fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
أبداً لن نركع.. فقد انبطحنا!
 
.. نقول في مصر: «إن طلع العيب من أهل العيب.. ميبقاش عيب».. أما وقد طلع العيب من الحصن الشامخ، والملاذ الأخير، والملجأ الحصين .. فماذا يمكن أن نسميه بالله عليكم وعلى كل عاقل في هذا الوطن؟
.. الجنزوري - دون ألقاب - وجع دماغنا بأن «مصر لن تركع لأمريكا أبداً»، والمرأة الحديدية.. وزيرة كل العصور «صدعتنا» بكارثة التمويل الأجنبي والعمالة والخيانة وأن مصر بها قانون صارم وقضاء شامخ، ثم «إذ فجأة» وعلى حين غرة، نفاجأ بـ «شلوت على قفانا»، يترك بوضوح «خطوطاً» حمراء ونجوماً زرقاء، لتطبع على كل واحد فينا، لا يستثني من ذلك أحداً، وايضا «إذ فجأة»، نجد أننا لم نركع.. بل اختصرنا المسألة فسجدنا مباشرة، إلا أن وضع السجود لم يكن كافياً للتكفير عن الجريمة الشنعاء -  في حق أنفسنا وليس في حق الأمريكان - فلم يمكث «حنجوريو» (لن نركع) والذين ورطونا بداية في وضع السجود إلا ثواني.. ثم تذكروا تاريخهم القديم، فلم يكتفوا بالسجود، وسارعوا في لمح البصر وقبل أن يردعهم أحد إلى ممارسة ما يجيدونه وما تعودوا عليه، «الانبطاح» على وجوههم فاردي الأذرع.. مباعدي الأرجل، بعد أن نسوا - من فرط تسرعهم - أن يستروا أنفسهم، فظهروا أمام العالم كما ولدتهم أمهاتهم، ولا عذر لهم سوى أن من وصل إلى أرذل العمر منبطحاً – يستحيل عليه الوقوف مستوياً!!
.. نعم.. فضحتونا أمام العالم.. و«جرستونا» قدام الخلق.. و«كسفتونا مع الدول» «اللي تسوى واللي ما تسواش»!
.. عارفين – الله يخرب بيوتكم – عملتوا فينا إيه؟.. أقولكم.. بعدما صدقنا أن هناك ثورة، وأنه حان الوقت أن نرفع رؤوسنا لأننا مصريون، ففعلنا وطالت رقابنا حتى ترتفع الرؤوس بين الأحرار، ونسينا أن «أقفيتنا» قد استطالت مع رقابنا، وكان يجب ألا نتركها مكشوفة لثلة «عواجيز» أدمنوا الانبطاح، واستمرؤوا الذل.. واستعذبوا طعم الهوان، واستطعموا مرارة الخنوع، حتى بات هواء الحرية النقي يحرق صدورهم، وشمس الحقيقة الساطعة تحرق عيونهم، ونسائم الكرامة تصيبهم بالخوف والهلع وارتعاد الفرائص.. وتخلخل الركب.
نعم نحن المخطئون، ولكنكم أنتم الخاطئون.
.. ماذا أقول؟.. وبماذا أعلق؟.. سبحان المعز المذل.. «آاااااي».. أصرخ بها عالية مدوية في وجه عبد «المذل» الذي «أذل» نفسه، وأذل «أسياده» وكنت أظن أن سيده هو ضميره فقط، ماذا فعلت بنفسك.. وبأبنائك وأحفادك الذين سيحملون عارك إلى «سابع» حفيد؟.. كيف تجرؤ على النظر في المرآة بعد اليوم؟ مهما كانت «الأوامر» التي صدرت لك، ومهما كان الشخص الذي أصدرها - أذلكما الله يوم العرض عليه أنت وإياه - أين ضميرك؟ ألم تفكر للحظة في سمعة مصر؟.. «مصر» التي لن تنجح أبداً أنت وأسيادك في إذلالها مهما فعلتم.. ومهما بلغ بكم سوء التخطيط وقذارة التفكير.. ودناءة التنفيذ.
ولأهل مصر أوجه حديثي.. ثقوا بشبابكم الذي فجَّر الثورة، هذا الشباب الطاهر النقي من كل التوجهات والأحزاب والتيارات، هو صانع الثورة، وهو من يجب أن يتحمل المسؤولية - ولا أقول يجني الثمار - ولا تلتفتوا لمحاولات تشويه هذا التيار أو ذاك الحزب، فهواء الحرية كاف للقضاء على كل العفن والبكتريا التي استطاب مقامها في صدور «العواجيز» طوال 60 عاما.. وثبت أن شفاء «عواجيز مبارك» منها مستحيل.
لا تلوموا أمريكا فقد فعلت مع مواطنيها ما يجب أن تفعله أي دولة محترمة.. الضغط لأقصى درجة في سبيل إعادتهم، ولكن اللوم كل اللوم على «غير» المسؤول المصري الذي وضع «مصر» التي لا يعرف قدرها في هذا الموقف المهين لكرامتها، واستقلالها، وسمعة قضائها، بغض النظر عن ما إذا كانت قضية «التهويل الخارجي» قانونية أم سياسية، وبغض النظر عما إذا كان قرار رفع منع السفر قانونياً أم لا، ودون الخوض في تفاصيل القضية.
أقول لعبد «المذل»، ولـ «غير» المسؤول ولكل من دعم أو تغاضى أو علم وسكت: حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم أجمعين صفعتم كرامة الوطن، ودستم عزته، وزعزعتم ثقة المصريين بقضائهم.. وادخلتم «المحروسة» في كابوس لا يعلم إلا الله عز وجل متى تخرج منه.
اللهم يا سميع يا مجيب أرنا فيهم عجائب قدرتك.. واستجب لدعاء المصريين عليهم وخلصنا منهم أجمعين إنك أنت الجبار المنتقم.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66