fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
تعيشوا… وتفتكروا
 
يوما الجمعة والسبت الماضيان حملا ذكريين عزيزتين: وفاة الجنرال الذهبي لحرب أكتوبر المجيدة الفريق سعد الدين الشاذلي (1 إبريل 1922 – 10 فبراير 2011)، وتنحي أو تخلي أو خلع أو الاطاحة بالرئيس السابق محمد حسني مبارك.. وشتان بين الرجلين، زميلي السلاح.. وفي كل الأحوال «تعيشوا.. وتفتكروا».
على الرغم من الكم الهائل من الاضطهاد والحقد الذي حورب به الشاذلي في حياته، لم ينطق لسانه بكلمة تسيء إلى مصر، ولم يطالب بمعاقبة البلد الذي منحه عمره كله، ورفض مبارك وزبانيته أن يكافئوه الا بالسباب والتشويه،.. وحتى الصورة التاريخية التي تجمعه بالسادات في غرفة عمليات الحرب بحكم كونه رئيس أركان حرب القوات المسلحة، قام المنافقون بحذفه منها ووضع صورة مبارك مكانه!
هل تتصورون حجم المرارة التي شعر بها قائد عسكري بحجم الشاذلي – رحمه الله – وهو يرى هذا التزوير الصارخ، وهذا النفاق الفج، يعصف بتاريخه العسكري، الذي هو كل ما يملك ليورثه لأبنائه وأحفاده، ولا يوجد من بين كل «أشباه الرجال» حول مبارك من يجرؤ على تصحيح الوضع، أو حتى مجرد التنبيه لحجم الغبن والظلم الواقعين على الرجل!
ما قدمه الفريق الشاذلي لمصر محفوظ ومدون رغم أنف كل المزورين والحاقدين، والمشهد الرائع للصلاة على جثمانه في ميدان التحرير يوم الجمعة 11 فبراير بعد صلاة الجمعة وقبل ساعات من «تخلي» الرئيس المتخلي عن صلاحياته ليصبح أول رئيس مصري «منتهي الصلاحية» يعد مشهداً تاريخياً كافأه المولى سبحانه وتعالى به لتستعيد مصر كلها له حقه المسلوب، ويصلي شباب التحرير ورجال الثورة على جثمانه الطاهر، وتخرج جنازته بما يليق بهذا القائد الذي سلبه المنافقون حقه حباً، فأبى الله سبحانه وتعالى إلا أن يذكِّر مصر به يوم وفاته.
وكانت الإشارة الإلهية واضحة جلية، فهذا قائد عسكري أفنى عمره في الحياة العسكرية فكرمه ربه، وأحبه الناس، وكان ختام حياته جنازة عسكرية تليق به، وصلاة من مئات الآلاف على جثمانه في ميدان التحرير.
وذاك بدأ حياته قائدا عسكريا، ثم أغوته الدنيا، وأعمته السلطة، وجعل الله له من زوجته وأبنائه أعداء له، فباع بلده ودمر شعبه، ورهن مقدراته فانتهت حياته محبوسا.. محاكما.. ذليلا.. فتدبر وتفكر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كلمة أخيرة أتمنى على مجلس الشعب المنتخب، وعلى حكومة الجنزوري قبل رحيلها أن ترد للجنرال الذهبي الفريق سعد الدين الشاذلي بعضا من عطائه، وتضع اسمه على محطة المترو التي تحمل رسميا اسم الرئيس المخلوع، تكريما للشاذلي.. وإحقاقا للحق.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
@hossamfathy66