fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
.. في انتظار «أبوسويلم»
 
«الأرض».. هذا الفيلم الذي شكل لقاء العمالقة الراحلين: عبدالرحمن الشرقاوي ويوسف شاهين ومحمود المليجي، ضم أحد أعظم المشاهد في تاريخ السينما المصرية، حسب رأي الناقد الفرنسي الشهير جورج سادول.
ومن ينسى مشهد الفلاح المصري الاصيل محمد أبوسويلم وهو مقيد الى حصان جندي الهجانة الاسمر، ويتم «سحله» لاخراجه من ارضه التي ينزعون محصولها، ويدقون فيها الخوازيق، إيذانا بشق طريق زراعي وسطها، يمر من امام «سراية» الاقطاعي محمود بك،.. والراحل الرائع محمود المليجي يغرز اصابعه المدماة في طين الارض رافضا تركها، بينما بقايا الاغصان المتكسرة، وجذور النباتات المنزوعة تفجر اشواكها الدماء من وجهه، في مشهد يجسد القهر والظلم والفساد والاستبداد من ناحية، والتصاق الفلاح المصري الاصيل بأرضه، ودفاعه عنها بحياته من ناحية اخرى.
تذكرت المشهد المؤثر، وأنا أتابع زيارة وزير الموادر المائية والري المصري د.هشام قنديل إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للمشاركة في الاجتماع الذي يضم أثيوبيا والسودان لبحث مستقبل العلاقات المائية بين الدول الثلاث، وتقييم مشروع «سد النهضة» أو «سد الألفية» الذي تزمع أثيوبيا إقامته على بعد 40 كيلومترا من حدودها مع السودان.
والأمر جد خطير، فهو يأتي ضمن سلسلة من التحركات الإسرائيلية للسيطرة على منابع النيل، وزيادة نفوذ تل أبيب لدى الدول التي يمكنها – وقت اللزوم - «تعطيش» مصر، في وقت كان فيه نظام مبارك المخلوع لا يهتم سوى بملف التوريث، تاركا ملف «النيل»، وقضية المياه - التي هي مسألة حياة أو موت- في يد الموساد، الذي استغل الموقف كأسوأ ما يكون الاستغلال، وقدم كل المساعدات والمنح والعطايا والتدريبات العسكرية والسلاح، والاستثمارات لدول المنبع، وبخاصة أثيوبيا، حتى أحكم سيطرته على قرارها، في غفلة من «المخلوع» وزمرته.
ولمن يشكك في ذلك فليرجع إلى أحاديث وزير الموارد المائية السابق د.محمود أبو زيد الذي أكد وجود مؤامرة إسرائيلية بدعم أمريكي للسيطرة على منابع النيل.
أقول لوزير الموارد المائية والري د.هشام قنديل: أعلم بأنه لا ذنب لك فيما أوصلنا إليه النظام السابق، لكننا جميعا نتحمل مسؤولية تركنا لمصر تصل إلى ما أصبحت فيه، وأنت الآن في موقع المسؤولية، فلا تتنازل، وتمسك بكل ما تعتقد بأنه حق، واحذر أن يذكرك التاريخ بأنك الوزير الذي سمح بتعطيش مصر، وسيسألك الله يوم العرض عليه عن الأمانة التي حملتها في عنقك.. أرجوك تمسك بحق مصر في كل قطرة مياه، فأنت تعلم تمام العلم دقة وخطورة الموقف، .. قواك الله وسدد خطاك.
وحمى الله مصر وشعبها من كيد الكائدين.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66