fiogf49gjkf0d
طيب!!!
نعم.. سرقوا «الجمل»
.. من ينسى المشهد المذل.. الحقير.. الفاضح.. للجمال والخيول، تقودها الحمير والبغال وهي تشن هجوماً همجياً بربرياً وحشياً على الثوار الحقيقيين في ميدان التحرير يوم 2 فبراير 2011، أثناء ثورة 25 يناير، وهي المعركة التي عرفت إعلامياً باسم «موقعة الجمل»، والتي اتهمت بتدبيرها مجموعة من رموز نظام مبارك المخلوع، ووزراء سابقون، وأعضاء في «الحزن الوثني» المنحل، وكان هدفهم إخراج الثوار من الميدان والقضاء على الثورة بغض النظر عن الضحايا والمصابين، ودون الأخذ بالاعتبار أي اعتبارات انسانية، او حضارية تتعلق بشكل «مصر» التي «ترمح» في ميدان تحريرها الجمال والخيول.. تقودها البغال والحمير، ليسقط 11 شهيداً، ويصاب حوالي 2000 مصري.
الحمد لله فشل مخطط «الجحوش» هذا، .. بل وأطاح غباء مخططيه بآخر أمل لمبارك.. بعد أن بدأ كثير من المصريين البسطاء يتعاطفون معه بعد خطابه العاطفي المؤثر، فازداد الناس تمسكاً بالوجود في ميدان التحرير، وتحول تعاطف الناس نحو الثوار.
المهم قُدمت البلاغات، وشُكلت لجنة لتقصي الحقائق، وأشارت أصابع الاتهام الى المخططين والمنفذين، وتم تحويلهم إلى القضاء، في ملف ضخم يضم كل أوراق القضية، وهنا بيت القصيد، هذا الملف الضخم الذي يضم أوراق أهم «معارك» الثورة، وأكثرها شهرة، والتي أدت لتغيير محوري ودرامي في خط سيرها.. «اختفى».. نعم اختفى بفعل فاعل، كما لو كان ملفاً لجنحة سب وقذف، أو فعل خادش للحياء.
«الخونة».. أذناب المخلوع، ومن يجعلون خدودهم، ولحى آبائهم.. وصدور أمهاتهم - لو لزم الأمر - .. «مداسا» لكل ذي منصب أو سلطان.. موجودون في مصر حتى الآن، وفي أرفع المناصب، وهم - بالمناسبة- موجودون أيضا في كل مكان وسيظلون حتى يوم القيامة. لكنهم غالبا ما يمارسون فعل «الخنوع» بذلة وانكسار، وهم يتلفتون حولهم حتى لا يلحظهم أحد. لكن أنصاف الرجال هؤلاء لم يجدوا من يردعهم، فتغولوا، واعتقدوا بأنهم كلما ازدادوا خنوعا وذلا وطاعة لأرباب نعمتهم الذين أوصلوهم إلى أرفع المناصب دون حق، ورفعوهم فوق رقاب الأكفاء، وأشلاء الموهوبين، احترمهم أسيادهم. غير عالمين بأنهم بذلك يزدادون تدنياً.. وحقارة.. ووضاعة تخرجهم من زمرة البشر.. وتجعل حتى الحيوانات تأنف منهم.
مقابل ماذا؟ يتحمل الواحد منهم ذنب الشهداء الأبرياء، وكيف يقوى ضميره على حمل جراح 2000 مصري؟ وهل تكفي أموال الدنيا أن يخسروا أنفسهم؟ (عفوا.. نسيت أنهم خسروها منذ قبلت قلوبهم الوضيعة حياة الذل والمهانة) واعتادوا أن يهزوا ذيولهم النجسة أمام أسيادهم حتى لو كان أسيادهم وراء القضبان،.. واستمرؤوا سيلان لعابهم أمام الفتات الذي يرميه لهم سدنتهم؛ حتى لو كان هؤلاء الطغاة مكبلين بالأصفاد خلف قضبان السجون،.. وكانوا هم في مقاعد العدالة نفسها!!.
يا سادة، انتبهوا لمهزلة قادمة تفوق مسخرة سفر الأمريكان في قضية التمويل الأجنبي، فهناك 10 متهمين في السجن، و15 متهماً من «الحيتان» ممنوعون من السفر ويحاولون بكل الطرق رفع منع السفر،.. (وبصراحة لا ألومهم.. إشمعنى الأمريكان!!).. احترسوا، فإذا وصل الفساد للقضاء – وأدعو الله ألا يكون قد تغلغل – فعلى الأمر السلام.
وحسبنا الله ونعم الوكيل في الفاسدين والمفسدين والخونة.. واللهم كل من يرد بمصر سوءاً فرد كيده في نحره.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66