهم إلى أنهم لن يدفعوا ثمن وجود نظام فاسد حكم مصر طوال 30 عاماً، وهم من يجب أن «نتصالح» معهم، ونشجعهم على إبقاء استثماراتهم في مصر، والتوسع فيها لإيجاد فرص عمل جديدة، ما لم يتم «إيجادها» ستحدث كارثة لا مناص منها، وستنفجر «قنبلة» البطالة في وجوهنا جميعاً.
في دراسة عن الأوضاع الاقتصادية في مصر للخبير الاقتصادي أحمد آدم، قال: «إن الانخفاض في حجم الاستثمارات الأجنبية بلغ درجة غير مسبوقة، حتى وصل بنهاية العام الماضي إلى 2.2 مليار دولار بعد أن كان منذ 3 سنوات فقط بحدود 13 مليار دولار، وكان أغلب هذه الاستثمارات قادم من دول أوروبا، وليس من دول عربية شقيقة كما كان شائعاً؛ إذ بلغت الاستثمارات المباشرة القادمة من أوروبا في 2010 6.1 مليارات دولار، تشكل %63.5 من إجمالي الاستثمارات التي دخلت في هذا العام والبالغة 9.6 مليارات دولار»، أي أن الاستثمارات الأوروبية كانت الأساس.
وبالطبع لن يبقي الأجانب - غرباً.. وعرباً – أموالهم في بلد يعاني مما تعاني منه مصر الآن.
وهؤلاء يجوز معهم التصالح، والتفاهم، والتراضي، وهناك العديد من الفتاوى تجيز ذلك للدكاترة: محمد فؤاد شاكر، وسعاد صالح، وجعفر عبدالسلام وحتى فضيلة المفتي د.علي جمعة.
.. ولكن تجب التفرقة التامة بين هؤلاء المستثمرين، وبين «الحدايات» التي هجرت مصر، حاملة بين مخالبها «الكتاكيت» و«الأرانب» و«الأفيال» بالعشرات والمئات، وحطت.. رجالها في أوكار الفساد المالي، والملاذات الآمنة للسياسيين الفاسدين، و«لصوص» الأعمال، وعاصمتها «لندن» التي تضم وحدها قرابة 30 سياسياً ورجل أعمال مصرياً هارباً بما حمل.. و«حوّل» و«هرّب».
وهؤلاء اللصوص والفاسدون الهاربون يجب ألا تأخذنا بهم شفقة ولا رحمة، وعلى أجهزة الدولة أن تبذل قصارى جهدها لإعادة ما سرقوه ونهبوه من أموال الشعب المسكين، وهذا العمل الوطني أمانة في عنق وزارتي الخارجية والعدل، ولنكشف للعالم أجمع سوء أفعالهم.. ولنفضح للدنيا كلها الأنظمة التي تدعي الديموقراطية والحرية وحماية حقوق الإنسان.. ثم تحمي الفاسدين والمجرمين واللصوص من تطبيق العدل والحق، وعيونها على أموالهم الحرام التي تملأ بنوكهم.
فاللهم زدهم «ضباباً» على «ضباب».. وألهم ولاة أمورنا عين الصواب.. وأذق الفاسدين صنوف العذاب..
وحمى الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66