fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
أعجب الثورات في التاريخ
 
.. قبل أيام قليلة أعلن الحصان الأسود السابق في سباق الترشح لكرسي الرئاسة منصور حسن أن برنامجه الذي سيكون مفاجأة سيتم الإفصاح عنه خلال أيام، وقبل أن يفاجئنا الوزير السابق، ورئيس المجلس الاستشاري السابق بأنه أصبح أيضاً المرشح الرئاسي (السابق)، معلناً انسحابه من سباق الرئاسة، بعد أن أصدر بياناً أرجع فيه أسباب انسحابه إلى «الإشاعات» المغرضة التي انطلقت للنيل منه، وأنه مضطر للحفاظ على ماضيه المشرف، وأوضح ان .. «القوى السياسية التي تكرمت بالإعلان عن تزكيتها لي قد انقسمت من داخلها»، وانه «تم إبلاغه أن هذه القوى «لن» تتمكن من الإعلان عن تزكيتها نظراً لظروف خلافات داخلية خاصة بها».
وكان الواضح ان «القوى السياسية» التي ألمح إليها منصور حسن في بيانه هي «الإخوان المسلمين».
وبعد ساعات من انسحاب منصور حسن، الذي كان بمثابة «الحصان الأسود» الذي يتوافق عليه «الإخوان» و«المجلس العسكري»، أعلن وزير التنمية المحلية السابق محمود الشريف أيضا انسحابه متهما «المال السياسي» بأنه فاق كل تصور، وسيطر على المنافسة بين المرشحين، وبانه سيؤدي بهذا الاتفاق الهائل إلى تدليس إرادة الأمة.
ولم يكد الشعب المصري يستوعب الانسحابات حتى خرج مؤيدو اللواء عمر سليمان في الترشح للرئاسة معلنين أن سيادة «الولاء» نزل على رغبة الجماهير وتكرم بقبول الترشح للرئاسة، وخرج المتحدث الرسمي ومؤسس «الجبهة الثورية»، لترشيح سليمان للرئاسة صموئيل العشاي مبشرا المصريين بالخبر السعيد، بعد أن استقبل سليمان أعضاء الجبهة وأبلغهم الموافقة.
لم يسكت «الإخوان المسلمين»، وأصدر حزب الحرية والعدالة بيانا هاجم فيه صراحة حكومة الجنزوري وطالب بسحب الثقة منها لفشلها في إدارة شؤون البلاد - ومعه حق - ثم ألمح لعدم رضاه عن ترشيح عمر سليمان. وجاء الرد من المجلس العسكري، على طريقة «أوعوا  تنسوا تاريخكم» ليشتعل الموقف.. مع التهديد المبطن «بدراسة» ترشيح خيرت الشاطر، رجل الإخوان القوي للرئاسة، ليقع المصريون بين شقي رحى العسكري والإخوان.
.. ويسعى البعض الى «وضع» القطرة في عين المجلس العسكري، حتى «تحمر» تجاه الإخوان، مع تسريب تلميحات بإمكانية «حل» مجلس الشعب المنتخب (وهو ما أستبعده شخصيا).
الموقف المرتبك و«المربك» في انتخابات الرئاسة، يتناغم مع كل ما يحدث في مصر من إرباك وارتباك،.. ويظهر واضحاً لكل ذي رأس وعينين، أن القائمين على أمور البلاد، يدفعون العباد دفعاً للصراخ «ولا يوم من أيامك يا ريس»، مستخدمين في ذلك كل الأسلحة القديمة: غياب الأمن،.. اختفاء البنزين والسولار، نقص أنابيب الغاز، تعطيل المواصلات،.. باختصار.. «تكفير» الشعب بثورته، حتى يختار بنفسه، وفي انتخابات «حرة» و«نزيهة» نفس الرجل الذي اختاره له الرئيس المخلوع حسني مبارك!! بل وينظم «مليونية» عصماء تنطلق من ميدان روكسي لدعم نائب الرئيس السابق ومدير مخابراته اللواء عمر سليمان لرئاسة الجمهورية تحت شعار «عشان خاطر مصر.. انقذ مصر».
وإذا حدث ذلك ستكون الثورة المصرية هي أعجب ثورات التاريخ،.. خلعت الدكتاتور.. وأبقت على نظامه.. فخرج الشعب لينتخب نائب الدكتاتور المخلوع رئيساً للدولة!!.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
 
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66