fiogf49gjkf0d
مصر والسيرك الإعلامي الكبير- كتب/ سعيد مندور
 
غريب وعجيب أمر قناة الجزيرة مباشر (مصر) هذه القناة التي منعت من البث المباشر من القاهرة، ولكن ما زال إصرارها على هذا البث بكل الطرق عليه علامات استفهام كبيرة؟! ومن خلال متابعة المشاهد لهذه القناة وأنا منهم نحس بأننا جالسين أمام سيرك إعلامي كبير بيفكرنا بأيام زمان أيام (المولد) في مصر، ففي المولد في مصر تجد في مشهد واحد أركان متعددة فمنها ركن (الزار) وزواره ومرتديه المجذوبين والمشعوذين والناس الغلابة اللي مش فاهمين حاجة، وركن (الشجيع) اللي بيدفع أحمال الحديد على القضبان الحديدية لإبراز القوة وفرد العضلات، وركن بياع البطاطا السخنة والذرة المشوي، وبياع الترمس والبليلة واللب للتسالي، وبياع البالونات اللي تنتفخ بالهواء وبعد شوية تفرقع وبياع حب العزيز اللذيذ، وبياع الطرابيش الورق، وبياع الملابس الداخلية والخارجية، وتجد الكثير من الأركان والزوايا والفعاليات، وكله كوم وبتاع الثلاث ورقات كوم تاني ينسيك همك واسمك ويبيعك هدومك ويطلعك في الآخر خسران خسران أصله شاطر في لعبة الثلاث ورقات. وأثناء مشاهدة هذه القناة تحس هذا الإحساس مع اختلاف المنتج والبضاعة والمعروض، فشاشة قناة الجزيرة (مصر) تجد عليها في الخلفية شعارها الكبير الحجم بحجم الأعمى يشوفه وتجده مكرر في كل أركان الشاشة بأحجام مختلفة وكأنها تقول أنا هنا، علاوة على الخط الأحمر والذي يكتب عليه المحور الذي يحمل عنوان حوار الحلقة، ناهيك عن البار في الأسفل والذي يتضمن ما يدور في مصر من شرقها إلى غربها بطولها وعرضها والذي يحمل كل كبيرة وصغيرة حتى أدق التفاصيل والتي أحيانا لا تحمل أي فائدة إلا لأغراض معينة، علاوة على البار العلوي والذي يحمل رسائل الـ sms والتي لا نعلم من يرسلها ومن يكتب تلك الكلمات والعبارات الخارجة والجارحة لبعض المشاعر والأحاسيس للمشاهد أحياناً، ومنها من تحمل صب الغضب على هذا أو تؤيد ذاك والتي تجدها كلها ميول لأطراف على أطراف، وتقرأها تجد نفسك مشوش، ناهيك على المتحدثون في الحلقة (الضيوف ومقدم أو مقدمة الحلقة) والذين لا تستطيع التركيز معهم من كثرة المشاهد المعروضة على تلك الشاشة، علاوة على إضافة الجديد والمبدع من أفكارها لزيادة زخم الشاشة وهو حوارات (الفيس بوك) وهنا تظهر الشاشة وكأنها (مولد) من موالد مصر، ففي ظل هذه الشاشة المزدحمة تجد المشاهد وكأنه في حلبة صراع ما بين ( سماع- مشاهدة- قراءة- تركيز) كله في وقت واحد، فلماذا كل هذا؟!. ناهيك على تعمدها إلى بث مشاهد من الأيام الأولى لأحداث الثورة بين فواصل ما تقدمه من برامج وكأنها تريد أن تقول للمشاهد لا تنسى هذه المشاهد أبداً وهذا ما يسمى دس السم في العسل، علاوة على تكرار والتأكيد على تكرار كلمة (العسكر) (العسكر) (العسكر) والتي يركز عليها مقدمين تلك الشاشة وهنا نتذكر المثل (كثرة التكرار يعلم الشطار؟) على الرغم من أنهم يعلمون أن هذه الكلمة لا تمت لمصر ولا لقواتها المسلحة بصلة، فكلمة (العسكر) هذه تطلق على قوات احتلال وليست قوات وطنية يا أولي الألباب. ناهيك على تكرار الأخبار التي ليس لها أي قيمة لأنها ببساطة تذاع على القنوات المصرية ويشاهدها ويتابعها الجميع من المشاهدين داخل وخارج مصر، علاوة على تكبير أو تصغير الخبر كما يحلوا لهم؟!. فما تبثه قناة الجزيرة مباشر (مصر) ليس بجديد وتبثه القنوات الفضائية المصرية بشقيها العام والخاص.
 ولكن كما قلت فهو مولد وسيرك إعلامي كبير. فحفظك الله يا مصر،،
سعيد مندور
 Sism59@hotmail.com ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ