fiogf49gjkf0d
فى الوقت الذى اكتب كلماتى هذه لا اشعر وانا لا اشعر بالراحه النفسيه تجاه ما يحدث فى الشارع المصرى من مشاهد يوميه متكررة ..الاحداث متشابهه وردود الافعال عليها لا تتغير ..الفعل ورد الفعل ..السوكيات هى نفس السلوكيات ..الوجوه هى نفس الوجوه ..الاماكن هى الاماكن .. لا يزال القائمون على ادارة شئون مصر غير قادرين على تغيير ما بداخلهم لا يريدون التعلم من دروس وعبر التاريخ ..لم يعد هناك تمييز ما بين الخير والشر ..ما بين الجميل والقبيح ..الضار والنافع ..تكاد كلمات من نوعيه ..التفكير والوعى والادراك والتأمل وسعه الافق ان تسقط من قاموس حياتنا ولا وجود لها فى روؤس حكامنا ..وصار قانون وما اريكم الا ما ارى هو المتصدر للمشهد المصرى ...يبدو ان الامر لم يعد تغيير نظام سابق فحسب حيث ان الاشخاص هم نفس الاشخاص مع تغيير فقط فى الاسماء ..اما العقليات فلا زالت هى نفس العقليات ..لا جديد فى مصر على مستوى الفكر والمنطق ..الاهتمام بالشعب يأتى فى مؤخرة اهتمام المسئولين فى البلد واستمر المنهج هو نفس المنهج ودستور هؤلاء نحو الشعب هو فاستخف بقومه فاطاعوه ..تمضى الدقائق والساعات والايام والشهور والسنوات ..ويبقى الكلام هو نفس الكلام والحديث هو ذات الحديث ...العيون حائرة ..العقول يكاد ان يصيبها الشلل الفكرى ..القلوب تتمنى ان ترى جديدا ولكن من اين يأتى الجديد ..لا يجد الشعب المصرى غير الاستهتار بعقول البشر ..كلمات تقال هنا وهناك واحاديث ورديه فى الفضائيات وصراخ ونحيب وعويل ولا تكاد ان تجد طرحا سليما لما يحدث فى الشارع المصرى تجاه ما تعانيه مصر من تحديات ..شعارات ووعود وعهود ننام على امل تحقيقها ..وبعد ان نصحوا تكون المفاجأه اننا امام سراب واضغاث احلام وواقعا مريرا ..لا يزال القائمون على ادارة البلاد يستنكرون وجودنا وعدم احترامنا او تقديرنا ..بل وصل الامر الى الاستخفاف والاستهانه بنا ولا اقول حتى مجرد التقليل منا ومحاوله اسقاطنا من الحسابات والسعى الحثيث الى طمسنا ومحونا ومحو ارادتنا ...السير على منهاج النظام السابق هو السائد وتكاد الا تجد عقولا سليمة فى الروؤس ولا افكارا ناضجه فى السلوك ولا ادراكا يتبع ..فقد اصبح شعور الكثير من المصريين بعدم احترام عقولهم يجعلهم يشعرون بالتحول الى اشباه الحيوانات ..فما يميز الانسان عن الحيوان هو العقل ..اذا لم تحترم عقول البشر فكيف يكون الامر فى هذه الحاله .. سوف يفقد الانسان انسانيته ومن ثم يكون التحول الى عالم البهائم مع ان هؤلاء لهم قلوب ولا لا يفقهون بها ..ولهم اعين ولكن لا يبصرون بها ..ولهم اذان ولكن لا يسمعون بها ..وصاروا كالانعام بل هم اضل ..ان ما يعانيه الشعب المصرى من تهميش واستخفاف وصل به الى درجه كبيره من اليأس والقنوط ..وعلى الرغم من اننى شخصيا لا اميل الى اليأس والقنوط ..الا ان ما يحدث من حكامنا لا يدعو بحال الى شيئ اسمه الامل والتفاؤل ..بل اكاد ان اصل ان الامل فى اصلاح نفوس هؤلاء الى الافضل يكاد ان يكون دربا من المستحيل او انه كلام مرسل لا اساس له من الواقع...عدم تحمل المسئوليه وسياسه الهروب امام اى حدث هو ما نراه ونلاحظه وقد وضح ذلك جليا فى كل الخطوب التى تعرضت لها البلاد بعد الثورة وهى كثيرة ,,ولكننى سوف اقف عند الحدث الاخير وهو قضيه التمويل الخارجى للمنظمات الاهليه فى مصر ..ولا ادرى هل بالفعل هى قضيه حقيقية ام انها كانت مجرد لعبه واهيه ارادت الحكومة والمجلس العسكرى استخدامها كوسيله ضغط على الولايات المتحده الامريكيه بغيه الحصول على بعض المكاسب المادية والمعنويه ولكن يبدو ان للعب اصولا لا يجيدها هؤلاء والنتيجه كانت سلبيه على جميع المستويات ..فى بدايه اللعبه تم الايحاء للشعب المصرى بوجود مؤامرات خارجيه على استقرار البلاد من خلال تمويلات خارجيه ..كانت سعاده الشعب المصرى تفوق الوصف ولما لا ونحن نرى او كما نتخيل ان القائمين على ادارة شئون البلاد فى قمة اليقظة والسهر على حمايه مصر من ايه اخطار قد تحدق بها ..بعدها خرجت بعض التصريحات من هنا وهناك حول تلك القضيه ..الجانب المصرى يؤكد صحه وقوة موقفه ومن ثم تم تحويل المتهمين الامريكيين الى القضاء ..فى هذه الاثناء بدأت التحركات الامريكيه من خلال بعض التصريحات الهادئة من خلال المطالبه بسرعه الافراج عن المتهمين ثم رفض مصرى بحجه ان القضاء المصرى هو المنوط بتلك القضيه ..التصريحات المصريه لم تعجب الامريكان فكيف لمواطن امريكى ان يقف امام محكمة مصريه ..هذه اهانه فى نظر الامريكان والتوقيت يفرض عليهم عدم السماح باستمرار تلك المهزله من وحهه نظرهم خاصه ان الحزب الديمقراطى الذى يمثله باراك اوباما يخوض نهايه العام الانتخابات الامريكيه ..من هنا كان الضغط الامريكى كبيرا فتاره يهددون بقطع المعونه الاقتصاديه والعسكريه وتاره اخرى بالضغط على اطراف اخرى بعدم تقديم مساعدات الى مصر فى ظل الظروف التى تعانيها مصر بعد الثورة من تدهور ملحوظ لاقتصادها ..وبعد محاكمات لا ادرى حقيقيه او هزليه كانت المفاجأه وهى وصول طائره امريكيه خاصه هبطت فى الاراضى المصريه بتصريح او بدون تصريح كى تقل المتهمين الى بلادهم بعد الاعلان عن دفعهم الغرامه المقررة بنحو 5 مليون دولار ..كانت الصدمة فى الشارع المصرى كبيرة ..غادر الامريكان وبقى المصريون يضربون كفا بكف ..حائرون ..يتهامسون يفكرون ويتسائلون عما حدث ..هل هم امام حقيقه ام خيال وهل ما حدث هو من افلام هوليود ام انه فيلم عربى تكون نهايته سعيده ام ما حدث كان فيلما هنديا ..لم يستطع كائن فى مصر ان يعرف حقيقه ما حدث فقد اراد الحكام ان يصيبوا الشعب بالجنون حيث خرج الجميع لينفى صلته بما حدث ..المجلس العسكرى تبرأ من اللعبه وكان نفيه بعدم المعرفه عذرا اقبح من ذنب فكيف لم يمسك بمقاليد الامور الا يعرف ..تصريحات كارثيه واتهامات متبادله ..المجلس العسكرى ينفى صلته بالقضيه ومجلس الوزراء لا يعلم ومجلس الشعب لا يعرف ومجلس الشورى لا يعرف والشعب المصرى لا يعرف ..الا يكون ذلك دافعا لجلب الامرض للشعب المصرى واصابته بمس من الجنون ..وقد فاتنى ان اذكر التصريح القوى الذى اصاب الشعب المصرى بالفرحه الطاغيه المؤقته على لسان رئيس الوزراء الدكتور الجنزورى ان مصر لن تستجيب لايه ضغوط امريكيه وانها لن تركع وهو ما ذكرنى بتصريحات المسئولين السابقين ويا ليتهم يتمسكون بما يقولون ولعل الشعب المصرى يعرف ويحفظ كلمات الراحل الفنان عبد الفتاخ القصرى من ان كلمته لن تنزل الارض ابدا ولكن امام شخطة من زوجته سرعان ما تسقط وهذا ما حدث فقد سقطت كلمة رئيس الوزراء ومن وراءه امام شخطة من امرأة اسمها هيلارى كلينتون ولا ادرى ماذا لو ان مونيكا عشيقه كلينتون الرجل هى من كانت مكان كلينتون المرأة ماذا كان سيكون رد فعل المسئولين فى مصر ؟؟؟ نريد فى مصر رجالا يحكمون فالشعب المصرى سوف يقف بكل تأكيد خلف رجل مصرى يحترم نفسه وشعبه ..ان يكون صادقا معهم تكون لديه شجاعه ادبيه واخلاقيه ..الشعب المصرى الان يعيش لحظات من الانكسار وفقدان الامل ..يعيش انحسار الثقه فيمن منحهم الثقه من قبل وصار هذا الشعور امرا واقعا ..هوة فقدان الثقه تتسع كل لحظة والغضب يزداد كما النار فى الهشيم ..فهل هناك من يأتى كى يعيد لنا الثقه المفقوده ..وهل هناك من يأتى ويكون قادرا على اخماد النيران التى تشتعل داخل نفوس الشعب المصرى الطيب ..اتمنى ذلك فى القريب العاجل ...والله من وراء القصد ...محمد محمود خليفه ..