fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
صحيح.. فراعنة
 
.. طبعا كان يجب أن تعتذر مصر شاكرة للأمم المتحدة عرضها الكريم لـ«التعاون» في كتابة الدستور المصري الجديد.
وبافتراض «حسن النية» فان المنظمة الدولية التي أُنشئت عام 1945، كتطور طبيعي لعصبة الامم التي ظهرت على «اعتاب التاريخ» عام 1919، المنظمة «المحترمة» تعاملت مع مصر على انها «دولة ناشئة»، خرجت للتو من ربقة الاحتلال، وتحررت قبل ايام من نير الاستعمار، أو ربما بالكاد تكونت من عدة تجمعات كانت مشتتة بين الكهوف، والقفار والفيافي ورؤوس الأشجار!
وتناسى المسؤولون في المنظمة الدولية- التي بزغت شمسها من الشاطئ الغربي للولايات المتحدة، وتحديدا مدينة سان فرانسيسكو - ان مصر «الدولة» موجودة بجذورها في التاريخ قبل «الدساتير»، وكان للاسر الفرعونية المتعاقبة ما ينظم علاقات ملوكها بشعب مصر،.. واذا تجاوزنا تاريخنا التليد إلى العصر الحديث فإن مصر لديها دستور متكامل هو دستور 1923، أي قبل ظهور «الأمم المتحدة» ذاتها بـ22 سنة على الأقل.
.. أحياناً نحتاج للعودة إلى جذورنا، ونتذكر من نحن بين أمم الأرض ومنظماتها، لنعرف كيف نتعامل مع الآخرين، حتى لو كانوا «الأمم المتحدة» ذاتها، ولا يعتبر أحد أن هذا ضرب من «العنصرية» المصرية، فنحن المصريين أبعد ما نكون عنها بعد كل ما شهدناه من مآس في تاريخنا المعاصر، لكن كل الظلم الذي حاق بمصر والمصريين، لا يعني أبداً المساس بتاريخ مصر،.. ودور شعبها في صنع حضارة العالم. وما مررنا به طوال الستين عاماً الماضية ما هو إلا سحابة صيف في عمر الأمم، وغفوة ظهيرة في تاريخ الشعوب ستعود بعدها مصر لتتبوأ مكانها الذي يشرف بها، ومكانتها التي تنتظرها،.. ويعود لأبنائنا عزهم وكرامتهم ومجدهم الذي سيصنعونه بعلمهم وعملهم دون حاجة إلى «أمم» متحدة.. أو متناحرة!
.. كل ذلك تداعى إلى ذهني، وأنا أتابع «أنظار العالم» مشدودة إلى مصر أمس لحدثين، شاء الله أن يتزامنا، أحدهما اليوم الختامي لمحاكمة آخر «فراعنة» مصر.. حسني مبارك، التي تؤكد الحكمة المتراكمة لدى هذا الشعب الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والذي ثار، وخلع طاغيته بعد طول صبر، ثم وضعه أمام قاضيه الطبيعي؛ ليعلّم العالم معنى التحضر، وقد كان سهلا على الجميع «حل» المشكلة بطلقات الرصاص، كما فعل العديد من شعوب العالم مع طغاتهم!!
.. ثم أراقب عيون العالم وهي تتجه لمتابعة الحدث الثاني الذي يتكرر مرتين في العام، 22 فبراير، و22 أكتوبر، وأعني تعامد الشمس على وجه «تمثال» لفرعون آخر هو الملك رمسيس الثاني، في معبده بأبي سمبل، ويمثل التاريخان يومي ميلاده، وتوليه، في إعجاز هندسي بديع عجز العالم الحديث عن تفسيره أو إعادة حساباته الفلكية، فما كان منه إلا أن لجأ للتفسير «المضحك» وهو أن أجدادنا الفراعنة «هبطوا من الفضاء»!..
كلا الحدثين يؤكدان عظمة مصر، وتاريخ المصريين، اللذيْن لا يشكك فيهما إلا كل صغير.. حاقد.. فارفعوا رؤوسكم.. أنتم مصريون.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66