fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
«عيش».. حرية
 
.. جودة عبدالخالق، وزير الفقراء، لا يشكك أحد في وطنيته، وانحيازه لملح الأرض، يقول: «من يتصور أن وزير التموين والتجارة الداخلية يملك عصا موسى أو (خاتم سليمان) أقول له عفوا أنت واهمٌ، فنحن نعمل في ظروف غاية في الصعوبة، ورغيف الخبز لو انه بيع كعلف للماشية سيحقق ربحية أعلى من بيعه كرغيف للانسان».
يا معالي الوزير، رغيف الخبز هو ما تبقى للفقراء في مصر، وأي مساس به سعرا أو حجما أو توفرا سيؤدي الى ما لا تحمد عقباه.
وأول شيء انتظره المواطن العادي من الثورة ان تختفي طوابير الخبز، فاذا به يفاجأ باضافة طوابير أنابيب الغاز!.. وكل ما تكرمت بطرحه أمام مجلس الشعب من حلول لا جديد فيه:
- التكامل الاقتصادي مع السودان.
- انشاء مخابز عملاقة.
- اعادة النظر في الدورة الزراعية.
- إعادة النظر في دعم القمح.
- فصل الإنتاج عن التوزيع.
- إيقاف العدوان الجائر على الأراضي الزراعية.
طبعاً كل ما قلته سليم، وهناك عشرات، إن لم يكن مئات الدراسات، حول حل مشكلة رغيف الخبز، لكن كلها طويلة المدى، والمشكلة أن كل المؤشرات تحذر وبشدة من دخول البلاد في «مجاعة»… ولو لأيام معدوة نتيجة اختفاء الخبز،.. كما أنك تعلم كما نعلم بأن أي مساس «برغيف العيش» هو قرار سياسي، تلحقه «توابع» اجتماعية نحن في أمس الحاجة للابتعاد عنها الآن، فآخر ما ينقص مصر هو «ثورة جياع» لا تبقي ولا تذر وتطيح بالمكتسبات المحدودة للثورة، وتفتح الباب لآلاف الأصابع.. والأيدي.. و«الأرجل» الخارجية، وأطراف «ثالثة» ورابعة وربما «عاشرة»!
ولا يمكن بأي حال إهمال كل التحذيرات التي تصب في ضرورة تلافي «ثورة الجياع»، وآخرها ما نبهت اليه «الواشنطن بوست» من أن ثورة الجياع آتية لا ريب فيها إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية على تدهورها مضيفة: «ليس هناك رمز أقوى على الهشاشة الاقتصادية التي تمر بها مصر من «اختفاء» رغيف الخبز، الذي يعد العنصر الرئيسي في المنظومة الغذائية للمصريين».
معالي الوزير لن أكرر ما تعلمناه في المدارس الابتدائية أن مصر «كانت» سلة غذاء الامبراطورية الرومانية، وأن التكامل مع «نصف» السودان - بعد تقسيمها - يكفينا شر سؤال «اللئيم»، وكلنا نعرف من هو اللئيم، لكن أؤكد لك أنه إذا فشلت حكومة الثورة، وبرلمان الثورة، في توفير رغيف «الخبز»، فلن «أتفاجأ» إذا اجتاحت بلدنا الحبيب «ثورة جياع» لا سمح الله، لا ينقذنا جميعا منها إلا معجزة إلهية، ويكفي أن شعار الثورة «عيش - حرية - عدالة اجتماعية».. يبدأ بطلب توفير الـ«عيش»، وبالفلاحي أقول لك: «اللي ما ياكولش من فاسه.. عمر قراره ما ييجي من راسه».
حفظ الله مصر وشعبها من ثورة الجياع، وشماتة الشامتين، وكيد الكائدين، وتآمر المتآمرين.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66